الحوثيون بعد سقوط نظام الأسد: انعكاسات استراتيجية على مشروع إيران في اليمن
رولا القط
ضغوط غير مسبوقة يتعرض لها الحوثيون مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تتعرض الميليشيات الحوثية في اليمن لضغوط غير مسبوقة، كونها إحدى الأدوات الرئيسية للمشروع الإيراني في المنطقة. فقد شكلت سوريا على مدار عقود بوابة النفوذ الإيراني الإقليمي ومحورًا أساسيًا لدعم حلفائها من الميليشيات المسلحة، بما في ذلك الحوثيون. اليوم، مع انهيار النظام السوري، يدخل الحوثيون مرحلة جديدة محفوفة بالتحديات السياسية والعسكرية.
سقوط سوريا: تأثير مباشر على الدعم الإيراني
كانت سوريا بمثابة الممر الرئيسي لتهريب الأسلحة والدعم اللوجستي الإيراني إلى حلفائها، من حزب الله في لبنان إلى الحوثيين في اليمن. انهيار النظام السوري يعني أن إيران ستفقد واحدة من أهم نقاط ارتكازها الإقليمية، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على قدرتها في دعم الحوثيين.
تراجع الدعم اللوجستي: كانت سوريا تمثل حلقة وصل أساسية لنقل الأسلحة والتقنيات العسكرية. فقدان هذه الحلقة سيعيق بشكل كبير قدرة إيران على تزويد الحوثيين بالأسلحة، خاصة الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
استنزاف إيران اقتصاديًا: مع تزايد الضغوط الاقتصادية على إيران بسبب خسارتها سوريا، قد تضطر طهران إلى تقليص الدعم المالي والعسكري للحوثيين، مما يضعف قدرتهم على استمرار الحرب.
تحولات إقليمية تضيق الخناق على الحوثيين
سقوط الأسد سيحدث فراغًا استراتيجيًا ستسعى القوى الإقليمية إلى استغلاله لاحتواء النفوذ الإيراني. وفي ظل تزايد الضغط الدولي لإنهاء الصراع اليمني، سيكون الحوثيون في مواجهة عزلة أكبر:
تراجع النفوذ الإيراني: مع انكماش الدور الإيراني في سوريا، ستتقلص قدرة طهران على التأثير في الملفات الإقليمية الأخرى، ومنها اليمن، ما يضع الحوثيين في عزلة استراتيجية.
تعزيز التحالف العربي: التحالف الداعم للشرعية في اليمن سيستفيد من تراجع الدعم الإيراني للحوثيين لتصعيد العمليات الميدانية وتحقيق تقدم عسكري وسياسي.
الحوثيون أمام واقع داخلي جديد سقوط الأسد ليس مجرد ضربة لإيران؛ بل يشكل أيضًا دافعًا للمقاومة اليمنية لتعزيز جهودها ضد الحوثيين.
تصاعد المقاومة الشعبية: ستعزز هذه التطورات معنويات اليمنيين الذين يرفضون المشروع الإيراني ويعملون على استعادة دولتهم المستقلة.
•تحديات داخلية: قد يواجه الحوثيون انقسامات داخلية في ظل تراجع الدعم الإيراني، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي تجاه سياساتهم القمعية واستنزافهم لموارد البلاد.
المشهد الإقليمي بعد سقوط الأسد
سقوط نظام الأسد يمثل نهاية مرحلة وبداية أخرى تحمل تحولات كبيرة. بالنسبة للحوثيين، فإن هذه التحولات ستؤدي إلى:
انهيار شبكة الميليشيات الإيرانية: تراجع الدور الإيراني في سوريا سيؤثر على حزب الله اللبناني، الذي يشكل حليفًا رئيسيًا للحوثيين. هذا الضعف سينعكس على قدرتهم في التنسيق والدعم المتبادل.
عزلة دولية متزايدة: ستتزايد الضغوط على الحوثيين للقبول بتسوية سياسية، خصوصًا مع تراجع قدرة إيران على حمايتهم أو دعمهم دبلوماسيًا.
مع سقوط نظام الأسد، يواجه الحوثيون واقعًا جديدًا يضعف فيه دعمهم العسكري والسياسي، ويضيق فيه الخناق على مشروع إيران في اليمن. الشعب اليمني، بدعم من القوى الإقليمية والدولية، يمتلك اليوم فرصة لتعزيز جهوده لاستعادة دولته وإعادة بناء نظامه بعيدًا عن التدخلات الخارجية. سقوط الأسد ليس فقط نهاية مرحلة في سوريا، بل هو بداية تحولات ستعيد رسم موازين القوى في المنطقة، وتضع حدًا لطموحات إيران التوسعية.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال