منتدى معد كرب القومي

معد كرب، هو أحد أشهر الأقيال والقادة العسكريين في الدولة السبئية ذات الأصل القحطاني، وينتمي إلى قبيلة بني كشاحة الداخلة في حلف قبيلة ذي خليل، وجميعها قبائل سبئية قحطانية.

عاصر القيل معد كرب عهد العصر الثاني للدولة السبئية الذي رافقه انتقال العاصمة من صرواح إلى مأرب، وتحول لقب “مكرب” الذي يعبر عن اجتماع السلطتين الدينية والدنيوية في شخص واحد، إلى لقب “ملك” الدنيوي.

وتحديدا كان معد كرب في عهد الملك “يدع إيل بين” وهو غير المكرب بذات الاسم في عصر أقدم من تاريخ الدولة السبئية، وهذا الملك يعتقد المؤرخون أنه ابن الملك “كرب إيل وتر” الذي اشتهر بإصلاحاته الحضارية ومعاركه الحربية.

اشتهر معد كرب بأنه أحد القادة السبئيين المتسمين بالشجاعة والاعتزاز بهويته والولاء لوطنه، خلال القرن السادس قبل الميلاد. حسب ما يحكي التاريخ الحربي للدولة السبئية خلال هذه الفترة، وما يمكن استنتاجه من تمثال لهذا القائد السبئي.

شكلت مؤسسة دراسة الإنسان التابعة لجامعة “جون هوبكينز” الأمريكية بعثة علمية تنقيبية برئاسة الآثاري “ويندل فيلبس” والتي قامت برحلتين إلى اليمن، وخلال رحلتها الثانية العام 1951 عثرت على معبد الإله القمر ( محرم أو عرش بلقيس)، وعلى عشرات القطع الأثرية بما فيها تمثال برونزي لمعد كرب يبلغ طوله 93 سنتيمتر، وعرضه 27 سنتيمتر.

التمثال المعبر عن شخصية صاحبه ودوره، يظهر معد كرب مبتسما برداء الحرب، وكأنه عاد للتو من معركة حربية منتصرا، ودخل المعبد حافي القدمين في هيئته تلك لتقديم الشكر للإله، كما أن ارتداءه للخنجر اليمني “الجنبية” يعبر عن اعتزازه بأحد المظاهر الثقافية للهوية اليمنية، التي ما زالت سارية حتى اليوم، حيث تعد “الجنبية” جزء من الحياة العادية لليمني.

التمثال الشهير للقائد العسكري معد كرب، سمح “الإمام” أحمد حميد الدين لفيلبس بأخذه معه مقابل منظومة صغيرة للكهرباء لقصره في تعز، باعتباره صنما من العهد السبئي الكافر، لولا أن فيلبس أوصى بإعادته إلى الحكومة اليمنية.

بطاقة تعريفية:

الاسم: معد كرب
القبيلة: بني كشاحة
الحلف: ذو خليل
الرتبه: قيل
الدولة: مملكة سبأ
عهد: الملك يدع إيل بين
العمر: 2600 سنة من الآن
المكان: مأرب
الاكتشاف: مأرب
اكتشاف التمثال: 1951م
البعثة: أمريكية برئاسة ويندل فيلبس
رقم التمثال: Ym 262
صنع: في اليمن
المادة: البرونز
الارتفاع: 93 سم
العرض: 27 سم

إن مصير كل شعب يتوقف أولاً وقبل كل شيء على كفاحه ونضاله من أجل حقه في الوجود والحياة بحرية. لكن كثيراً ما تلعب الظروف الموضوعية(إقليمية ودولية) دوراً مهماً وأحياناً حاسماً في تقرير مصير هذا الشعب أو ذاك. والشعب .،

اليمن ربما هو من أكثر شعوب العالم، لعبت الظروف الموضوعية دوراً مهماً وحاسماً في حياته، منذ سقوط الأمبراطوريه السبئيه ثم الحميريه ، لم تكن الظروف التاريخية في صالحه، لا بل كانت سبباً أساسياً فيما آلت إليه أوضاعه، من تشتت وانحسار وجوده وهجرته من موطنه القديم ( بلاد الاصاله والعراقه) واليوم، من جديد، يجد الشعب اليمني نفسه محاطاً في ظروف سياسية واقتصاديه واجتماعيه وأمنية صعبة بسبب (قيام المليشيا الحوثيه السلاليه )بأسقط دوله اليمنيين وجمهوريتهم التي بدأت في عام 2014م

ونظرا لخصوصية وضع اليمنيين كشعب يتميز بهويته القوميه ذات الخصوصيه الثقافيه والحضاريه
يسود (الوسط النخبوي) حالة من القلق والخوف والارتباك السياسي بسبب تداعيات وتطورات الأزمة اليمنيه ، لما ستتركه من تأثير مباشر وكبير على المستقبل والواقع اليمني ، أية تطورات أو تغييرات في المنطقة لا تكون في صالح عملية التغيير الوطني وإيجاد البديل الديمقراطي والاستقرار السياسي والاقتصادي في اليمن، ما جعل (الوسط النخبوي اليمني ) أكثر تأثراً بالأحداث والتطورات السياسية، بسبب افتقار اليمنيين (لفكر قومي استراتيجي) أو(نظرية قومية) يرتكزون عليها في نضالاتهم ويستمدون منها خطابهم القومي والسياسي، وبسبب غياب (الاستراتيجية القومية) مع انه سبق وان طرحت ( النخبه القوميه اليمنيه الاوائل ) الاقيال ابومحمد الهمداني ونشوان الحميري وصولا الى حضارنا مايطرح بعض الكتاب في مقالاتهم أهداف قومية وشعارات سياسية تحت ضغط وتأثير التطورات العسكرية والتحولات السياسية والفكرية العميقة الا انها مبعثره في مقالات ومنشورات واغلبها ليست على اسس منهجيه.

لقد فرضت الظروف اليوم على اليمنيين أن يرتبوا وضعهم الداخلي ويستعدوا للاستحقاقات القومية والوطنية التي تنتظرها اليمن .ولهذا يبدو واضحاً وجلياً في ظروف ودواعي تأسيس منتدى معد القومي، استجابة للتطورات السياسية المفروضه على الواقع اليمني
كمؤسّسة بحثية مستقلة، تُعنى بإنتاج الدراسات والبحوث القوميه و السياسية والتاريخيه والمجتمعية والفكرية المتعلقة بالشأن اليمني والهويه القوميه اليمنيه خاصة، والصراع الدائر في اليمن وسيناريوهات تطوره، وتهتم بتعزيز الهويه اليمنيه و أداء المجتمع المدني، ونشر الوعي الديمقراطي،
ويُطلق مبادرات من أجل بناء مستقبل اليمن ، على أسس الهويه القوميه اليمنيه وقيم الديمقراطية والحرية والمساواة وحقوق الإنسان وقيم المواطنة المتساوية، ويسعى لأن يكون مرتكزا نضاليا جمهوريا جديدا في التاريخ السياسي الحديث لليمن ، ومن اجل كل ماسبق
كان لا بد من تأسيس منتدى معد القومي ، قومي جمهوري فكري يتفق مع جميع اليمنيين برافو توجهاتهم السياسيه ومشاربهم الفكريه
تحت هذه التسميات الثلاث والتي تشكل مرتكزات النضال اليمني ضد الاحتلال الداخلي والخارجي ، ويخلق كموقف تصور مشترك وموقف موحد من المستقبل السياسي لليمن وشكل نظامه ودستوره الجديد، كذلك من مسألة هويته القومية
خاصة وكلنا ندرك ما تحويه (الخريطة السياسية) والبناء القومي اليمني من تصدعات وتشققات طولاً وعرضاً، خلال قرون من الزمن مما انتج تباين وخلاف كبير بين مختلف اليمنيين مذهبيا وطائفيا ومناطقيا وحزبيا وفكريا ، لذلك افتتح معد تحت شعار: ( من أجل وحدتنا الوطنيه وهويتنا القوميه اليمنيه )، حاملاً اسماً تاريخيا (معـــــــد) .

&لا شك أن (الهوية الثقافية) و(الشخصية القومية) لأي شعب هي المحصلة الرئيسية للتطور (الثقافي/السياسي/الاجتماعي/التاريخي) لهذا الشعب. لكن بسبب ضعف (العامل السياسي ) في ابراز (الهويه اليمنيه ) وتحديد الشخصية القومية لليمنيين ، يبرز دور (عامل التاريخ) كأهم وأقوى العناصر في الهوية اليمنيه مع هذا بدلاً من أن يكون (التاريخ) عنصراً إيجابياً يقوي الموقف القومي اليمني ، يبدو اليوم إن هذا التاريخ بات عبئاً كبيراً على الليمنيين وسبباً أساسياً لخلافاتهم وانقساماتهم وضعفهم وانتقاص المتوردين الدخلا من وجودهم.