تفاصيل الخبر

لطفي جعفر أمان.. شاعر الثورة الإستقلال

لطفي جعفر أمان.. شاعر الثورة الإستقلال

أقيال وإكليلات في الذاكرة / 2024-10-04 05:49:42 / منتدى معد كرب القومي - خاص

 

لطفي جعفر أمان الشاعر الذي ولد في مدينة كريتر (بعدن) بتاريخ 12مايو 1928م. ووافته المنية بعد صراعه مع المرض في 16 ديسمبر 1971م في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي في القاهرة. كان حلم ثورة بدأت شرارتها في منتصف أكتوبر وانتهت تفاصيلها أواخر نوفمبر هو من قال لأول مره بلادي حرة حينما عبر عن فرحته بكلماته التي تقول.. 

على أرضنا بعد طول الكفاح.. تجلى الصباح لأول مرة.. وطار الفضاء طليقاً رحيباً.. بأجنحة النور ينساب ثرة.. وقبلت الشمس سمر الجباه.. وقد عقدوا النصر من بعد ثورة.. وغنى لنا مهرجان الزمان.. بأعياد ثورتنا المستقرة..

 

سمي بشاعر الثورة والاستقلال لأنه قنديل أنار فتيله في ثورة الرابع عشر من أكتوبر وعبق فاح عطره في استقلال الثلاثين من نوفمبر. 

تينك الثورتان التي دقت فيهما وبهما الطبول وعزفت أحلى الألحان وتغنى فيها أكبر الشعراء بالنصر العظيم الذي تحقق لثورة (14) أكتوبر وبالثمرة التي جناها الشعب في الحصول على حريتهم وشم رائحة الاستقلال في (30) نوفمبر.

في فترة مبكرة من مراحل حياته أمتلك شاعرنا ميول ثقافية وإبداعية, وكانت له إسهامات كثيرة أثناء الثورة وفي نهاية عهد الاستعمار عندما أستفزه بهذه الكلمات الرائعة قائلاً فيها.. ثورتنا.. تهتف فينا أبدا.. يا عيدنا المخلدا.. غرد.. فإن الكون من حولي طليقاً غردا.. غرد على الأفنان في ملاعب الجنان.. الشعب لن يستعبدا.. قد نال حريته بالدم والنيران.. وقتل القرصان..

 

فقد كان واصفاً الاستعمار الغاشم بالقرصان الذي أغتصب حق شعب واستولى على حق وثروات بلد لسنوات طالت مرارتها حتى تمت النجاة منه والوصول إلى بر الأمان وإجباره على الرحيل من أرض الوطن..

 

وله أيضاً قصيدة مشهورة أهداها وتحدى بها المستعمر صاحب السيجار الذي تجرأ يوماً وسأله من أنت؟

 

وفي وسط القصيدة رد عليه بكلمات عصفت بوجه مخترقة رماد سيجارته ونفثت بها أرضاً عندما قال له: أنا جراح لم تزل تخضب الطريق.. تعيش في انتفاض يومي.. وغدي المشوق.. وكل عرق.. من دمي يموّه الشروق.. أنا الذي على جراحي أمتي تفيق

لو كنت تدري من أنا..

 

وأختتم قصيدته بالرد على سؤاله: يا بصقة أرضي..

من تكون؟ قل لنا؟

 

كلمات كبيرة خرجت من ثنايا شاعر أكبر تشعر به وكأنه يصرخ في وجه العدو ويقول له.. آن الأوان لتكون لنا حرية شخصية في الرد والتعبير.. وأجمل حرية هي تلك الكلمات التي يتحدث بها الشعراء باسم الشعب وباسم الوطن والأرض والتراب..

 

لتنتهي بعد ذلك حقبة الاستعمار في الجنوب بعد إجلائه ويبدأ عهد جديد مع بداية شروق صباح آخر لا يزال مُنتظر منه الكثير حتى الآن..

 

نعود للحديث عن شاعرنا وعن مشاركاته بالقصائد الثورية فهو قبل أن يكون شاعر هو إنسان وفنان مرهف الحس يهوى الرسم والعزف على العود.. متعدد المواهب والاتجاهات ومهتم بالقيم الجمالية والفنية للرومانسية.. التي تمثل بها في شعره وبالذات في أعماله الشعرية الأولى الأمر الذي جعله يحتل مكانة بارزة بين شعراء الاتجاه الرومانسي في اليمن. ويعتبر واحداً من أبرز من كتبوا الأغنية العاطفية وقد شكل خلال فترة الخمسينيات والستينيات مع الفنان الراحل احمد بن أحمد قاسم ثنائياً فنياً كان له دوره وتأثيره في نهضة الأغنية العدنية على وجه الخصوص والأغنية اليمنية بصورة عامة.

 

غير أنه استطاع أن يتنبأ بميلاد الوحدة اليمنية قبل بزوغ فجرها في الثاني والعشرين من مايو 1990م في قصيدته «اليوم الموعود» عندما قال:

 

 

أخي.. كبَّر الفجر في أرضنا

وأجلى الزمان لنا يومنا

أخي.. بشر النور أنَّا التقينا

وقد وحد الحق ما بيننا

على الدرب تزحف منا الجموع

تدق.. وتلهب إصرارنا

تشد أيادينا عزمة

تكاد لها الشمس أن تذعنا

أخي.. كبرياء النهار العتيد

تميل اختيالاً بأفواجنا

 

كان شاعرنا حاضراً في حقبة كل من ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ويوم الاستقلال في نوفمبر.. رحل ولكن تظل روحه معنا في كل عيد وفي كل استقلال.. 

وعلى صفحات البياض الملطخة بدماء الكثير من الشهداء خطت ثورة (14أكتوبر) تاريخها وعلى أوراق وكتُب الصمود دون يوم الـ(30 من نوفمبر) استقلاله وعلى واقع تينك الثورتان رسم لطفي جعفر أمان لوحته ولونها بكلماته التي مازالت حتى الآن مخلدة في أذهان وأفئدة الكثيرين...

التعليقات 0:

تعليقك على الخبر