تفاصيل الخبر

حارس البن الأخير في وادي سبأ...القيل مطهر بن علي الإرياني

حارس البن الأخير في وادي سبأ...القيل مطهر بن علي الإرياني

أقيال وإكليلات في الذاكرة / 2023-11-30 07:50:44 / منتدى معد كرب القومي - عبد الإله انقع

 

 واحدٍ من أهم حراس الهوية اليمنية، إن لم يكن آخرهم ..

القيل اليماني الكبير.. هوميروس اليمن، و لسانها في القرن العشرين .. صاحب ملاحم الحب و أغاني الوطن و عاشق المواسم اليمنية و اللغوي و المؤرخ و الأديب ..

مطهر بن علي الإرياني..

و لا يجوز أن تمر مثل هذه الذكرى مرور الكرام …

وفاته لم تكن حدثًا عاديًا مثلما كانت حياته..

ومن نكد الحياة أن يتوفى مثله "فمثله حتمًا لا يموت" في هذا الزمن الملوث بالإمامة فلا يعلن الحداد و لا تنكس الأعلام..

و من نكد الحياة أن تمر ذكرى رحيله فلا تقام الندوات و لا يعاد نشر كتبه و لا تصدح المنابر الإعلامية و القنوات الفضائية بأغانيه ..

و من نكد الحياة في هذا الزمن القميء أنهم يحتفلون برموزٍ لا تخصنا ويجبرون شعبنا على الإحتفال بها .. فيما رموزنا لا نكاد حتى نتذكرهم..

و من سخف الأقدار أن تقام الأضرحة للقتلة و المتمردين و المتوردين و أنبياء هويتنا و مستودعات أسرارنا تكاد لا تعرف قبورهم… و إلا فأين مزارات لسان اليمن الهمداني و نشوان الحميري و أين ضريح و مزار البردوني و السلال و علي عبد المغني ..

و مطهر بن علي الإرياني احدهم … فهو هامة لا تسامق.. و جبل من جبالنا الشامخة..

 

حارس البن الأخير و صائغ المجد و الألم و قارىء المسند المقدس.. هذه بعض ألقابه ومعجزاته ..

 و هذا البيت الشعري بعض قرآنه..

أيا وطني جعلت هواك دينًا و عشت على شعائره أمينًا…

 

و لقد أوفى قيلنا الراحل دينه حقه و أدى الأمانة .. نبض فؤاده بحب هذا الوطن حتى اللحظة الأخيرة .. 

من نقوش المسند التي بعث الحياة فيها بعد أن طاف البلاد بالطول و العرض باحثًا و منقبًا عنها و موثقًا لها ليخرج لنا كتابه العظيم "نقوش يمنية و تعليقات" و كتاب "تاريخ اليمن".. 

إلى إعتزازه بتاريخنا و مشاركته في كشف اسراره عبر تحقيق "شمس العلوم" لنشوان الحميري، مشاركته في تحرير كتاب "صفة بلاد اليمن عبر العصور"..

إلى إعتزازه بكل ما هو يمني و منافحته و مقاومته لمحاولات الضم و الإلحاق للهوية اليمنية و جعلها مجرد تابعٍ للهويات الطارئة عبر كتابه المعجم اليمني في اللغة والتراث حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية والذي أصل فيه لغويًا لما اندرس من مفرداتنا

 

و لقد أوفى الخالد العظيم دينه الذي آمن به "اليمن" عبر عشرات القصائد و الملاحم الشعرية و التي لا يكاد يجهلها يمني..

غنى لليمن و لتاريخه و لسهوله و جباله و ريفه و حضره و أشجاره و أوديته و تغزل في حبات بنه و شدى في مواسمه و تشبب في حبات الندى و قطرات المطر التي تداعب محيا جبينه...

فنراه ينتصر لهويته في "المجد و الألم " حين يرد على المتورد الشامي

و يداعب التاريخ و الحاضر بأوبريت مغناة وادي سبأ..

و يزرع الآهات في قلوبنا مع اغنية الوداع.

و يصوغ إلياذة يمانية خالصة حين أبدع ملحمة الباله ...

و يعيد لقيم الحب إعتبارها مع خطر غصن القنا على منوال "مغناة الدودحية الشعبية و التي أعاد فيها هذا العظيم الإعتبار لقيم الحب بإعتبارها شرف و ليست عار"

و يعانق ذرى العشق و الفخر و الإبداع و يخاطب الكون كله مع قصيدة الأغنية الأثيرة على كل يمني "الحُب والبُن" ….

و يخاطب المطر و الطبيعة و الموت الحياة في مغناة "يا دايم الخير دايم.."

و يلبس منطق المحارب و يبعث الفخر حين يشدو بأغنية فوق الجبل...

و يعيد أعياد الحصاد القديمة و إحتفالات الأباء مع أوبريت "هيا نغني للمواسم"

هل ذلك يكفي ؟ و كل ما ذكرناه يحفظه اليمنيون عن ظهر قلب… كلا 

فهناك المزيد مما سنجده في منقووشًا في زوايا قلوبنا ... ما أجمل الصبح. صوت جاء من سبأ….يا بلادي نحن أقسمنا اليمينا...أغنية للأرض…. صوت فوق الجبل.

فيا صوت عشقنا و وطنيتنا و قارىء تاريخنا لروحك المجد و الخلود في ذكرى الرحيل … و عهدًا بأن ما زرعت يداك سيثمر و لو بعد حين…

 

ما أصدقك حين قلت…….

 

ياقافلة بين امسهول وامجبال

الله معش حامي وحارس

ياقافلة عاد المراحل طوال

وعاد وجه الليل عابس

ياقافلة صفي صفوف الرجال

واستنفري كل الفوارس

قولي لهم عاد الخطر مايزال

لاتأمنوا شر الدسايس

وما أصدق دعوتك و أجداها اليوم و نحن نعيش هذا الزمن المدنس بذل الكهانة و الطاغوت…

هيا شباب أتوحدوا للنضال

وانسوا خلافات المسامر

وبعد نيل النصر تصبح حلال

كل الموارد والمصادر

كلين وفكره ينصره بالمقال

ولو يراشق بالمحابر

التعليقات 0:

تعليقك على الخبر