أهمية التقويم اليمني..
أخبار وتقارير / 2022-04-15 22:53:22 / منتدى معد كرب القومي - خاص
*عبدالرحمن طه
يعد التقويم اليمني بمثابة رمز وهوية ثقافية للأمة اليمنية بعد ان عُرفت به وتميزت لآلاف السنين .. ولكونه وثق وأرخ لأحدث هامة ومفصلية في تاريخها الحضاري .. وتنبع اهمية التقويم اليمني الشمسي من كونه الأداة التي تساعد اليمنيين على تمييز ظروف بيئتهم المحلية والمقياس الزمني لتنظيم انشطتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .. لذلك فان اهمية التقويم اليمني تتلخص في الاتي :
-اداة حضارية لتنظيم وقياس الزمن
للتقويم وحساب الوقت والزمان أهمية عظمى في حياة الأمم منذ عصر التدوين وحتى اليوم .. والتقويم يعني اخضاع الزمن للقياس وتقسيمه إلى سنوات واشهر وايام وساعات ، بناء على ظواهر طبيعية تتكرر كل فترة من الزمن ، ومن خلال التقويم حدد الانسان مواعيد الزراعة وسقوط الامطار وايام الأعياد والمناسبات ومواقيت العبادة وكل ما يتعلق بحياتهم الشخصية والعامة والمعاملات والعلاقات الاجتماعية .. ولهذه الحاجة ومنذ بداية التاريخ ابتكر الانسان اليمني تقويمه الخاص النابع من ظروف البيئة اليمنية والذي يعتمد على حركة الأرض في مدارها حول الشمس.
-رمز الهوية القومية
ادرك اليمنيين قيمة وأهمية الوقت والتأريخ لتنظيم امور حياتهم الخاصة والعامة وأمور دولتهم ومعاملاتها .. فاقروا تقويم خاصة بهم بدءوه منذ بداية الاستيطان البشري في الوديان اليمنية وتركوا لنا اثاره من الالفية الثانية قبل الميلاد .. فالتقويم اليمني رمز وهوية وتاريخ لحضارة أمتنا اليمنية وصلة وطيدة بين الماضي و الحاضر خاصة ونحن نسعى لإعادة امتنا اليمنية إلى الريادة الحضارية من جديد.
-يعزز الولاء والانتماء الوطني
الممالك الجنوبية اليمنية تأسست على تراب اليمن التاريخي وسيطرت على جغرافيا شبه الجزيرة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وأسست انظمة حضارية راقية بأسس وطنية وهوية اصيلة بمداميك يمنية فريدة .. ومنها كان التقويم اليمني احد اعمدة الدولة اليمنية وأساس لتنظيم المعاملات وتوثيقها داخل دواوين الممالك اليمنية وبين عامة اليمنيين في شئون دينهم وديناهم ، ولهذا استمر العمل بهذا التقويم حتى بعد انهيار الدولة اليمنية الحميرية واستمرت عجلة الاقتصاد الزراعي تدور على وقع اسماء شهور التقويم اليمني الحميري حتى يومنا هذا .. فأصبح هوية ورمز يمني يربط الاجيال اليمنية بتاريخ اسلافهم العظماء وقيمهم الحضارية ويحيي فيهم الرغبة لاستعادة امجاد الامة اليمنية وريادتها وعزتها وكرامتها واستقلالها القومي .
-يجسد الوحدة الثقافية والاجتماعية بين أبناء الامة اليمنية
لا شك أن احياء العمل بالتقويم اليمني الحميري له أثره في توحيد صفوف الأمة اليمنية على امتداد الجغرافيا اليمنية التاريخية .. خاصة وانه شكل رابط مشترك لآلاف السنين بين ابناء الامة اليمنية من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب ووحدهم في مواسمهم الزراعية ومواعيد الامطار الموسمية وأوقات البذر والحصاد وشكل لهم جميعا ذاكرة جمعية وتراكم خبرات زراعية تتبادلها وتتناقلها الاجيال في كل الجغرافيا اليمنية التاريخية ، فكلما توحدت الظروف والمسميات زادت الروابط قوة وتماسكا بين اليمنيين وزادة الالفة والقبول لبعضهم البعض وتوحدت الامة اليمنية ثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا .
- وسيلة معرفية لمواقيت الزراعة ومنازل النجوم
لا شك ان اعتماد الحضارة اليمنية في بدايتها الاولى على الاقتصاد الزراعي دفع اليمنيين إلى دراسة الظواهر الطبيعية المتكررة دراسة علمية ومنها ادركوا ارتباط هطول الامطار الموسمية ومواعيد البذر والحصاد واشتداد الحرارة والبرودة مرتبطة ارتباط وثيق بحركة الارض في مدارها حول الشمس فقسموا هذه الفترة المتكررة إلى فترات زمنية متناسبة وسموها (خريف) وقسموا الخريف إلى فصول والفصول إلى شهور والشهور إلى وحدات متساوية كما قسموا السنة إلى مواسم دقيقة ترتبط بمنازل النجوم ايضا وحددوا مواقيت وأيام لظهور النجوم وغيابها .. فكان التقويم اليمني من ادق التقاويم القديمة في حساب حركة الارض حول الشمس وتحديد تقلبات المناخ والطقس في الجغرافية اليمنية .. ولازال حتى اليوم من ادق التقاويم والتي لا تتعارض مع التقاويم العالمية المعمول بها اليوم .
- يصل بين ماضي وحاضر اليمن:
لأكثر من ثلاثة آلاف عام حتى القرن السابع الميلادي استمر اليمنيون يدونوا الاحداث الهامة والمفصلية في تاريخ الامة اليمنية بالتقويم اليمني .. واختلف نظام التاريخ في الحقب التاريخية المتلاحقة بين (التوريخ بالأحداث .. والتوريخ بعهود الاشخاص .. والتوريخ بالسنين المتلاحقة) واستخدام منصب رئيس المعبد الرئيسي للملكة وبين منصب تولى الملك وفي فترة متأخرة من حقبة الدولة الحميرية استخدم اليمنيين سنة اساس 115 قبل الميلاد لتوريخ معاملاتهم والأحداث الهامة في مملكتهم ..فدونوا تاريخ نقوش انتصاراتهم الحربية وبناء منشأتهم الهندسية وتحالفاتهم ونواميسهم بالتقويم اليمني .. لذلك اعادة العمل بالتقويم اليمني الحميري يربط الامة اليمنية بأحداث ووقائع ورخت بهذا التقويم في عهد الامبراطورية الحميرية وزمن انشاء المدن اليمنية وإنشاء المرافق الاقتصادية العظيمة التي لازالت مآثرها ماثلة لنا حتى اليوم كما انه يعمل على احياء وتوثيق لجزء مهم من تراثنا الوطني الشعبي فبرغم انقطاع العمل به لفترة زمنية .. فقد ضل التقويم اليمني بمسمياته التاريخية جزء اساسي من ثقافتنا الشعبية وتراثنا اليمني الاصيل ومن عاداتنا وتقاليدنا اليومية وجزء من امثالنا وحكمنا الشعبية .
#سنة_يمنية_سعيده2138
#التقويم_اليمني
#القومية_اليمنية_اقيال
التعليقات 0:
تعليقك على الخبر