القيل خالد الدعيس " الموقف والشعر" (2-2)
أخبار وتقارير / 2022-04-04 11:50:32 / منتدى معد كرب القومي - خاص
*د. لمياء الكندي
لقد دفع الشعور اللامتناهي من العنصرية التي تشكلت من خلالها الشخصية الهاشمية ومحركاتها الفقهية إلى خلق مجموعة من الادعاءات الزائفة التي تنفيها الأفعال الناتجة عن بلوغ هذه الفئات من الناس حد الارتواء بالأفكار العنصرية والتمييزية ومحاولة تطويع المجتمع والدولة لصالحها، مهما كانت النتائج ومهما بلغت تلك الوسائل من اتباع ممنهج للعنف وإشعال الحروب والهدم والتدمير واستخدام دعايات واهيه تظهر تكسبهم من خلال الدين واستغلال الأوضاع الداخلية للبلاد لتصب في ميزاب طموحاتهم وفي ذلك يقول الشهيد الخالد بلغة عامية جزيله:
ويـــدعــي انـــــه يـــهــم ويــحــنـج
يـقـتل ويـسـفك واسـتـوى يـتشجى
يـفـجـر الـــدور واســتـوى يـتـفـرج
الـظـلـم لـــه عُـقـبى وخـيـمه تُـرجـا
وكـــل بــاغـي فــي لُـوحـها مُــدرج
مـــا مـنـهـا مـهـمـا تـبـطـي مـنـجا
لا جــات مــا تـسمع لـذي يـتحجج
لا تـسـمعوا اعـلامـه فـمـهما غـجّـا
كـــذّاب مـهـمـا قــال مـهـما هــرّج
عـيروه يـا اخواني الاذان الصنجا
بهذه اللغة المتحدية مضى الدعيس مخاطبا بني هاشم، ومخاطبا بصفة جمعية أبناء الشعب فهوا واحدا منهم وهم منه ثنائية لا يمكن ان تنقسم ومحورية لا يمكن ان تتجزأ تلك المواقف والخيارات التي وقف عندها شهيدنا ودعانا الهيا.
قــولــوا لــمــن رصّــــوا الـعـمـايـم والــتــوز
والـقـاوق الـلـي جــاء مــن 'ديـلـم' و 'قُـمْ'
قـــــد جــالــكـم أهــــل الــمـعـاوز بــالـعَـوَزْ
بــــارق تــهـامـه قــــد لـمـحـتـه مــــن نــقُـمْ
قــد الــيــمـن كــلـــه تــحـــرز واحــتـــرز
واصـبــح صــغــيــر الــسـن يعرف دجلكم
كيف لا يحدد خالد ومن هو مثله من الماضون في طريق الكفاح خياراتهم ويضيقونها حتى تبدوا واحده متوحدة في اهدافها ودوافعها لمواجهة من اسماهم الطارئون على البلاد، نعم ياخالد فهم الطارئون ولن يستحكموا وكفان في هذا قولك:
الطارؤون على البلاد استحكموا؟!
كـــلا ولـــو ظــنـوا بـــذا وتـوهـمـوا
هــذي الـطـلائع مـن كـتائب حـميرٍ
وعــلـى الــربـوع مـسـيـرها يـتـقدمُ
إن الــكـرامـة لا تــمــوت وشـعـبـنـا
عـنـد الــكـرامـة مـسـتميـتٌ مــقـدمُ
لقد وأصال خالد وسم نقوشه ومواقفه بإباء منقطع النظير، فكان مترصدا لعداوة الإمامة، وما نتج عن سيطرة الحوثيين من بؤس وتهجير وتغريب، قرن به حالة اليمنيين اليوم بمرارة وشاعرية موجعه ليصف حالنا بقوله:
قولوا لأكوام الأذى
إذا غـــادر الإنـسـانُ أرضــاً بـهـا الــذي
يُـحِـبُّ فـكـل الأرض مــن بـعـدها مـنـفى
و قــحْـلَاءَ يُـلْـفَـيْهَا عـلـى مــن بـهـا فــإن
تــرحَّـلَ عــن بـيـدا فـقـدْ حَــلَّ فــي فـيـفا
و تَـخْـفـى بـعـيـنيْهِ الـشُّـخُـوْصُ جَـمِـيْعُهَا
و مــــا حــالـهُ عـــنْ أيِّ نَــاظِـرَةٍ تَـخْـفَـى
كان خالد إلى ان ترصدته الشهادة يتطلع بروح الإنسان الطبيعية التواقة إلى الحياة التي يفترض ان تكون قدره، وقدر كل اليمنيين، الحياة البسيطة والعادلة التي لا تشوبها الحرب ولا تشوهها أفعال الطغاة والأدعياء الذين حولوا حياته وحياة اليمنيين إلى غربة وبؤس وحنين دائم إلى الاستقرار والجمال والتأمل والكمال، فنراه يرثي هذا الحال الذي أوصله لنا أدعياء السلالة وحوثتها الظلاميين الذين افقدوه وافقدونا حق العيش والحياة الكريمة وفي هذا يقول:
أباتُ أنيس القفر والقفر مُوْحشي
يُضِيْءُ جوايَ الليلَ والليلُ غَاطِشُ
ودونهما في الروح قفرٌ و دلجةٌ
فلِمْ أنا حتى الآن يا ناس عائشُ
تكادُ بصدري أنْ تحزَ أديمهُ
وشائجُ ذكرىً في ضلوعي حَرَائِشُ
تُسَرِّحُنِيْ ذكراي في غاب أَسْرُحٍ
لها في مدى روحي عُوَاءٌ وناهشُ
فَلَلْبُعْدُ قوسٌ والحنايا كنانةٌ
وشوقيَ سهمٌ ما عن القلب طائشُ
و قد كُنْتُ ذا لَهْفٍ عجيبٍ وشملنا
قريرٌ فكيف اليومَ والشملُ نافِشُ
لقد أفاض لنا خالدا من بحر قصائده أيقونات خالده من حكيم الشعر، وفروسية الموقف، ولم تغب عنا منابعه الصافية التي تفيض من قرارتها وجدانياته الخالدة، فقد كان محبا منكرا للوعة الفراق ولظلمته وسطوته على قلوب العاشقين، ولكنه كان مؤمنا بقدرة الحب على مغالبة الفراق حتى يشع الوصل صباحا مشرقا وفي ذلك يقول:
ما قالهُ العشاق قبلي في الفرا
قِ نكرته حتى عليَّ تحققَ
فعرفته و عرفت أن كلامهم
لا زال عن معنى المُعَنَّى ضيقا
قد بتُّ مختنقاً أحاول زفرةً
و لا أطيقُ على الشهيقِ تنشقا
فإلامَ يا شوق الحبيب إلى متى
حتَّامَ تبقى في عذابي مطرِقا
سألتهُ و أنا بعين جوابه
أدري فليس سواه إيذانُ اللقا
فالشوق ليل البعد يمكث مُطْبِقاً
حتى يُشعَّ الوصل صُبحاً مُشْرقا
هذا و هذا الحال يا حالي به
فدمت في قلبي الخفوق المُطلَقَ
التعليقات 0:
تعليقك على الخبر