حرب الهوية (3)
منتدى معد كرب القومي
القيل عباد العنسي
تطرقت في الموضوع رقم (1) عن تقسيم الشعب اليمني طائفيا وإبعاد ذلك سياسيا وفي الموضوع رقم (2) عن تركيز السلالة الهاشمية على محو رموز الهوية القومية اليمنية من الذاكرة الفردية والجمعية للشعب اليمني وإحلال رموزها في الذاكرة الفردية والجمعية للشعب اليمني ، وكل ذلك كان عمل ممنهج وحرب خفيه على الهوية القومية اليمنية .
في هذا الموضوع الثالث من حرب الهوية التي شنتها السلالة الكهنوتية الهاشمية ضد الهوية القومية اليمنية سنتطرق لتقسيم الشعب اليمني طبقيا وذلك لتفتيت الهوية القومية اليمنية وتمكينهم من الهيمنه على الشعب اليمني .
في سبيل ترسيخ هيمنتها على الشعب اليمني عملت السلالة الكهنوتية الهاشمية على تقسيم الشعب اليمني إلى خمسة طبقات وهي :
1- الساده 2- القضاه 3- الفقهاء 4- القبائل 5- المهن
وسنتطرق لتقسيم الشعب اليمني إلى طبقات وأثر ذلك على الهوية القومية اليمنية .
1- طبقة الساده :
هذه الطبقة تتكون من السلالة الكهنوتية الهاشمية ، المتوردين ، وهذه الطبقة هم الواردين على الشعب اليمني وتمكنوا من الهيمنة على كل أبناء الشعب اليمني بدعوى حق الالهي لمزعوم وأنهم أوصياء على البشر وهذه الطبقه لها مميزات خاصة أهما :
- أن الحق في حكم اليمن هو لهم وأن هذا الحق هو بأمر من الله وأنهم أوصياء على البشر بأمر الله ، وأنهم خلفاء رسول الله ، وفق المرجعية الفكرية الشافعية بأن الولاية محصورة في البطنين .
- وفق هذا الحق الإلهي فإن لهم الحق في الخمس في أموال أبناء الشعب اليمني اي 20 % وحجتهم في ذلك قوله تعالى : وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّمَا غَنِمۡتُم مِّن شَیۡءࣲ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِیلِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ وَمَاۤ أَنزَلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا یَوۡمَ ٱلۡفُرۡقَانِ یَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ( 41) الانفال .
لن أتطرق لمفهوم الآية البينة هنا لكن النقطة الأهم والتي يجب أن يفهما الجميع إنهم يعتبرون الشعب اليمني غنيمة حرب ، وغنيمة مستمرة . - لهم الحق في أن يتزوج أبنائهم من أي أمراة من كل الطبقات ، بينما لايحق لأي فرد من أبناء الشعب أن يتزوج من بناتهم ، وهذه نظرة عنصرية لا قذر والأشد قذارة منها وتحكي هذه العنصرية قصة فاطمه بنت علي بن محمد المفضل "والشيخ "سنان ابو لحوم" مع الهاشميين بيت الوزير وبيت المفضل هم بنوعثمان آل الوزير وآل المفضل ونائب اﻻمام زباره يقولون للشيخ سنان ابولحوم في شهرصفر عام1378هجريه ، ﻻيجوز للكلب ان يلغ في اناء اهل البيت ، ومايقع حمار يركب فرس ومن يريد ان يكون ربيع للشريفه عليه ان يعرف قدرنفسه؟!! هنا اعتبر القبيلي كلب وحمار ، وبنتهم فاطمة هي فرس أعتقد أن عنصرية كهذه واحتقار للانسان اليمني ليس لها مثيل وحتى في تلك العنصرية التي مارسها البيض في جنوب افريقيا ، هذا الرد هو على طلب تزويج فاطمة بنت المفضل بابن علي صالح عايض وهو من ابناء قبيله جهم.
هذه العنصرية في عدم تزويج غيرهم ليس سوى في الفكر المجوسي والفكر الهندوسي وفي الفكر اليهودي .
طبعا نسائهم يسمو هن شرايف ولادري كيف قبل أبناء الشعب هذا المصطلح فكلمة شريفه اي أنها لايمكن أن تمارس الفاحشه وهذا يعني أن كل نساء الشعب اليمني هن غير شرايف اي هن بغايا فهذا هو المفهوم العكسي لهذا المصطلح فكيف قبل الناس أن بنادوا نساء الهواشم بالشريفه ولاينادي زوجته أو أخته بهذا المصطلح فهذا طعن في أعراض شعب بأكمله ، لكن الجهل الذي سعوا أن يكون مهيمن على الشعب جعل الشعب يقول ما يقال له كما تقول الباباغا .
وهناك مفردات كانوا يستخدمونها ولها مدلولها العرقي منها هل أنت سيد أم عربي وقولهم نحن لانزوح العرب ومدلول هذه الكلمات ظهر الان بوضوح بعد عودة هذه السلالة بحلتها الكهنوتية الجديده وهي الحركة الكهنوتية الحوثية والتي تعمل بكل وضوح على إعلاء الهوية الفارسية ، من خلال إعلاء الرموز الفارسية التي لها دور في استهداف العرب مثل قاسم سليمان الذي ترفع صوره في كل شارع في صنعاء ، وصور الخميني وإعلان الخميني أن صنعاء هي العاصمة العربية التي أصبحت فارسية ، وايضا شعار الحركة بمفرداته وألوانه هو شعار الثورة الخمينية الفارسية فالمثل العربي يقول إذا غرتك الأصول دلت عليه الأفعال .
بقية أفراد هذه الطبقة الذين لايشغلون مناصب في الحكم ، لايمارسون اي عمل سوى الفتاوي الدينية كونهم هم ورثة رسول الله وأنهم وحدهم من يفهمون رسالة الله ، وتاتيهم الأموال من كل الطبقات باسم الخمس ، كما انهم تخصصوا في توزيع أملاك اي شخص بعد موته بين الورثة اي القسمه وكان ياخذون أجرهم جزء من أملاك المتوفي ويفضلون أخذها ارض وبذلك استحوذا على مساحات شاسعه من الأراضي بدون أي ثمن وكان الذي يقوم بالقسمه يعتبر نفسه أحد الورثه ويتخير اجود الأراضي لتكون هي اجرته.
2- طبقة القضاه :
هذه الطبقة صنفت بأنها الطبقة التي تأتي بعد طبقة الساده حتى أنهم اوجدا مقوله تقول إذا اشتط السيد رقعوه يقاضي اي أن هذه الطبقة مجرد رقعه للساده تسد اي عيب فيهم .
وهذا الطبقة هي من الفئات المتعلمه من أبناء الشعب اليمني الذي يتكون من مجموعة من القبائل والتي امتهنت القضاء ، لذلك كانت هذه الأسر تركز على تعليم أبنائهم مهنة القضاء فتوارثت القضاء أبا عن جد .
هذه الطبقة هي مقربة من طبقة الساده بحكم الوظيفه ولكن ليس الها اي ميزه غير ميزة الوظيفة التي تمارسها والتي تكسبها الاحترام بين أبناء الشعب.
3- الفقهاء :
هذه الطبقة هم المتعلمون في الجانب الديني ، اي في الجانب الفقهي وهم بمثابة جهاز الإرشاد الديني ، وتأتي مرتبتهم بعد القضاه لذلك قالوا إذا اشتط القاضي رقعوه بفقيه .
وكانت وظيفته هي التعليم في الكتاتيب المحدودة التي تعلم القراءة والكتابة وتعلم الطلاب الجوانب المتعلقة بالطقوس والشعائر الدينية وايضا خطباء للمساجد.
4- طبقة القبائل :
هذه الطبقة هي غالبية الشعب اليمني ، ومنها تخرج طبقة الفقهاء والقضاه فالمتعلمون من أبنائها تتحول الأسرة إلى فقهاء والى قضاه ، والتي لا يتعلم أبنائها تظل ضمن هذا التصنيف .
طبعا الشعب اليمني هو مكون من عدد من القبائل ولكل قبيلة شيخ ، وفق العرف القبلي هو الذي يوجه القبيله وكان يعطي الهاشميون يعطون المشايخ بعض الميزات القيادية كقيادة الجيش ، ولكن لابد أن يقوم الشيخ بوضع أحد أبنائه رهينة لدى هذه السلالة الكهنوتية حتى لا ينقلب عليهم الشيخ ويقود رجال القبيله ضدهم.
وظيفة أبناء القبائل هي القتال في سبيل تمكين السلاله الكهنوتية من الحكم ، وضرب من يتمرد عليهم ، ولذلك يقولون الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي فلا يعنيهم كم يقتل في سبيل تمكينهم من الحكم فليس هناك شيء يخسرونه في حروبهم فهؤلاء خلقهم الله عبيد من أجلهم ، هناك حادثة حدثت في تعز ، أن قتال حدث بالقرب من قصر صالة الذي يسكن فيه الامام أحمد فدخل عليه أحد العكفه يقوله هناك قتال بالقرب من القصر رد عليه بين من قال بين بعض القبائل فقال الامام لاتوجع راسي بدم القبائل ، أي أن سياسة الكهنوتية السلالية الهاشمية تجاه القبائل هي فرق وتفرج ، أي الفتنة بين القبائل ليتقاتلوا فيما بينهم وهم يتفرجون على دماء القبائل وهي تسيل بكل متعه لأشغال القبائل فيما بينهم .
طبعا هذا ناتج عن خلفية فكرية أن الناس خلقوا عبيدا لهم وهذا الفكر هو نفسه الفكر لدى بني إسرائيل أن كل البشر خلقوا لخدمة بني إسرائيل .
هذا الفكر هو فكر شيطاني اي انهم خير خلق الله وهذا هو الاحتجاج الذي احتج به ابليس عند رفضه أمر الله بالخضوع للإنسان لكن ابليس برر ذلك بأنه خير بحكم كونه خلق من نار وان الإنسان خلق من طين .
هذا الفكر نجده ظاهر لدى ثلاث فئات من البشر بني إسرائيل وبني هاشم وايضا الفكر المجوسي اي أن الفكر الشيطاني ظاهر لدى هذه الفئات من البشر .
طبقة القبائل مصنفة بعد طبقة الفقهاء ولذلك يقولون اذا اشتط الفقيه رقعوه بقبيلي ، ونظرتهم للقبيلي كما اوضحتها قصة زواج فاطمة بنت المفضل ، وتوضحها أكثر قصة لقاء الامام أحمد بعدد من الطلاب الدارسين في مصر الذين جاءوا لمقابلة الطاغية احمد حميد الدين للمطالبة برفع المنحه الماليه لهم لتغطي تكاليف معيشتهم يرويها الاستاذ عبد السلام العنسي رحمة الله تغشاه الذي كان واحد من هؤلاء الطلاب الذين التقوا بالامام احمد .
قال رحمة الله تغشاه وصلنا إلى الحديده عبر البحر وتم أخذهنا فوق بوابير القمامة إلى حمام السخنه حيث كان الإمام هناك يستجم .
صلنا إلى السخنه ونحن شعث غير من الأتربة التي علقت بنا نتيجة نقلنا فوق باوبير القمامه ، فطلبوا منا أن نستحم حتى نقابل الامام ونحن نظاف استحموا جميعهم باستثناء الاستاذ عبد السلام العنسي وعلموهم كيف يسلموا على الامام بأن يقبلوا ركبته.
دخلوا إلى الامام وسلموا عليه كما تم تعليمهم باستثناء الاستاذ عبد السلام سلم عليه يدأ بيد وجلس بين زملائه ، امتعص الامام لأنه لم يقبل ركبته كما هم زملائة فنظر إليه وقال له مالك وسخ من بين بقية اخوتك ، فرد عليه قال اخوتي كانوا وسخين مثلي لانهم ادونا من الحديده فوق بابور القمامه ونظفوهم على شان لايوسخوك حين يسلموا عليك ، وانا قلت اجلس كما انا ارويك كيف عاملوا عيالك.
اسأله ايش اسمك فعرفه بنفسه قال هاه انت عمك عبد الكريم الذي جالس ياذينا من عدن وانا قول ليش هذه للقانه بعدها وافق على رفع المنحه لهم ، وقال وصلوا عيالي بسياراتي كل واحد إلى مدينته وقريته واللي مافيش طريق لمدينه أو قريته ادوله حمار يوصله واذا مافي حمار ادوله قبيلي يتحمله إلى قريته .
5- طبقة المهن :
هذه الطبقة تعتبرت الطبقة المنبوذة من الطبقات الأربع التي تطرقنا لها ، طبعا هذه الطبقة مقسمة وفق نوع المهنة الجزارين المزاينه القشامين الحدادين … الخ .
طبعا هذه المهن هي المهن المدرة للدخل ولذلك تم احتقارها وتحقيرها لدى الجميع ولذلك بعد سياسي هام جدا وخطير لايمكن أن يدركه إلى من يملك بعد نظر .
طبعا من يمتلك المال هو من يستطيع أن يحدث تغيير سياسي لأنه بالمال يمكن يكسب الرجال ويقود اي حراك سياسي ضد أي سلطة كانت .
الرجال الذي يمكن كسبهم هم أبناء القبائل والمال الذي يمكن أن يحركهم موجود لدى السلالة الهاشمية وهم الطبقة الأرقى ولذلك يستجاب لهم ، وموجود لدى أصحاب المهن هذه لكن أصحاب هذه المهن تم احتقارهم فكيف يمكن للقبيلي أن يحركه جزار أو قشام حتى لو كانت أمواله تحرك قبيله كاملة ، فالنظرة الاحتقارية جعلت للأموال التي تجنيها هذه الطبقات لامعنى لها سياسيا ، حتى إن احتقار هذه الطبقات تجعلهم مكان لابتزاز غيرهم
هناك طبقة المزارعين وهم ينتمون وفق التصنيف الطبقي للقبائل ، هؤلاء هم مزارعون تعتمد زراعتهم على الأمطار حتى إن المزارع الذي لديه أرض خصبة تروى بمياه الينابيع ويمكن أن تزرع الخضار التي هي مدرة للدخل عيب على المزارع أن يزرعها لان هذه مهنة القشامين فيضطر المزارع أن يؤجرها للقشامين فيتوزع العائد على المزارع والقشام .
طبعا هذه الطبقات المهنية لا تتزاوج إلى فيما بينها وكل الطبقات عيب أن تتزوج منهم إلى بني هاشم فهذه الطبقة تتزوج من حيث ما تريد .
احتقار هذه الطبقات أدت إلى عزلهم عن بقية المجتمع ، وادى احتقارهم إلى خلق بيئة خاصة بهم محتقرة وهذا ولد سلوكيات تحاول أن تدافع عن نفسها ولكن بشكل فيه نوع من إظهار الخضوع والتودد لكل الطبقات وتحول هذا إلى سلوك ، طبعا كل أبناء هذه الطبقات هم من أبناء القبائل وهذا الفرز هو من العمل الممنهج للهاشميين لتمزيق المجتمع.
من هنا تأتي أهمية احياء الهوية القومية اليمنية لمواجهة هذه الحركة السلالية الهاشمية فإحياء الهوية القومية اليمنية هي أقرب وأيسر الطرق لإزالة هذا التفتت في المجتمع اليمني وتوحيد صفوفه ليكون صفا واحد يواجه كل مخططات هذه السلالة ويجتث فكرها من الذاكرة الفردية والجمعية للشعب اليمني .
التعليقات 0:
تعليقك على المقال