حرب الهاشمية الاثنية
منتدى معد كرب القومي
حرب الهاشمية الاثنية
ضياء السعيدي
يحارب الحوثي كما فعل الإئمة من الأسر الهاشمية بإستخدام الزيدية كإطار أديلويجي (مذهبي) قادر على تجنيد اليمنيين. لكن الحرب في حقيقتها ليست حرب أديلويجية، لكنها حرب تشنها أقلية إثنية على الأغلبية من أجل الحصول على امتيازات سياسية واجتماعية واقتصادية
كالخمس وحق الحكم وغيره.
في الحروب الأديلوجية تكون الولاءات مرنة ، يمكن قلبها ، كلا الأطراف المتحاربة تتنافس على ولاء نفس القاعدة الشعبية .
أما في الحروب الإثنية يكون العدد عامل حاسم ، فالولاءات تكون فيها صلبة لأنها قائمة على الانتماء الإثني (العرقي) لا على المعتقدات الاديلوجية. ولذلك فإن أي حرب إثنية بين جماعتين ستفضي إلى نتيجتين لا ثالث لهما ، إما إبادة الأقلية ، أو إجبارها على الاندماج ضمن الأغلبية وإلغاء كل الفوارق بينهما ومحو تاريخها وهويتها لصالح تاريخ وهوية الأغلبية.
ولتجنب إحدى هذين المصيرين كان على الهاشميين إيجاد إطار أديلوجي قادر على كسر جمود الولاء الإثني وكسب ولاءات خارج إطار واقع الأقلية الذي يعيشونه، وهنا جاء دور المذهب الزيدي. فالمذهب الزيدي كأديلوجيا سمح بانحياز مجموعة من اليمنيين إلى جانب الهواشم تحت الإطر والمعتقدات التي يفرضها المذهب الزيدي على أتباعه. وهكذا أصبح للمذهب الزيدي وظيفتين رئيسيتين، أولهما كسر حاجز الأقلية لدى الهاشميين والسماح لهم بتجنيد يمنيين يدافعون عنهم، وثانيهما التشويش على حقيقة الحرب القديمة الجديدة بين الهاشميين من جهة واليمنيين من جهة أخرى. فأصبح من الصعب على أغلب اليمنيين رؤية حقيقة الحرب الإثنية الدائرة بين بني هاشم وبينهم، بل أصبح وصف الأمور كما هي عليه متجنب من قبل العامة لأن الزيدية أضافت عامل القداسة على بني هاشم بربطهم بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم. ولهذا نرى الحرص الكبير من قبل الحوثيين على نشر الزيدية وفرضها في كل مكان تحت سيطرتهم عن طريق المنابر الدينية والمدارس والمؤسسات.
الحرب إثنية، وما الزيدية إلا أداة يستخدمها الهاشميون لكسب ولاء اليمنيين وغسل أدمغتهم، ففي نهاية المطاف من هو الكاسب الأول من انتصار أي حركة زيدية كالحوثي أو غيره؟ أليست الأسر الهاشمية؟ أليست الأقلية الهاشمية من ستصبح "سادة" بينما بقية اليمنيين رعاة؟ وهنا تكمن أهمية الحراك القومي الموجود حالياً، فالحراك القومي لا يخلق عنصرية وتفرقة بين أبناء المجتمع. بل يخلق عدسة قادرة على جعلنا أن نرى من خلالها الأمور كلها على حقيقتها ومنها الفروقات الموجودة فعلياً، وبالتالي إبطال فاعلية المذهب الزيدي الذي يعتبر السلاح الأفتك الذي يملكه الهاشميون. إن عدسة القومية قادرة على جعل أي يمني يرى البعد الإثني لهذه الحرب بعيداً عن كل التشويش وذر الرماد الذي تفعله الزيدية. وحين يصبح أغلبية الشعب قادراً على الرؤية من خلال تلك العدسة، لن يبقى للحوثي أي شيء ، وستنتفض الأغلبية ضد
الأقلية المتسلطة.
كلما حاولت صادقاً وناقداً رؤية مساوئ الحركة القومية ، كلما تبدت لي ضرورتها
التعليقات 0:
تعليقك على المقال