حراك الأقيال ثورة في وجه الظلام وليس ردة فعل
يحيى الجماعي

حراك الأقيال ليس مجرد ردة فعل على تطرف الهاشمية وابنائها ، ولا هو صرخة غاضبة في وجه واقع مؤلم فحسب، بل هو ولادة جديدة للهوية اليمنية، وليمن جديد وقوي وصعود لوعيٍ جمعي طال سباته. إنه نداء الأجداد في صدور الأحفاد، وعودة اليمني إلى ذاته الحرة بعد قرون من محاولات الاستلاب والطمس الكهنوتي الهاشمي
نحن الأقيال، لسنا حركة سياسية تقليدية، ولا نخضع لاصطفافات مذهبية أو مناطقية، نحن فكرة تتجاوز اللحظة، وتسير نحو جذورها الحضارية. نحن أبناء من شيّدوا مأرب وصنعاء وظفار، من كتبوا التاريخ قبل أن يعرف الآخرون الكتابة، ومن ساسوا الدنيا قبل أن تُرسم على الخرائط.
لسنا ضد أحدٍ بقدر ما نحن مع الإنسان اليمني، مع كرامته، مع عدله، مع استحقاقه لحياة لا تُدار باسم الدم ولا تُقسم فيها الحقوق وفق النسب والسلالة. نرفض أن يُحكم اليمني وفق معتقدات توريثية ترى فيه تابعًا مطيعًا، ونؤمن أن السيادة حق مكتسب لكل مواطن لا يُنتزع ولا يُمنح.
حراك الأقيال ينبذ العنصرية السلالية بجميع أشكالها، ويقف في وجه كل فكر يرى اليمنيين درجات، لا أحرارًا متساوين. مشروعنا هو مشروع كرامة، مشروع وعي، مشروع وطن، لا يقوم على العنف، بل على المعرفة، ولا يرفع شعارات الحقد، بل رايات الانعتاق.
لقد جاءت ساعة العودة إلى الذات اليمنية، إلى رموزنا، إلى لغتنا، إلى عمقنا الحضاري. لم نعد نقبل أن تُفرض علينا سرديات هاشمية دخيلة تمحو تاريخنا وتلغي دور أجدادنا. نحن لا نطلب شيئًا أكثر من أن نُحترم كيمنيين، وأن نُعامل كمواطنين لا كأتباع ، وان نبني مستقبلنا بانفسنا
لهذا، فإن كل من يرفع صوته دفاعًا عن الحق، عن المساواة، عن العدالة، هو قيل. كل من يرفض الركوع للرموز المزيفة هو قيل. وكل من يحلم بيمنٍ حرٍّ من الاستعباد الهاشمي هو قيل، حتى لو لم يقلها صراحة.
في النهاية، حراك الأقيال هو وعدٌ بميلاد جديد، ومشروع تحرري لن يُطفأ نوره، لأنه يشعل من داخل كل يمني حر، وهنا، في هذا النور، يُولد اليمن من جديد. يمن الأقيال يمن الحضارة يمن ننافس الدول في التطور ونسابق الريح في الرقي والتحضر في هذا العصر فالأحفاد اليمنيين قادرين على بناء مجد مثلما فعل الاجداد قبل الالف السنين
التعليقات 0:
تعليقك على المقال