تفاصيل المقال

اليمن ليست عزبة السلالة فالشعب سيكتب نهاية الخرافة الهاشمية

اليمن ليست عزبة السلالة فالشعب سيكتب نهاية الخرافة الهاشمية

معبر جراد

معبر جراد

 

السلالة الهاشمية... كالعلكة ترميها على رصيف التاريخ، وتدوسها بحذائك، فتلتصق أكثر، وكأنها تقول لك "أنا قدرك يا شعب!

 

تطردهم من الطاقة؟ يرجعون لك من الباب، وكأنك أرسلت لهم دعوة VIP وعقد احتكار للحكم مدى الحياة! تقفل الباب؟ يدخلون من الشباك. تسد الشباك؟ يخرجون لك من فتحة المكيف. تطفئ المكيف؟ تجدهم نايمين في قلب الثلاجة، لابسين جاكيت الوطنية ومعلّقين مشجر نسبهم فوق الفريزر!

 

إذا لم تقبل بهم باسم الملكية؟ دخلوا عليك باسم الجمهورية وجعلوها بطابع مزدوج محفوظة حقوق السلالة.

 

وإذا لم تقبل بهم باسم الحوثي؟ جاؤا لك باسم الشرعية، وجعلوها تبيع الوهم من الخارج، وتحكم عبر الواتساب، وتحرّر المدن بالهاشتاقات.

 

وإذا لم تقبلهم باسم الشيعة؟ قالوا لك نحن أهل السنة والجماعة، لكن مع مرونة مذهبية عند الطلب.

 

وإذا لم تقبل بهم باسم الزيدية؟ فتحوا لك دكان الشافعية، ومعهم سواك وفتوى مضغوطة بتاريخ إنتاج مشبوه.

 

وإذا لم تقبل بهم باسم الولاية؟ جاؤوك باسم الخلافة، وقالوا وسّعنا المشجر من البطنين ليشمل هذا الحي من قريش!

 

وإذا لم تقبل بهم باسم الدولة الدينية؟ أنشأوا لك فرع العَلمانية... تديره لجنة فقهية، وعيّنوك مدير الشؤون الوهمية.

 

وإذا لم تقبلهم باسم الدين؟ لبسوا قناع الإلحاد وقالوا: نحن من أهل العقل لا النقل، لكن نحب الحكم باسم الغيب.

 

وإذا كنت تحب الديمقراطية؟ أسسوا لك أحزاب برأسين ولسانين، رأس من آل البيت، ودفة تحرّكها بوصلة الهاشمية السياسية.

 

وإذا كنت حقوقيًا؟ قالوا معنا لك منظمة دولية برئاسة الزوقبية بنت عم القائد العلم حفيدة العتره الطاهرة.

 

وإذا كنت خفيف وحق طيرفة؟ بعثوا لك زينبية بلون الروج الوطني، وعيون على وسع السلطة، وفلتر بطولي، وتقرير استخباراتي في طيّات التنورة!

 

يتقنون التلون كالحرباء ولكن همّهم ثابت، وهدفهم ما يتغيّر هو أن يبقوا فوق ظهرك كيمني.

أنت تعمل، وهم يحكمون. أنت تموت، وهم يتقاسمون المناصب. أنت تصرخ، وهم يصدرون بيان يبررون فعلهم.

 

حتى وصلوا عند الأقيال اليوم سلامٌ عليهم الذين أصبحوا يعرفوا اللعبة ولو كانت مغلفه بورق السيلوفان أو بعباية الدين أو بستارة الأحزاب .

ولم تعد تنطلي عليهم أساليب السلالة الخبيثة وعفنها ولو تغطّى بروائح البخور، قالوها عالياً كلهم يعني كلهم نفس العلبة… حتى لو غيّرتوا الغلاف.

فجمعوهم بكل مسمياتهم، وديكورهم، أقنعتهم، ومشجرات نسبهم الخبيثة، ثم وضعوهم في سلة واحدة… ودهفوووو! دهفة ستكون تاريخية لا رجعة فيها. ليقولوا لكم اليمن مش صالة تنكرية، ولا شعبها جمهور لحفلة تنكرية سلالية، الشعب بدأ يصحوا، وصوتهم صار أعلى من المآذن والشعارات والخطب المدفوعة الأجر، وفهموا أن أقصر طريق للكرامة… هو أن يقولوا لكم مكانكم… مش هنا ولن يكون فيها موطى قدم بعد اليوم .

التعليقات 0:

تعليقك على المقال