أقيال تحت المجهر
منتدى معد كرب القومي
د. لمياء الكندي
غالبا ما يعبر التنوع داخل المجتمع الواحد عن حالة صحية تزيد من المناعة الداخلية فيه وهو ما كنا وما زلنا نرحب بهذه الظاهرة، بل بهذه الميزة التي تفردت بها مدينة مأرب كمدينة حاضنة لكل اليمنيين بكل انتماءاتهم السياسية والفكرية والحزبية.
مؤخرا ظهرت بيننا بعض الأصوات التي أساءت لهذا التنوع لتحرف مسارات العمل الفكري والوطني إلى مسار الاختلاف وكما يعرف الجميع مدى أثآر هذه الإختلافات التدميرية على مشاريعنا الوطنية الكبيرة مهما بدا الخلاف صغيرا.
كنت لا أحبذ الخوض في جدل دفاعا أو نقدا لما أثير بخصوص القضايا التي تم توقيف أقيال بسببها ، ولكني وجدت نفسي مضطرة للكتابة عن تأثيرات ما أحدثته هذه التوقيفات من صدى ومن جدل داخلي حولها والتي ارتبطت الجزئية الأكبر منها أنها موجهة للأقيال.
أثار البعض المخاوف حول وجود مخطط لاستهداف الأقيال واسكات أصواتهم بحجج دينية وأخرى بدواعي الاختلافات الحزبية والسياسية بناء على هذه الحيثية.
في حين ذهب البعض لتخوين الاقيال وأنهم يعملون لصالح جهات خارجية.
وهذا أسذج ما في موضوع الدعاوي والشبهات ضدهم ، وهم المشروع الوطني الوحيد المنتمي أرضا وإنسانا لليمن ولتاريخها الحضاري من موقعهم الجمهوري السبتمبري التحرري .
ويذهب آخرون إلى الحديث عن مؤامرة كبيرة يعدها الهواشم من مواقعهم المؤثرة ضد تيار الأقيال وفكرهم وانهم يخوضون ضدهم حرب بقاء بوسائل ناعمة ولكنها كافية لإسكاتهم.
إلى كل هؤلاء أقول كلمتي التي لا أرى أي وجه للخوف ولا للتردد أو الامتناع عن الجهر بها،
ما دمنا ننتمي إلى اليمن وما دمنا نتمتع بحق المواطنة الكاملة في ضل رعاية قضائية وقانونية وأمنية عادلة.
في هذه المدينة التي كانت ولا زالت منطلقا جمهوريا يرتفع منها صوت الأقيال وتسمو أفكارهم وتبرز أدوارهم الوطنية والقومية التي لا تنتقص من أحد ولا تستهدف وجود أحد غير محاربة الخرافة الهاشمية أينما حلت.
وعلى كل من يتخوف من الأقيال أو يخوِّف بالأقيال أن لا ينسى أن فكرة الاقيال نشأت في وسط جمهوري يحارب من أجل استعادة الدولة وأن المنتمين لهذا التيار يجسدون الأهداف الجمهورية بكل مقوماتها ومنطلقاتها العادلة.
الأقيال تيار فكري وطني يمني ويمنيته هذه كفيلة أن تجعل من رواده حماة لعقيدة الوطن والدولة.
الأقيال أكبر من أن يتمثلوا في شخص ،أو أن تضيق بهم فكرة ، أو أن يسيء اليهم منشور على حائط هذا وصفحة ذاك.
صحيح أنه إلى الآن لا يوجد مرجعية سياسية ولا فكرية تمثل الاقيال وتضبط الخطاب العام للمنضوين تحت لافتتهم.
وما زال الاقيال يتحاشون الإعلان عن انفسهم كتيار سياسي وتنظيم حزبي، لأنهم يرفضون التأطير والتقييد وينطلقون من فضاء الوطنية الأوسع.
لأنهم يعتبرون أن اختزال الفكرة بمحددات وموجهات تقيد من توسع فكرتهم وتجعلها مرهونة بأشخاص وقيادات بعينها.
لذا تراهم ينطلقون بدوافعهم الذاتية من مواقعهم من بين كل الأحزاب والتنظيمات السياسية والاجتماعية، فهم أبناء الأحزاب وهم المستقلون وهم في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه داخل الوطن وخارجه،
تجمعهم القضية وتذكي فيهم روح التحدي والمواجهة لاستعادة الذات اليمنية.
الأقيال في المؤسسة العسكرية والأمنية كما هم من كبار الموظفين والعمال والطلاب والاكاديميين والناشطين لا يرون انفسهم كل الشعب: بل هم طليعة من الشعب يرون في كل يمني حر يواجه الخرافة الهاشمية في أي ميدان من الميادين ويرفض التطبيع معها قيلا معتبرا.
هم المشروع الوطني الأول الذي واكب ميلاده لحظة محاولة التمرد والاجتياح للحاضر والمستقبل.
ميلاد من أجل البقاء والمواجهة المقدسة للخرافة الهاشمية وقوميتها الفارسية.
وما شهدناه من انحراف في الخطاب لدى البعض يستدعي احتوائهم وتصويب اطروحاتهم الاجتهادية فنحن بحاجة الى كل صوت حر .
إننا على ثقة أنهم أبناء الأرض وأبناء التاريخ ولن يكونوا غير أبناء القضية وعيونها وسيوفها واقلامها.
الأقيال في إطار الصف الوطني تيار يجمع ولا يفرق، يحفز ولا يستفز.
ويبقى التحدي الأكبر أمام حراك الأقيال القومي في إيصال الرسالة إلى عموم الشعب تحت سيطرة مليشيا الخرافة الهاشمية،
وفي قوة تأثيره لفتح مسارات جديدة للنضال ليسكت كل هذا الضجيج المثار حوله.
وصلى الله وسلم على رسولنا محمد الصادق الأمين.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال