رمزية الوعل عند الإنسان اليمني
احمد القاضي

رمزية الوعل اليمني هي رمزية الصلابة والقوة بالنسبة لليمني فهو كائن لطيف وبنفس الوقت صلب كقرنه الذي يحمله
هي ليست رمزية وثنية كما يعتقد البعض بل مناسبة وشعار لقومية حاول أبنائها أحيائها من جديد بعد اندثارها وخفوت وهجها العالي طيلة الف عام من حكم الإمامة الذي تعاقب على اليمن وغير التاريخ وحول الناس مجرد عبيدا لهم دون الله فقد زعم عبدالله بن حمزة وهو اشهر مجرم في تاريخ الأرض ان محبتهم هي الطريق إلى الجنة وطاعتهم فرض مقدس ومن عصاهم كان في النيران بين يدي فرعون وهامان وهذه موثقة في ارجوزته الشهيرة التي رد بها على نشوان بن سعيد الحميري حين ناضره حول افضلية الحكم في الناس فقد اصر عبدالله بن حمزة على حصرها في البطنين بينما سائر اهل اليمن قالو هي في كل الناس بدون اختلاف النسب وهذا ما اغاض عبدالله بن حمزة وقصته مع المطرفية شهيرة معروفة يرجع لها من أراد الاستزادة منها
رمزية الوعل هي حملة تحمل في طياتها مبادرات لمنع صيد الوعل خشية انقراضه وحمايته من الصيد العشوائي كما هو حاصل في اليمن حاليا صيد بدون رقابة
لو عدنا لقبل الإسلام لوجدنا ان ابائنا حين انحرفو عبدو الشمس ثم اسلمو مع سليمان وهم أولى قوة وأولو بأس شديد واستمرت عقيدة التوحيد سائدة بينهم فلم يعبدو وثنا من دون الله حتى دخلت الاصنام مكة بقيادة ابن لحي الخزاعي وعادت عبادة الأوثان للجزيرة العربية وكان اهل اليمن على الحنفية الإبراهيمية وعلى دين عيسى عليه السلام وقصة الأخدود المذكورة في القران شاهدة على توحيدهم لله حتى إذا بعث الله نبيه رحمة للعالمين اسلمو جميعا برسالة وكانو قادة الفتح ومن ناصر النبي وقت هجرته وكانو سندا له في دعوته وفتحوته
ما يعاب على بعض الاقيال وهو عيب يعاب على الجميع نزق البعض للتطرف وشتم المقدسات نتيجة ردة فعل من الطرف الآخر
يعاب عليهم ايضا التوازنات فالقومية اليمنية لكل من سكن الأرض وافتخر باليمن بعيدا عن نسبه ولونه وجنسه فمن قدم يمنينه على هاشميته او عرقيته فهو يمني منا وفينا وهو من رموز القومية فليس علينا محاسبة الناس على انسابهم والقابهم فهم لم يختاروها بل خلقو عليها هكذا فلم يختر احدا منا اباه وجده ولونه وشكله ونسبه بل هو أمرا وجدناه
ذكر الهمداني عن عدنانيين تقحطنو واصبحو قحاطين وعن قحطانين تعدننو واصبحو إمام اعظم من الإمام نفسه وتفرعنو اكثر من الإمام
اذا علينا محاسبة الناس على افعالهم فقط فهي الميزان الذي نبني عليه توجهاتنا وبوصلتنا فقط
من قال ان الوعل رمزا وثنيا فعليه ان ياتي بالدليل القاطع الرادع الذي لا لبس فيه ولا خلاف فلم يدعو أحدا الناس لعبادته وتقديسه دون الله فكلنا نحب الله ورسوله ونقدمهم على ماسواهم ولكن لنا رمزية وطنية وتاريخية نريد إعادتها من جديد والاحتفاء بها فكما كان اليمني فلاحا يورد البن لكل مكان واشتهر البن حتى وصل العالم كله ومعروف اسمه موكا نسبة لميناء المخاء التاريخي.
رمزية الوعل هي مثلها مثل رمزية الشمس بالنسبة لحزب الإصلاح والخيل بالنسبة للمؤتمر والسنبلة للاشتراكي فالوعل رمر الاقيال وشعارهم واتمنى لو عادت البلاد كما كانت ان يتم تشكيل حزب يضم جميع الاقيال المخلصين للقضية اليمنية والقومية اليمنية دون تطرف ولا تعنت ويقودو البلاد
النبي محمد هو من مكة المكرمة وحين غادرها حزن عليها وقال والله انك من أحب البلاد إلى قلبي لولا ان اهلك اخرجوني منك ما خرجت منها ومع أنه نبي الله ومعصوم من الزلل يحن ويقدس بلاده ويعشقها فهناك فرق كبير بين الحب والعبادة
العبادة لا تصرف إلا لله وحده والحب هو للارض التي انجبتك
الإنسان بطبيعته يحن للمكان الذي ولد فيه وترعرع فيه فكيف لا يحن الاقيال لرموزهم التاريخية فقد كان الوعل رمزا للملوك والحكام اليمنيين وكذلك النقش المسندي والحرف الحميري فلماذا حين يحاول الاقيال إعادة روح التاريخ من جديد يقفز عليه حماة العقيدة ليهاجموهم وصدقوني اني ضد المتطرفين من الاقيال ومن يحاسب الناس على انسابهم والقابهم ويحاول ان يشوه الاقيال فالاقيال طريقة وحركة رات النور في ظل استبداد سياسي من طرف واحد همش الأطراف الأخرى باسم الله والرسول حتى عبدهم الناس من دون الله
لو راجعنا تاريخ الإمامة لوجدناه تاريخ شركي وعبادة للناس دون الله وحده حتى اتت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وحررت الشعب من الذل والقيود وكان اول قرار اتخذه السلال هو منع الاذان الذي يمجد الإمامة ومنع الاحتفالات التي كانو يدعون لها حتى قال احدهم ما عرفنا الإسلام الا بعد ثورة سبتمبر فلم تعيبون على الناس تذمرهم من الواقع المزري الذي يعيشونه ويحاولون احيا مجدهم بطريقتهم فدع الخلق للخالق فقد رأى رسول الله ناس من الحبشة تحتفل بالعيد وتضرب بالدفوف ولم ينكر عليهم والامر فيه سعة فلا تضيقو واسعا
الاقيال حراك شعبي من وسط الشعب اراد استعادة تراثه وتاريخه ومجده التليد الذي طمسته الإمامة بقصد وبحقد دفين فتلك الاصنام في مارب كما يقول البعض هي معابد وأثار قديمة ومزارات كما هي حضارة قديمة مثلها مثل الحضارة الفرعونية في مصر والبابلية في العراق وغيرها فلماذا الحنق بقوة على اليمن وتحوير النص ولي الذراع
اخيرا لو رايت من يدعو لتمجيد الوعل دون الله ورسوله لكنت اول من يقف ضده ولا يغركم المتطرفين من الاقيال او من ينتسب زورا لهم وهو مدسوس بينهم فالله عرفناه بالعقل ولم نره
الوعل رمزا تاريخي والاحتفاء به مثل الاحتفاء بثورتي سبتمبر وأكتوبر.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال