ماذا بعد المصالحة؟
عبد الوهاب طواف
الصراع على السلطة بين الناس أمر مسلم به وشائع منذ أن خلق الله البشر، والصراعات في اليمن تأتي في هذا السياق، وهو أمر طبيعي.
وصل الصراع بين القوى السياسية اليمنية إلى نقطة المواجهات المسلحة في 2011. وحدث شرخ عظيم بين اليمنيين جراء تلك الأحداث، خصوصا أنها تأججت بأموال سياسية خارجية، وبمشاريع مذهبية دخيلة على اليمن وعلى الإسلام برمته.
برغم التباينات والخلافات والاختلافات بين القوى السياسية اليمنية الموجودة اليوم، إلا أن الشرعية هي مظلتهم جميعًا، وتجمعهم المناسبات الوطنية، ويوحدهم هدف استعادة الدولة ودحر الميليشيات.
نجد اليوم كل القوى السياسية في الساحل الغربي؛ يجتمعون لإحياء ذكرى استشهاد الزعيم الراحل علي عبدالله صالح، ورفاقه الكرام، وهذا مؤشر جيد يدلل أن قناعات سياسية جديدة بدأت تتبلور وتنضج تمهد لشراكات سياسية بين جميع القوى السياسية المؤمنة بسيادة الدستور والقانون، وذلك لاستعادة الدولة اليمنية، ونبذ الحروب والصراعات.
التسامح سمة شائعة بين اليمنيين، وقلب صفحات الخلافات معروفة بينهم، ولكن يُستثنى من هذه الخصلة الطيبة المكون الإمامي، ذو التوجه الطائفي الهاشمي، بنزعتهم العنصرية الزيدية. فهم يؤمنون إلى حد الثمالة بمعتقدات طائفية، تمنحهم التميز والأفضلية دون بقية الناس، ويدورون حول محور سرديات مذهبية زيدية شيعية، تخصهم وحدهم بالسلطة، وبالأموال والثروات دون الناس، ولذا، فأي صراع يكونون طرفًا فيه، يتحول إلى صراع صفري، لا ينتهي بالسلام والتسامح وجبر الضرر والتقاسم، وإنما ينتهي بالنصر أو الهزيمة.
هذا حال اليمنيين منذ نكبة مجيء يحيى حسين الرسي من أطراف بلاد فارس عام 283 هجرية إلى صعدة الحبيبة، ومازلنا نعيش فصول حروبهم الطائفية ضد الشعب اليمني منذ ذلك الحين. فتاريخهم مليء بالفظائع ضد اليمنيين
التعليقات 0:
تعليقك على المقال