مايسمى بسيف الاسلام الحسن ابن الامام يحيى
منتدى معد كرب القومي
من كتاب هجرة العلم ومعاقله في اليمن
للقاضي اسماعيل بن علي الاكوع
"كان الحسن مثل والدة في بخلة ولؤمة، فحين تعرضت نواحي معينة من اليمن للمجاعة سنة 1362هـ 1943م ومنها لواء إب الذي أنكده الحظ بأن كان المترجم له واليا عليه فقد كان ينزح من البوادي الى مدينة إب مئات وربما ألاف من الجائعين الذي لا يجدون ما يبقي على حياتهم فكانوا يتساقطون كأوراق الشجر موتى تحت سمع وبصر هذا الظالم ولا ترف له عين ولا يخشع له قلب لمصير هؤلاء الآلاف من الناس، وخزائن الدولة مملوءة بأصناف الحبوب فكان القادرون من أهل إب يطعمون من يستطيعون إطعامه، لكنهم كانوا يجدون صعوبة في تكفين من مات منهم في كل ساعة ، فتطوع داود الصبيري احد يهود مدينة إب فكان يعطي للفقية إسماعيل العلايه الرجل المناط به تغسيل الموتى وتكفينهم ودفنهم طاقة (لفه) مكونه من عشرات الأذرع بعد طاقة لتكفين من يموت بالجوع فقيل للحسن بن الإمام يحيى لا يليق بك أن تصم اذنيك عن استغاثة هؤلاء الذين يموتون أمام دار الحكومة ويتفضل عليهم اليهودي الذي كان خيرا منك بالكفن فقال: ان الذين يموتون كانوا لا يصلون ولكنه سيامر بصرف الكفن لمن يثبت شرعا انه مواظب على الصلاة حتى وفاته فسخر منه القاضي فضل الاكوع ومن عقليته المتحجرة، وبعد محاورة طويلة أمر بان يصرف لكل ميت كفن بمقدار جسمه ، فاحتار أمين صندوق مالية لواء إب الشيخ علي بن إسماعيل باسلامة في تقدير أجسام الموتى حتى يصرف لهم بمقدارهم بمقتضى أمر هذا الحاكم.
وكان اذا جاء سائل فقير يطلب مساعدته ومعه شهادة تثبت فقرة فانه بعد إلحاح من السائل يأمر بأن يصرف له مقدار زهيد من الحب من بلد ناء عن بلده بمسافة طويلة ليعذبه بحمله لمسافة يوم أو يومين وله قصص في ذلك لا يصدقها العقل."
التعليقات 0:
تعليقك على المقال