تفاصيل المقال

حراك القومية اليمنية “أقيال” والهوية الوطنية

حراك القومية اليمنية “أقيال” والهوية الوطنية

نجم الدين يعيش

نجم الدين يعيش

نجم الدين يعيش

 

الهوية الوطنية في كل أمّة هي الخصائص والسمات التي تتميز بها، وتترجم روح ‏الانتماء لدى أبنائها، ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها ‏تفقد الأمم كل معاني وجودها واستقرارها ويستوي وجودها من عدمه، وهناك ‏عناصر للهوية الوطنيّة لا بد من توفرها، وقد يختلف بعضها من أمّة لأخرى.‏

 

حراك القومية اليمنية يعتبر بعث ثقافي وفكري وطني يهدف لترسيخ ثقافة ‏الانتماء والولاء الوطني لدى أبناء الشعب اليمني، وتعزيز ارتباطهم بالإرث ‏الحضاري والثقافي للأمة اليمنية-العربية الإسلامية، ومحاربة مشاريع الخراب ‏الآتية من الخارج والتي تجعل من اليمن وشعبه مجرد تابع ومطية وساحة لتصفية ‏حساباتها المختلفة. ‏

 

ولأن هذا الحراك ينطلق من هذه المنطلقات فمن الطبيعي أن يكون أول مشروع ‏يصطدم به هو المشروع الفارسي الإيراني وأداته الحوثية السلالية في اليمن ‏ومؤيديها وداعميها من الشخصيات والكيانات. ‏

 

إن إيجابيات هذا الحراك الثقافي الفكري تتعدد لكن أبرزها هو ما سيؤصل له من ‏أسس ثقافية وفكرية هامة في العقل الجمعي اليمني حيث أنه سيعمل على منع ‏تصدير جميع اشكال المشاريع التخريبية ذات العقيدة التوسعية العابرة للحدود ‏والتي لا تؤمن بمشروع الدولة الوطنية وتهدد الاستقرار في اليمن والمنطقة، سيبني ‏حاجز صد ثقافي وفكري متين في وجه المشاريع الدخيلة على الوطن. ‏

 

‏- مع مرور الوقت سيُكسِب الشعب والعقل الجمعي اليمني مناعة كافية لإدراك ‏مختلف الأخطار مما يؤسس للأرضية المناسبة لقيام الدولة اليمنية الحديثة ‏وسيكون هو اللحاء الحامي لجذرها والضامن لبقائها. ‏

 

إن الصحوة المجتمعية المقدِسة للانتماء والولاء الوطني وللشعب ومصالحة ‏العليا على ما سواها، ورفض المشاريع الدخيلة وعملائها المحليين، هي نتيجة ‏طبيعية وحتمية لما يمر به بلدنا، وتعبر عن سجايا شعبنا الثائر بطبعة الحرّ ‏بفطرته.‏

 

المثير للسخرية والتندر أن هناك أناس يحاولون شيطنة وتشويه هذا الحراك ‏الثقافي الفكري في محاولة بائسة منهم لإيقاف انتشاره، بدلاً عن أن يحظى ‏بدعمهم كما يدعمه كافة اليمنيين بمختلف فئاتهم ومشاربهم ومناطقهم، كونه ‏حراك يعبر عن هويتهم الجامعة، ونحن ووطننا اليوم في أمس الحاجة اليه، من ‏أجل جمع الكلمة حول مصالح الوطن العليا، ولملمة الشتات الذي صنعته ‏السياسية، وأعمار الدمار الذي خلفته الحرب.‏

 

نعلم أنهم يقومون بذلك بقصد وبدون قصد، بوعي وبدون وعي، ولكل منهم ‏دوافعه وأسبابه، ولسنا بصدد الحديث عن دوافع تلك الجهات والأشخاص، ‏وسنفرد مساحة أخرى للحديث عن الدوافع والاسباب وطرق واساليب معالجتها ‏واحتوائها. ‏

 

ما يجب أن يدركه أولئك النفر أن هذا الحراك الثقافي الوطني قائم ويتوسع ‏بشكل سريع جدا وسيخسر كل من سيواجهه، ذلك لأنه متأصل في صلب الذات ‏والعقيدة اليمنية ولا يتعارض معها، ويجب عليهم تدعيم هذا الحراك الثقافي ‏الفكري الوطني وتهذيبه والتأقلم معه والاسهام في صناعة وقولبة أفكاره ‏ومنطلقاته ومساره وبالتالي نتائجه على حاضر ومستقبل اليمن -الذي يعتبرون جزء ‏منه- قبل أن يلفظهم “إن كانوا يفقهون”.‏

التعليقات 0:

تعليقك على المقال