تفاصيل المقال

السبئيون أول من وضع المنهج العلمي للكتابة المعرفية وأول من أسس المكتبات العلمية.

السبئيون أول من وضع المنهج العلمي للكتابة المعرفية وأول من أسس المكتبات العلمية.

منتدى معد كرب القومي

منتدى معد كرب القومي

 

 

د. علي البكالي

 

اخترع أباؤنا الأول الحرف والقلم قبل كل الأمم، وبسرعة كبيرة طوروا ذلك الحرف من رمز تعبيري إلى لغة علمية منهجية مسطورة بتقانة أطلقوا عليها نظم(ن)، بمعنى منهجية الكتابة أو قانون الكتابة، وصنعوا للكتابة أقلام خاصة للنحت على الصخور بتقانة فريدة كآلة هندسية لا تزال صورتها اعجازية مبهرة حتى اللحظة.

 

ذلك الاختراع العظيم للكتابة العلمية وقلمها وطريقة كتابتها المسطورة بشكل علمي ومنهجي، هو ما يمكن تسميتها بالمنهج العلمي الأقدم في تاريخ البشرية الذي شكل ثورة معرفية حضارية كبرى نقلت البشرية من الشفاهية والحكواتية إلى التدوين، وليس مجرد تدوين وحسب بل إلى المنهجية العلمية في الكتابة، وهي ثورة لا تساويها إلا ثورة الانترنت في عصرنا هذا.

 

ولأهمية تلك اللحظة وذلك الاختراع العبقري الذي تسبب في تطور البشرية وتطور المعرفة ومغادرة عصر الخربشات والرسوم المصمته، سجل القرآن الكريم شهادته على تلك الثورة المعرفية الأولى في سورة خاصة هي سورة (ن)، ذكرت أركان ذلك الاختراع المتمثل في:
النظم الكتابي المعرفي (ن)
الأداة الكتابية المعرفية ( القلم)
المنهج العلمي للكتابة( وما يسطرون)

 

هذه القوانين الثلاثة هي القواعد الكتابية المنهجية للثورة المعرفية الأولى، لأنه من تلك اللحظة بدأت تتكون المكتبات العلمية، وأكبر شاهد على ذلك وجود ٤٤٠ لوح حجري منقوش في معبد آوام بمأرب جميعها تبدأ بحرف النون، وهي جميعها مسطورة بتقانة بديعة وكأنما قدت بآلة معاصرة.

 

ولكي تدركوا ذلك لاحظوا كيف وضع القرآن الكريم حرف النون في مفتتح السورة بنفس منهجية الكتابة في حضارة التبابعة الأول، كشاهد إلهي على لحظة تطور العقل البشري من خلال اختراع المنهج الكتابي والبحث العلمي في أرض سبأ.

 

ثم لاحظوا أيضا وجود مكتبة علمية أثرية بخط واحد ومقاس واحد مكونة من ٤٤٠ لوح منقوش بتقانة بديعة، هذا يعني أنه في تلك اللحظة السبئية العظيمة كانت ولادة العقل العلمي في تاريخ الأمم السابقة، ومن تلك اللحظة تشكلت المعرفة التراكمية وانتقلت الحضارات من الأساطير الحكواتية الشفهية إلى البحث العلمي والمنهج المعرفي، وتحولت الكتابة إلى تراث علمي تراكمي ينتقل من جيل لأخر عبر التدوين والتأليف والتوثيق في المكتبات، ولولا هذا الاكتشاف السبئي لظل الإنسان يكرر العصر الحجري، ولا يجد طريقة لنقل المعلومة والخبرة.

 

أتدرون لماذا أشار وأشاد القرآن الكريم بهذه المعجزة والاكتشاف الأعظم للسبئيين ووضعه بنفس الطريقة والمنهجية، ببساطة لأن البشرية ظلت تكرر نفس التجارب الفاشلة من آدم إلى قوم ثمود، تبدأ من الصفر وتنتهي لنقطة فشل جماعي فتهلك، وكلما هلكت أمة بسبب تجربة فاشلة، جاءت بعدها أخرى وبدأت من الصفر لعدم وجود تراكم معرفي وخبرات منقولة، وتقع بنفس التجربة الفاشلة وهكذا حتى أخترع أباؤنا عظماء التبابعة السبئيون نظام الكتابة العلمية والبحث المعرفي (ن)، حينها تجاوزت البشرية مرحلة المحاولة والخطأ، وانتقلت لمرحلة المعلومة المحققة والعقل التراكمي والخبرة المنقولة عبر المكتبات للأجيال المتلاحقة.

 

افخروا بآبائكم فإنهم أساتذة العالم القديم.

التعليقات 0:

تعليقك على المقال