تفاصيل المقال

من هنا مرت الميليشيا الإمامية

من هنا مرت الميليشيا الإمامية

منتدى معد كرب القومي

منتدى معد كرب القومي

 

 

القيل حاتم الرعيني

 

لم يكن اليمن يعلم انه على موعد مع الشقاء والتعاسه والفقر والجوع وكل ذنبهم أنهم أرق قلوبًا وألين أفئدة، ولم يكون اليمنيون في حسبانهم يومًا انه سيأتي المتلبسين بحقد المذهبية والطائفية والقداسة من جماعة لازالت إلى اليوم تؤمن بالحق الإلهي لها والتفويض الصريح في حكم رقاب اليمنيين أصحاب الأرض والحضارة والتاريخ والعلم ، لقد ارتبط إسم اليمن بهذة الجماعة الكهنوتية في القرن الرابع الهجري بتأسيس الفكر الهادوي على يد يحيى ابن الحسين الرسي في صعدة ،وقد إختار اليمن كونها جغرافيا كانت بعيدة عن مركز الصراع والقوى بين الدولة العباسية والدولة الفاطمية أنذاك ، وكانت هذة المرحلة الأولى لدخول اليمن عصور الظلام والحروب وبداية اليمنيون في الخوض في معارك للدفاع عن وجودهم وكينونيتهم ضد هذا الفكر المظلم الكهنوتي .

 

لقد رفضت قبائل اليمن وجود الرسي في صعدة وخاضوا ضده معارك باسلة الا أن الرسي كان يقتل الخارجين عليه وكان يهدم منازلهم ويدمر مزارعهم وهذا كان النهج والأسلوب لهذا الفكر إلى يومنا هذا .

 

لم يقتصر فكر الإمامة في كونه يؤمن بسلطة دينية وسياسية لشخص واحد ومن البطنين كما يدعون ،بل زاد بهم الحقد على اليمن واليمنيين في محاربة كتابها وشعرائها وعلمائها وكان منهم أبو محمد الحسن الهمداني كنز اليمن الذي لازالت بعض كتبة مفقودة إلى الآن.

 

مات الرسي وظهر بعده أئمة آخرين ودخلوا فيما بينهم في صراع وحروب على الإمامة واستطاع الوجود الفعلي والقوي في تلك الحقبة لدويلات في اليمن منها الدولة الصليحية ، الرسولية ، النجاحية والطاهرية إلى حد ما في توحيد اليمن وتقليل تمرد الفكر الإمامي في اليمن لكنها لم تستطع معالجة هذا الفكر والقضاء علية وترسخ فكر الإمامة الى وصولة إلى شمال الشمال في اليمن ، دخلت دول المماليك إلى اليمن وأصبحوا قوه إلا أن الإمامة بقيادة شرف الدين آنذاك حصرت قوتهم في زبيد . أصبحت اليمن مركزًا لنفوذ وقوى الائمة ولم يقبلوا بوجود قوة منافسة لهم حين دخل العثمانيون اليمن واعتبروا أي وجود أخر لإي قوى يشكل تهديد فكرة الإمام والقائد الواحد، بل حرضوا اليمنيين على مقاتلة العثمانيين بإختلاق القصص والتكفير لأنهم كانوا يرون اليمن دولة فتح بالنسبة لهم لاغير وبغرض تثبيط أركانهم هم الأخرون في حكم وإمامة اليمن. مرت الإمامة بتحورات في تلك الحقبة واستطاعت أسرة بيت حميد الدين بعد أسرة القاسم وبيت شرق الدين أن تعلن نفسها أئمة على رقاب اليمنيين ، عملت أسرة بيت حميد الدين وليس بغريب عنهم عن قتل كل معارضيها وعن إجهاض كل المحاولات الثورية في التحرر من هذا الفكر الخبيث الملطخ بدماء اليمنيين تاريخيًا وحاضرا.

 

لقد ساد الجهل والفقر والجوع في ضل حكمهم إلا أن اليمن عبر تاريخ حضارتها وقوه رجالها وصلابة أرضها لاتزال إلى اليوم ترفض هذا المرض الفكري وتحارب كل أنواع الظلم فيهم ، وبالرغم من هذا التاريخ الأسود والبشع للإمامة في اليمن في حق اليمنيين إلا أن اليمن سمح لهم مرة أخرى وفرصة أخيرة في أن يكونوا مواطنين في ضل دولة يمنية تؤمن بقيم العدل والمساواة والحرية ، لكنهم كعادتهم غدروا باليمن واليمنيين مرة أخرى وفضلوا وجة الإمامة وصنعوا من أنفسهم ميليشا وعصابات حرب إرهابية تستولي على الحكم بإسم الله وأسم الدين والله والدين منهم بريئ كل البراء ، وهاهم اليوم قد عادوا بوجة آخر ليذوقوا هذا الشعب ويلات الفقر والجهل وسياسة الكذب والتجويع.

التعليقات 0:

تعليقك على المقال