جمال جميل مهندس ثورة 1948 ضد الإمامة في اليمن
منتدى معد كرب القومي
لما بدأت تحركات الثوار الأوائل على حكم آسرة حميد الدين في اليمن، تطوع بعض الأحرار في المنقطة العربية، لمساعدة اليمنيين على الانعتاق، من ربقة الاستبداد المتوكلي.
من هؤلاء الأحرار، الضابط العراقي “جمال جميل”، الذي ولد في مدينة الموصل بالعراق، عام 1912.
تخرج من الكلية العسكرية في بغداد، ثم حصل على رتبة نقيب، ليصبح بعدها مرافقا للفريق “بكر صدقي”، رئيس أركان الجيش العراقي.
شارك في الحركة التي تزعّمها الفريق “صدقي”، ضد “نوري السعيد” رئيس الوزراء العراقي، وهو الانقلاب الذي انتهى بمقتل “بكر صدقي”، واعتقال أتباعه والحكم عليهم بالإعدام، ومنهم “جمال جميل”، غير أنّ هذا الحكم أُلغي لاعتبارات عشائرية.
بموجب المعاهدة اليمنية العراقية، التي تم التوصل إليها عام 1930، اتفق الجانبان، على التعاون العسكري بينهما، حيث أرسلت الحكومة العراقية أول بعثة عسكرية إلى اليمن، مكونة من أربعة أعضاء، وهم “العميد الركن إسماعيل صفوت رئيسًا، وعضوية كلٍّ من محمد المحاويلي، وعبدالقادر الكاظم، وجمال جميل”، الذي كان الغرض من إرساله إلى اليمن إبعاده عن الجيش العراقي، وفعلا وصلت هذه البعثة إلى اليمن يوم 25 فبراير 1359 برئاسة إسماعيل صفوت. (ويكيبيديا).
وفي عام وفي عام 1943م، عادت البعثة العراقية إلى العراق إلا أنَّ “جمال جميل” تخلف عن العودة، وفضّل البقاء في اليمن، وأقام علاقات واسعة في المجتمع من حوله سواء داخل الجيش أو لدى الأسر الكبيرة، وكان يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم، كما أنه تزوج من يمنية، ونجح في كسب ثقة الإمام “يحيى حميد الدين”، الذي عينه قائدا لحرسه الخاص، ثم مديرا لمعهد صنعاء العسكري.
يعتبر جميل جمال أول من أدخل المدفعية في الجيش اليمني، وفتح دورات للضباط، كما أنه قام بتحديث أساليب التدريب، حتى تشكّل فوج مدفعي نموذجي، كما عمل على زيادة مرتبات أفراد وضباط الجيش، إضافة إلى مساعيه للقضاء على ظاهرة الرشوة التي انتشرت في أوساط الجيش آنذاك.
فتح قنوات تواصل مع الضباط الأحرار الذين كانوا يعدون العدة للإطاحة بحكم “يحيى حميد الدين”، وفي عام 1948 شارك زملاءه الضباط اليمنيين، في الثورة على الإمام “يحيى”، وفي 20 فبراير، تم تعيينه وزيرا للدفاع، من قبل الإمام الجديد “عبد الله الوزير”، إلا أنه لم يستمر سوى بضعة أشهر، حيث تمكن الإمام “أحمد حميد الدين”، من الإطاحة بالثورة الوليدة، وألقى القبض على المشاركين فيها، وقام بإعدامهم في ميدان التحرير في صنعاء الذي كان يعرف بميدان شراره، في ذات عام الثورة 1948، بما فيهم الضابط العراقي “جمال جميل”.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال