الحوثيون جماعة إرهابية قبل ظهور مصطلح "الإرهاب"
منتدى معد كرب القومي
القيل ابراهيم عبد القادر
لا يحتاج الإنسان السوي لمزيد من التأمل والتحليل، ليأخذ موقفًا واضحًا من جماعة الحوثي، موقفًا ينسجم مع المبادىء العادلة، وصوت وضمير الناس، ذلك أن الواقع اليوم هو من يقول كل شيء عنها، أفعالها التي لا تخفى على أحد، باتت هي المعبّر الرئيس عنها، يكفي فقط ضمير يقظ، وستعرف وتقول إن الحوثي تفوّق باجرامه على كل التنظيمات الإرهابية مجتمعة.
يمكن إتخاذ موقف واضح وغير منحاز من الحوثيين، بعيدًا عن موقف وبيانات المنظمات، والتي عرفنا أن كثيراً منها في خدمة الجماعة، وتعمل داخل دائرة مشبوهة على الدوام، محاولة منها لإنقاذ سمعة الجماعة، وتبييض جرائمها، فهي حركة سمتها الأساسية الترويع والترهيب، وتستمد بقائها من إخضاع المجتمع وإخافته، ولا شيء يبقيها حاكمة ومتسلطة وتجني الموارد والجبايات أكثر من استمرار سطوتها.
المتفحص البصير في أساس تكوين جماعة الحوثي، وبنيتها وهيكلها، وأساس نشأتها، سيصل إلى نتيجة بدهية محايدة، ليس لها علاقة بالإنحياز وردة الفعل، وهي أن هذه الجماعة إرهابية من قبل حتى أن يولد هذا المصطلح، والاعتقاد بإنها إرهابية بعيدًا عن الصراع والمكايدة السياسية، بل هو تصنيف يرتكز على أسس وحقائق ماثلة ودامغة، وكلها اليوم أرقام ووقائع موثقة ومصورة، وكثير منها في ارشيف وإعلام الجماعة نفسها.
بالعودة إلى الوثيقة الفكرية التي ولدت مشوهة في فبراير 2012، وبالإطلاع على ما ورد فيها من مضامين، وعلى اعتبار أن هذه الوثيقة مرجعية أو إطار جامع للجماعة، يستطيع أي إنسان مهما كان محدود الفكر، أن يخرج منها بموقف يحترم فيه نفسه أولًا، هو تصنيف الحوثي متطرف وعنصري، لأن ما ورد فيها إرهاب تم تجهيزه بعناية، وغلّف بألفاظ الجلالة والنبوة والمراجع الإسلامية، أضيف لها مسحة دينية ليسهل تمريرها وخداع الناس بها، وإلا ما هو الإرهاب إن لم يكن الإعتقاد بحصرية الحكم في البطنين والسلالة، وغيرهم محرم عليهم ذلك ولا يجوز؟
إن هذه الحوثية حقيقة موغلة في الإرهاب، واقع صارخ بالجريمة، إرهاب يمشي على الأرض، ولا مبالغة في ذلك ولا عداء، فواقع اليمنيين اليوم في ظل سيطرة الجماعة أصبح غاية في السوء، آية في الفوضى والدم المسكوب، مما يصبح معها لصق الإرهاب بالجماعة الحوثية غير كافي، ولا يستوعب ما ترتكبه في الواقع من فضائع وأهوال، ولا يقول كل شيء تفعله بحق الشعب من جرائم وانتهاكات يشيب لها الرأس، هذا الوصف، أعني به وصف الإرهاب، أمام حقيقة الحوثي الإجرامية غاية في الدلال، مقارنة بجرم الجماعة المشهود.
الحوثي فوق أنه إرهاب، يرتكب الجريمة بكل الطرق، ويبتكر لارتكابها كل يوم وسائل وطرق جديدة، هو عنصري سلالي، جماعة عرقية، توغل في إزهاق الأرواح، وإراقة الدماء، ومصادرة الحقوق، ومراكمة الثروة من الجبايات والسطو على الموارد، هو يفعل كل هذه الأفاعيل الباطلة، مسكونًا بوهم النسب المقدس، وخرافة "الآل"، يفعل كل هذا القبح مسنوداً بفتاوى تجيز له ذلك، وتمنحه صفة المجاهد الخارق، على اعتبار أنه الأحق والأولى، وغيره كفار وصهاينة، مهدورة حقوقهم وأرواحهم، وهذا إرهاب يفوق الإرهاب المعروف.
من المعايير المزدوجة أن يتم تصنيف حركة ما أو جماعة ووصفها بالإرهاب، بناءً على المزاج الدولي، والرغبة السياسية، في تجاوز واضح وصارخ لكل المعايير والشروط، وهذا ما يؤكده الصمت الدولي تجاه حركة وجماعة مثل الحوثي ارتكبت ولا تزال، أبشع وأحط الجرائم، ومثّلت بالضحايا وتفاخرت بذلك، بينما تستجدي دول الإقليم من الحوثيين السلام ويراهنون على العقل معها، وهو تناقض مريع، وعزلة فاضحة عن الواقع والمجتمع، وإلا يكفي ما تفعله بحق اليمنيين ليتم ليس تصنيفها بالإرهاب وحسب، بل والتحرك لمعاقبتها وردعها، ودعم الجيش الوطني اليمني للقيام بذلك.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال