تفاصيل المقال

أعراس جماعية لتبييض الأموال المنهوبة باسم الزكاة.

أعراس جماعية لتبييض الأموال المنهوبة باسم الزكاة.

منتدى معد كرب القومي

منتدى معد كرب القومي

همدان العليي

في 26 سبتمبر/ أيلول 2020م، نشر موقع "يمن سايت"، الذي يديره الصحفي والكاتب المعروف نبيل سبيع، واحدًا من أهم التقارير التي تشير بوضوح إلى مصير جزء من أموال الزكاة التي يجمعها الحوثيون. وأوضح التقرير بأنَّهُ حصل على 48 كشفًا فيه أسماء تلقَّت أمولًا وعُهَدًا مِمَّا يُطلِق عليه الحوثيون "الهيئة العامة للزكاة" شاملةً أرقام وتواريخ الشيكات المصروفة والجهات والشخصيات المستفيدة خلال النصف الأوَّل من عام 2019م فقط.

وبحسب الوثائق فقد صرفت الجماعة 620 شيكًا لعدد من القيادات الحوثية البارزة والمعروفة، وغيرها غير معروفة، "تنحدر- بحسب ألقابها الواردة في الكشوفات من عائلات هاشمية كبيرة- وتشير أحجام الشيكات والعُهَد التي استلموها أنَّهُم نافذون داخل الجماعة، فقد حملت لهُم هذه الشيكات مئات الملايين من أموال الزكاة خلال الفترة الوجيزة المذكورة (11)، وهذه بعض التفاصيل التي تُبيِّن مصير أموال الزكاة التي يجمعها الحوثيون بحسب التقرير المذكور:
  • 30 أبريل/ نيسان 2019م، استلم رئيس ما يُسَمَّى اللجنة الثورية العُليا محمد علي الحوثي شيكًا بعشرين مليون ريال.
  • 15يونيو/ حزيران 2019م، استلم يوسف المداني، القيادي العسكري الثاني في جماعة الحوثيين بعد زعيم الجماعة "عبد الملك" وزوج ابنة مُؤسِّس الجماعة حسين، شيكًا بـ50 مليون ريال.
  • اليوم نفسه 15 يونيو/ حزيران 2019م، استلم القيادي الحوثي أمين المداني، شيكًا بـ100 مليون ريال.
  • 18 يونيو/ حزيران 2019م، تم صرف شيك بـ50 مليونًا و400 ألف ريال من أموال الزكاة بنظر محمد أحمد العياني.
  • 13 مارس/ أذار 2019م، صرف شيك بمليونين و10 آلاف ريال لـ محمود مقبل الشرفي.
  • 22 أبريل/ نيسان 2019م، تم صرف شيك بخمسة مليون ريال كـ"مساعدة للعلماء"، دون إشارة لهويتهم. لكن هويتَي الشخصين، اللذَين تم صرف الشيك بطلبهما ونظرهما وهُما حسين أحمد العياني وأحسن محسن شعفل.
  • 28 أبريل/ نيسان 2019م استلم شمس الدين محمد شرف الدين وهو مفتي الحوثيين شيكًا بـ3 ملايين ونصف المليون ريال.
  • 18 يونيو/ حزيران 2019م، استلم أحمد سعيد مجلي شيكًا بمليونين و330 ألف ريال وهذا المبلغ هو للمستفيد "محمد أحمد مفتاح" وهو أحد القيادات الحوثية المتشددة التي حكم عليها بالسجن ثمان سنوات لتخابره مع إيران في مايو/أيار 2005.
  • 19 مايو/ أيار 2019م استلم محمود مقبل الشرفي شيكًا بـ600 ألف ريال بناءً على طلب مقدم من محمد مفتاح.
  • 5 مارس/ أذار 2019م، صُرف 4 ملايين ريال بنظر أحمد محمد الديلمي.
  • 28 من الشهر نفسه، استلم أحمد الديلمي شيكًا بـ 4 مليون ريال.
  • 28 من مايو/ أيار 2019م، استلم أحمد الديلمي شيكًا بـ 4 ملايين.
  • 19 فبراير/ شباط 2019م، استلم نايف صالح صالح شيكًا ب 15 مليون ريال من أموال الزكاة كـ"مساعدة لمركز مدرسة بدر"، وهو أحد المراكز الحوثية الطائفية المعروفة في صنعاء.
  • في اليوم نفسه، أي 19 فبراير/ شباط، استلم حمزة عبد الله المرتضى شيكًا بـ3 ملايين و375 ألف ريال باسم "مركز بيت السيد". والمركز هو مركز ديني طائفي معروف في مديرية بني حشيش محافظة صنعاء.
  • 20 مارس/ آذار 2019م، استلم محمود مقبل الشرفي شيكًا بـ7 ملايين و600 ألف ريال.
  • 27 مارس/ آذار 2019م، استلم المركز التعليمي التابع للمرجعية الحوثية "أحمد درهم" شيكًا بـ 4 ملايين ريال بنظر "أحسن محسن صالح شعفل".
  • 22 أبريل/ نيسان 2019م استلم "نايف صالح صالح" شيكًا بـ400 ألف ريال لترميم "مركز الإمام زيد في الجوف"، وهو مركز حوثي طائفي، وقد صُرف الشيك بطلب من "عبد القادر أحمد عبد الله المهرس".
  • 4 مايو/ أيار2019م استلم نايف صالح، الذي يُشار إليه كـ"مدير للتجهيزات"، شيكًا بـ 10 ملايين ريال لـ"استكمال مركز بدر" المُشار إليه آنفًا.
  • 6 مايو/ أيار 2019م استلم حسين أحمد العياني شيكًا بـ 4 ملايين ريال.
  • في اليوم التالي، أي في 7 مايو/ أيار، استلم العياني نفسه شيكًا بمليوني ريال.
  • 3 يناير/ كانون الثاني 2019م، استلمت "مؤسسة يمن ثبات للتنمية" شيكًا بـ50 مليون ريال.
  • 22 أبريل/ نيسان 2019م، استلم حسين عبد الوهاب حسين القاضي شيكًا بـ30 مليون ريال.
  • 27 أبريل/ نيسان 2019م، استلم حسان غانم سالم البدري شيكًا بـ 5 ملايين ريـال باسم "يمن ثبات".
  • 19 مايو/ أيار، استلم محمود مقبل الشرفي باسم "يمن ثبات" شيكًا بـ375 مليون و900 ألف ريال، أي أكثر من ثلث مليار.
  • بعد حوالى أسبوعين، وتحديدًا في 2 يونيو/ حزيران، استلم الحسين عبد الله يحيى الوزير شيكًا بـ230 مليون ريال، أي قرابة ربع مليار، باسم مؤسسة "يمن ثبات"، وبهذا تكون "مؤسسة يمن ثبات للتنمية" قد استلمت من أموال الزكاة 655 مليون ريال، أي أكثر من نصف مليار، خلال 4 أيام فقط.
  • 8 مايو/ أيار، استلمت منظمة "بنيان" شيكًا بـ100 مليون ريال.
  • 11 يونيو/ حزيران استلمت نفس المنظمة شيكًا بـ150 مليون ريال، وبهذا تكون منظمة بنيان قد استلمت من أموال الزكاة ربع مليار ريال في يومين فقط من أيام النصف الأوَّل من 2019م.
  • 5 مايو/ أيار2019م استلم محمد يحيى صالح الصوملي شيكًا بمليون وربع المليون ريال باسم إذاعة "آفاق" التي يديرها علي الشرفي.
  • 23 مايو/ أيار 2019م استلم محمود مقبل الشرفي شيكًا بمليونين ونصف المليون ريال باسم إذاعة وطن التي يديرها المنشد الحوثي عبد العظيم عزالدين.

وبناءً على هذه التفاصيل، يمكن تلخيص ما جاء فيه بالتالي:

1- ما ورد في التقرير الذي نشره موقع "يمن سايت" يُعتبَر عيِّنة مُصغَّرة لآليات الصرف والأشخاص والجهات التي تصرف لها، كما أنَّ هذه البيانات عيِّنة بسيطة من وثائق تُبيِّن صرف أموال الزكاة خلال النصف الأوَّل للعام 2019م فقط.

2- يقول الحوثيون بأنَّ الدين الإسلامي حرَّم على الأسَر الهاشمية أخذ أموال الزكاة، وقد وصفوها بـ "وسخ الناس" ومقابل ذلك فرضوا ما يُسَمَّى "الخُمس"، لكنهم في الحقيقة يأخذون أموال الزكاة ويوزعونها على الأسَر الهاشمية كما جاء في هذا التقرير.

3- يُقدِّم الحوثيون الأموال الطائلة لرجال الدين الذين يتبعونهم فقط.

4- كُلُّ الأسماء التي وردت في التقرير كمتلقية للأموال تنتمي للعِرْقية الهاشمية، ولا وجود لليمنيين من الفئات الأخرى إلَّا إذا كانوا وسطاء لمصلحة شخصية أو أشخاص من فئة الهاشميين في اليمن.

5- يُقدِّم الحوثيون الدعم الكبير من أموال الزكاة التي تؤخذ من اليمنيين بمختلف أطيافهم للمراكز الطائفية الحوثية التي تُستخدَم عادة لحشد المقاتلين وتجنيد الأطفال وتجريف الهوية اليمنية ونشر المعتقدات الإيرانية، وهذا ما يزيد من وتيرة الحرب.

6- يصرف الحوثيون أموال الزكاة على المساجد التابعة لهُم فقط.

7- يصرف الحوثيون أموال الزكاة على المنظمات والجمعيات الحوثية، وهي المنظمات نفسها التي تستغل المساعدات لدفع الأسَر الفقيرة إلى تجنيد أفرادها بما فيهم الأطفال، أو لنشر المعتقد الحوثي بين هذه الأسَر.

8- يصرف الحوثيون أموال الزكاة على وسائل الإعلام التابعة لهم، والتي تقوم بعملية التحشيد والتعبئة الطائفية ونشر المعتقد الإمامي/الإيراني.

تُوظّف أموال الزكاة الطائلة لخدمة المشروع الطائفي/ العرقي عسكريًّا وثقافيَّا وسياسيًّا، ويُحْرَم فقراء اليمن غالبا من هذه الأموال الطائلة، ولكي لا يتساءل اليمنيين عن أموال الزكاة، يعمل الحوثيون على تنفيذ مثل هذه المهرجانات الدعائية والتي تسوق لهيئة الزكاة الحوثية بمبالغ زهيدة مقارنة بما يتم جبايته من الناس سنويا، لإيهام الشعب بأن هذه العصابة قد صرفت هذه الأموال الطائلة على أفراد المجتمع. وهي حيلة لا يمكن أن تنطلي على الشعب اليمني.

مصادر وهوامش:

1- رسالة مؤرخة في 22 يناير/ كانون الثاني 2016م، موجهة لمجلس الأمن من فريق الخبراء المعني باليمن، المنشأ عملا بالقرار 2140 (2014م)، فقرة94، ص38.
2- أنشئ صندوق الرعاية الاجتماعية اليمني في عام 1996م بناء علي القانون رقم (31) لسنة 1996م ومارس نشاطه بصورة عملية منذ العام 1997م، وتزايد نشاطه بشكل كبير علي إثر تزايد الفئات الاجتماعية الواقعة تحت خط الفقر.
3- تصريح لوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل نائب رئيس اللجنة العليا للإغاثة الدكتورة ابتهاج الكمال، وكالة الأنباء اليمنية سبأ، 1 يونيو/ حزيران 2018م.
4- تغريدة لوزير الإعلام معمر الإرياني في موقع "تويتر"، تم نشرها في صحيفة الشر ق الأوسط، 31 مايو/ آيار 2019م.
5- "زكاة الحوثي".. سيف مُصلّت على رقاب اليمنيين، موقع سكاي نيوز بالعربية، نشر في 9 مايو/ أيار 2019م.
6- الكسارات عبارة عن مصانع تأخذ حيزًا واسعًا من الأرض لوضع آليات ضخمة تقوم بتكسير الحجارة بعد استخراجها من الجبال ومن ثم يتم بيعها وتصديرها لمصانع إنتاج مواد البناء والمواطنين.
7- العشرات من ملاك الكسارات يطالبون بتصحيح إجراءات حكومية تعسفية، المرصد نيوز، 8 ابريل/ نيسان 2021م.
8- تنكيل حوثي بتجار اليمن: الاستيلاء على الزكاة يفاقم الأوضاع المعيشية، زكريا الكمالي –صحيفة العربي الجديد، نشر بتاريخ 22 ابريل/ نيسان 2021م.
9- شهية الحوثي للجباية تغلق أحد أكبر المولات التجارية بالعاصمة، موقع العاصمة أونلاين الإخباري، 20 أبريل/ نيسان 2021م.
10- ميليشيا الحوثي حرمت الفقراء من 11 مليار ريال، موقع وكالة 2 ديسمبر، نشر بتاريخ 27 مايو/ آيار 2021م.
11- أين تذهب زكاة اليمنيين؟، موقع يمن سايت، 26 سبتمبر/ أيلول 2020م.

التعليقات 0:

تعليقك على المقال