الإمامة والحرب على العقل
منتدى معد كرب القومي
ثابت الاحمدي
صراعنا مع الإمامة ليس سياسيا ولا اجتماعيا وحسب، بل هو صراع ثقافي وفكري، وعلمي وعقلي أيضا، فخلال مسيرتهم أنكروا على كل من يحاول إعمال العقل، وتفسير الظواهر علميا، بل واستهدفوهم ونكلوا بهم، وهذا كله بشهادة من مؤرخيهم.
فهذه الفرقة المطرفية، إحدى أكبر الطوائف التي انبثقت عن الهادوية لكنها أنكرت الخرافات، وطالبت بإعمال العقل، وخالفت فكرة الولاية والبطنين وغيرها، وأقرت المساواة على أساس العلم، لا على أساس النسب.
فالفرقة المطرفية كان لها آراء في العديد من الظواهر الطبيعية، اعتبرها الإمام ابن الحمزة، وآخرين كفرا وخروجا عن الدين، بعضها هي من المسائل الخلافية القديمة، حتى يروى عن ابن الحمزة قولة :”لو استمرت المطرلفية لن تقوم قائمة لدولة آل البيت”، بحسب ما أورده الكاتب “ثابت الأحمدي” قي كتابه “الهادوية بين النظرية السياسية والعقيدة الإلهية”.
فالمطرفية بدات من وقت مبكر بتفسير الظواهر الطبيعية تفسيرا علميا، وفقا لقوانين الوجود، وقوانين الخلف العلمية، بعيدا عن الخرافات والتأويلات التي لا تتفق ومنطق العقل.
فمثلا قالت المطرفية، إن المطر النازل من السماء هو نتيجة تكاثف البخار من البحر، ثم عودته مرة ثانية على الأرض، في حين كان السائد حينها أن الأمطار تسقط من السماء مباشرة، ولا علاقة للبحار بها، كما أنهم فسروا نزول البرد بسبب الرياح الباردة التي تصادف الماء في الهواء، فتتسبب في تجمده.
كما رأى علماء المطرفية، أن أعمار الإنسان تطور وتقصر بحسب التغذية وبحسب الهواء والمناخ والأحوال العارضة للإنسان، كما أن تشوه الجنين في بطن أمه هو بسبب خلل طرأ عليه داخل بطن أمه، وليس تشوها من الله، وهو ما أكدته النظريات العلمية لاحقا.
وقد وضح ذلك الإمام عبدالله ابن حمزة في قصيدته المشهورة “المقصورة في أمر المطرفية”، وفيها قال:
والغيثُ قالوا من بخارٍ ثائرٍ،،،لم ينشه الرب ابتداءً في الهوا
إلى أن قال:
قالوا وليس الم. وت دون غاية،،،من فعله بل لاختلاف في الغدا
وهكذا يتضح أن معركة الإمامة، كانت ضد كل من يحاول إعمال عقله، ويفسر الظواهر الطبيعية، أو غير الطبيعية وفقا لمنطق علمي، لأن ذلك باعتقادهم يهدد دولتهم القائمة على خرافة الاتصال المقدس بالآل، والتأييد الإلهي المزعوم، والكرامات المتصلة بأئمة آل الب. ََيت، والتي ملأت بها متون مئات الكتب، التي تتحدث عن كرامات وخرافات ومزاعم لا مثيل لها، ولا يقبلها عقل.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال