الألـحان الـيمـنـيـة، فـي زمـن الهاشـمية..
أخبار وتقارير / 2022-01-27 04:14:43 / منتدى معد كرب القومي - خاص
*ضرار الخامري
حوّل الهاشميين ألحان الغناء اليمني والموشحات الحمينية إلي أناشيد دينية ، بغرض ذكر الولاية وترسيخ مفهومها في عقول الناس بفرض الصلاة على آل البيت في مطلع القصائد أو في ختامها ، وفي ذلك إشارة واضحة إلى محاولة طمس الهوية اليمنية من خلال إستخدام الألحان اليمنية في طقوسهم الدينية.
الإنسان اليمني يرتبط إرتباط وثيق بأرضه وتاريخه وفنه وأغانيه ، فعندما حاول الإمام يحيى منع الغناء في صنعاء والمناطق التي كان يسيطر عليها ، حيث قام الإمام بمعاقبة كل من يمتلك أو يعزف على أي آلة موسيقية وعلى رأس هذه الألات آلة (القنبوس وآلة العود الذي لا يختلف عن القنبوس إلا من خلال الحجم والشكل وزيادة عدد أوتار العود عن عدد أوتار القنبوس) ، وكان بقرارة هذا قد كسب غضب الشعب الذي لا يستطيع أن يفارق أغانيه في أي ظرف ولأي سبب ، فاليمني يغني عندما يبدأ بحراثة الأرض ، ويغني حين تمطر السماء ، ويغني حين تنبت الأرض وحين تُخرٍج وحين يحصد ، ويغني حين يسافر وحين يعود ، ويغني حين يفرح ، ويغني قبل ٱن يخوض الحرب ويغني حين ينتصر ، ويغني حين يتزوج وحين يرزق بأبناء ، ويغني حين يحزن ، ولكنه لا ينكسر ، فكيف لمن أراد أن يمنع عنه ألذ متعة قد خُلقت معه في حنجرته فكانت أول موسيقى يعزفها ويسمعها قبل أن يرضع حليب أمه !
فكان الناس يشتاقون إلى سماع أغانيهم بألحانها الأصيلة ، ألحانهم المستوحاة من الطبيعية التي يعيشونها بالحب والعمل والتعب والراحة والحزن والفرح ، فقد ذكر الفنان علي اليتيم أن الإمام أمره في الذهاب إلى (حجة) لتشكيل فرقة موسيقية من أبناء الجزارين والحلاقين ، حيث قامت السلاسة الهاشمية إحتقار الكثير من المهن ، ومن هذه المهن الحلاقة والجزارة ، وصناعة الطبول ، وغيرها من المهن التي حاول بهذا التصرف أن يضيف إليها العزف والغناء ، وقد نجح في ذلك فترة زمنية ، فكان يُنظر الى المغنيين والعازفين على أنهم مدنسين ومنبوذين ، هذا قبل أن يقوم بقتل كل من يغني أو يعزف ..
فقد تم في هذه المرحلة الصعبة - من تاريخ الغناء اليمني - إنشاء فرق إنشادية تحل محل المغنين في الأعراس وفي المناسبات الدينية ويوم المولد ويوم الولاية ، وهنا تم إنتهاك حرمة الألحان اليمنية بإستخدامها لكلمات جديدة تتظمن الصلاة على الآل وتمجيد آل البيت والمتورد الهادي والتابعين من أبناء البطنيين الفاطميين ..
إستخدامهم لألحان قديمة ومعروفة ومحببه لذائقة السامعين ، يجعل أناشيدهم أكثر جمالا عند المتلقي كون هذه الألحان لها وقع وتأثير في نفسه ، ومع ذلك أقتصر إستخدامهم لهذه الألحان على الإرتباط الروحاني الديني وكثيرا ما نسمعها في ألحان الصوفية خلال المراسيم والطقوس المتعلة في الموت ، وفي الجهة الأخرى في طقوس الأفراح والزواج ..
التعليقات 0:
تعليقك على الخبر