تفاصيل الخبر

اليمن بين ماضي مشرق وحاضر مؤلم..

اليمن بين ماضي مشرق وحاضر مؤلم..

أخبار وتقارير / 2021-12-27 00:55:42 / منتدى معد كرب القومي - خاص

 

بقلم القيل / عمر المخلافي
كنا نشيد السدود ونبني الخالدات وننقش على الصخر أمجادنا ، كنا المعبودين بلا سجود حيث مثلنا الوسطاء بين شعوب العالم القديم وآلهتهم التي كنت ترفض حضور طقوسهم ومراسم خشوعهم دون أن تجوب معابدهم رائحة البخور اليمني ليغرقوا في لحظات تأملهم العميقة ، وعندما يغادرون معابدهم ويحل المساء معبق برائحة القهوة اليمنية معتقة بنكهة الحضارات ومفعمة بنشوة الإنتصارات، حيث أتقن الأقيال كل المعارف وأخضعوا الأراضي الشاسعة لسلطان مجدهم ليصيبوا العالم بالحيرة والإختلاف حول تسمية تلك البقعة الساحرة من الأرض فأطلقوا عليها الألقاب العظيمة وتوجوها بمختلف الأسماء الكبيرة ، حتى السماء كانت تدرك من هم أحفاد الأقيال فتمهلت في قبض النبي صلى الله عليه وسلم عامين آخرين رغم فتح مكة وتمكنه من أراضي الجزيرة العربية حتى يكتمل إسلام أهل اليمن لتتنزل عليه الآيات "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " إكتمل تشريعاً ورجالاً قائمين بأمره لينطلقوا في الأرض ملوكاً فاتحين ،لتصيبنا فجأة لعنة التراجع بهروب السلالة الهاشمية إلى اليمن وحشوها حضارتنا بخرافاتهم ، فتركنا تشييد السدود والقصور والحصون وأنهمكنا في بناء أضرحة لآل البيت إلذين ذهبوا ولكن خداعهم ولصوصيتهم إستمرت حتى وهم في قبورهم ليستمروا في سرقة مدخرات اليمنيين من الأرض والذهب والفضة وخيراتهم من الزراعة والطعام تبركاً بتلك القباب ووقفاً لارواحهم ليجعلوا من أنفسهم ملوكاً في حياتهم وآلهة بعد مماتهم.

 

لسنا في صدد السخرية من عرقهم وخرافتهم فليس هذا ذنبناً فمن لا يريد أن يضحك الآخرين على عقائده يجب أن لا تكون لديه عقائد مضحكة كما أقنع بذلك سيغموند فرويد مرضاه العقليين ،يمكن كذلك تفهم ردات الفعل الشعبية المجابهة لخطاب الأقيال وفقاً للتحليل النفسي فغالبية هولاء مصابون بمتلازمة ستوكهولم، وهي مرض عقيم وصفه عالم النفس نيل بوجوروت من خلال ملاحظاته حيث وجد ان بعض المسجونون منذُ فترة طويلة وعانوا التعذيب والحرمان كثيراً في سجونهم ينتهون أحيانا بالإعجاب بجلاديهم، وبمحبتهم أيضا وتقديسهم في حالات أخرى ،فكيف بشعبنا المسجون طوال عشرة قرون في سجن السلالة التي حوّلت المواطن إلى كائن بلا كرامةمهمته الوحيدة في الحياة أن يكون ماكينة ليسبح بحمد السلالة بكرة وعشيا، ليست متلازمة ستوكهولم وحدها مرضنا المزمن بل كذلك هناك متلازمة مرضية أخرى أُطلق عليها في علم النفس الجماهيري متلازمة الضفادع وهي آتية من مصير الضفدعة وهي في كوب يغلي فيه الماء ببطء لتظل ساكنة في الكوب دون حركة إلى أن تموت ، فيما لو رمي بها مباشرة في ماء ساخن لفزّت وقفزت هاربة من مصيرها،سُخن شعبنا ببطى طوال قرون بنشر خرافاتهم وتوطيد كهنوتهم وأشتد الغليان بسقوط صنعاء وتكشير الجماعة عن خطابها الفكري وأحقيتها بالحكم السلالي بكل صراحة ووقاحة، ولكن شعبنا لن يكون سوى سيلاً جارفاً بالأحرار سيقتلع خرافاتهم ويدنس قداستهم وسيطفي نارهم بنور الجمهورية وهذا هو عهدنا لمعبد الشمس الشامخ في مارب العزة والكرامة.

التعليقات 0:

تعليقك على الخبر