اليمن بين ضرورة الحرب وعبثيتها
أخبار وتقارير / 2021-12-14 11:25:22 / منتدى معد كرب القومي - خاص
*د. لمياء الكندي يرى البعض أن اليمنيين اليوم يخوضون حربا عبثية، لنيكتب في نهايتها انتصار كامل لأي من أطرافها، بل يذهبالبعض في إطار حديثهم عن الحرب إلى ترجيح كفة النصرللحوثيين بناء على معطيات واقعية تفرضها مساراتالمعركة والسياسات المحلية والإقليمية المحركة لها.تساعد بعض الكتابات والآراء المصحوبة بتوجه إعلامي وفقما يعرف بالقراءة الواقعية أو بالأصح القراءة الانهزاميةللأحداث، في خلق تصور مُعتم وانعكاس ظل قاتم يرجعسلبا على المنطلقات العامة التي قامت من أجلها الحرب.على العالم الذي يتفرج على مأساة اليمنيين وحربهم أنيتوقف عن التنظير العبثي وهو يتناول الحرب فيها، علىالإعلام العالمي الذي يغفل قضية الحرب في اليمن ويمارسنوعا قاتلا من الحياد والنفاق تجاه ما يعانيه الشعب منحرب فرضت عليه من قبل المليشيات الحوثية أن يتوقفعن تناول هذه الحرب بلغة النفاق والحياد والتزييف الذييميع قضية اليمنيين ويفتح الباب واسعا لكهنة السياسة أنيمارسوا كهانتهم في الوقت الذي يفرشون السجاد الأحمرمن دمائنا لتأمين العبور الحوثي واستكمال سيطرته علىمختلف مناطق اليمن.على من أصابهم الملل والتذمر من استمرار هذه الحربووصفها بالعبثية أن يجربوا أن يعيشوا معنا كشعب الواقعالحوثي الذي فرض علينا بقوة السلاح والانقلاب.على أولئك المحايدين من أصحاب النظارات الشمسيةوالرؤى الثقافية الخارقة، وأصحاب النظريات الواقعية أنيدركوا معنى أن يستكمل الحوثيون حربهم في السيطرةالكاملة على كل التراب اليمني، أن يدركوا المعنى المترتبعلى سقوط مارب العز بأيدهم، و معنى أن تتحول اليمن إلىسياج أمني بإشراف سجان واحد يملك إذن بقائنا على قيدالحياة وإذن حريتنا وعيشنا وكرامتنا.على من ينتظرون أن تنتهي الحرب وأن يكمل الحوثيسيطرته على امل تسهم هذه السيطرة في إنهاء الخصوماتالبينية والصراع حول السلطة، بما يمكن الشعب أن يكونأمام خصم واحد وحكومة واحدة وقرار سياسي وعسكريواحد يكون هو المسؤول شعبيا ورسميا تجاه ما يحدث،عليهم أن يعيدوا تقييم ومراجعة حساباتهم فتجاربنا معالحوثيين ومن قبل مع الإمامة تظهر لنا حجم الجناية التيارتكبتها هذه السلطات بحق الشعب وبعدها كل البعد عنالقانون والمسائلة والنظام والقانون، عليهم إذا ما كانوايعتقدون خيرا بالمليشيات الحوثيه رغم ما حدث وما يمكنله أن يحدث أن يتبرأوا من هويتهم اليمنية، ومن تفكيرهموآمالهم التي لا تصنع غير الهزيمة ولا تنتج غير الجريمةالمنظمة بحق الناس بكل أطيافهم وانتماءاتهم.على من يؤمنون بعبثية الحرب أن يعرفوا أن العبثية تكمنفي تربية الهزيمة كثقافة عامة ومن منطلق حيادي ودعاويأفاكة، تمهد لاستعباد الشعب، ورهن مصالحه وموارده بيدعصابات مليشاوية لا تفقه من أمر الدولة والنظام إلا لغةالسيطرة والسلطة. عليهم أن يعرفوا أن من سرق من فم الشعب لقمة عيشهوهو مازال في بداية سيطرته وحاجته لحاضنة شعبية وفيذات الوقت الذي كان فيه حاملا شعارات محاربة الجوعوإسقاط الجرعة التي أظهرت تناقضات وزيف انقلابه، لنتمنعه سلطته من البطش والتنكيل بهذا الشعب وقدتوفرت له مقومات السيطرة.عليهم أن يدركوا أن من قام بهدم المساجد والمنازل وقتلوروّع الآمنين ومنع التعليم وقطع الرواتب وعطل مؤسساتالدولة وطارد كوادرها واستهدف نخبها وخبراءها، أنه غير قادرأن يتعامل مع واقع دولة طبيعية، ولن يتحمل أعباء دولةبدون حرب فالحرب هي الغطاء الساتر لكل جرائمهم وهيالتي تغطي على الفساد المالي والإداري والنهب المنظموتعطيل ومصادرة موارد الدولة الحرب يا محايدين هي منتغذي مصادر الانقلاب غير الشرعية وتمنحهم الحق فيارتكاب الجريمة وابتزاز الناس ومصادرة حقوقهم وحريتهمومنع رواتبهم.لذا لابد لهذه الحرب ان تحقق السلام بعقيدتها الجمهوريةووهجها النضالي وفكرتها القومية في تحقيق الذات اليمنيةوالانتصار لها. أما اولئك المأملون على توقف الحرب بشكلهاالحالي حسب فرضية النظرة الواقعية لصالح الحوثيينوإمكانية السلام، أقول لهم جازمة إن هذه الحرب لن تكونالحرب الأولى كما لن تكون الأخيرة بالنسبة للحوثيين..سيفتعلون الحروب واحدة ضد أخرى، وسيستمر مشهدترويع المجتمع وابتزازه اقتصاديا وسياسيا واجتماعياوعقائديا ومذهبيا، وسيفتحون جبهات متعددة وسيجدونالمبررات لها. لقد اعتاد هؤلاء المتوردون على الحرب وتعايشوا معها ومعالفوضى والجريمة المترتبة عنها كعقيدة سياسية وفكريةواجتماعية عادلة، لذا لابد للحرب ان تستمر باتجاه السلامعلى وجهتها الحالية حاملة في مساراتها راية الثورةوالجمهورية.على حالة السخط الشعبي والوجدان الشعبي الحر المناهضللحوثيين أن يظل تمترسا في جبهة الصمود الجمهورية، وأنلا يتأثر بالدعايات أو المآلات التي تنتج عنها الحرب فأهم مافي هذه الحرب أننا موضوعها وأننا كشعب مادتها وجوهرهاالطبيعي وكيانها المستهدف ونحن فقط من يملك قراراستمرارها الذي عقدناه بهزيمة شاملة لمتوردي الإمامةوتشييع خرافتها الدينية والسياسية إلى مزبلة التاريخ وإلىالأبد.ستظل هذه الحرب قائمة طالما ظل الوجود اليمني مهددابفقدان ذاته وأمنه واستقراره وطالما هناك من لا يزالونيؤمنون بأحقية الحكم الامامي، وكذا الذين ما زالوا يقفونموقف الحياد تجاه ما يجري، فحربنا هي حرب بينمشروعين قدر لهذا الجيل أن يخوض بطولاتها وأن يتعلم مندروسها وأن يستخلص العبر منها بأن لا وجود ولا كرامة ولاأمن ولا حياة كريمة وعادلة لليمنيين مع وجود هذه الشجرةالعنصرية الخبيثة التي تمارس سياسة وعقيدة التمييزوالتفريق الاجتماعي بين اليمنيين من منطلق شرعية الحكملهم والتبعية المطلقة لنا.إن الإنسان اليمني بعقيدته الجمهورية وإيمانه المطلقبحريته وكرامته لا يعنيه الاستعانة بصديق أو الجمهور أوالحذف، "على غرار برامج الحظ واليانصيب"، ليربح وجودهويقرر مصيره فخياراته حددت سلفا وهو من سيصنعالانتصار الكبير بصموده ووقوفه الصارم أمام موجاتالاستعباد الثقافي والسياسي والاجتماعي القائم وهو وحده من سيتمكن بإرادته الحرة من الانتصار الكامل لقيمهوأهدافه ودولته، مهما كانت الخسارة ومهما عظمتالتضحيات، ولسان حاله ما دمت أكافح وأناضل عن وجوديكيمني وكشعب فلن أكون اضعف من فيتنام ولن يكونالحوثيون أقوى من أمريكا، فالعاقبة بالنصر لأبناء القضاياالعادلة وعلى هذا جرت سنة الله في الأرض، وسيعلم الذينظلموا أي منقلب ينقلبون.
التعليقات 0:
تعليقك على الخبر