تفاصيل الخبر

ثو رة الزرانيق … النضال المنسي ضد الإمامة

ثو رة الزرانيق … النضال المنسي ضد الإمامة

أخبار وتقارير / 2022-12-09 19:16:18 / منتدى معد كرب القومي - خاص

الغائب والمنسي من تفاصيل تاريخ وأحداث حركة وثورة الزرانيق في تهامة وأدوار أبطالها الأفذاذ، ودوافع وأسباب هذه الغياب واستحقاقاته بعد مرور نصف قرن من ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة تناقشه صحيفة «الجمهورية» في هذا الملف الخاص مع عدد من أدباء وكتاب وباحثين يمنيين..!
رغم ثوراتهم المستمرة والممتدة على الظلم والاستبداد، وتاريخ نضالهم الطويل واشتغالهم نحو ألف سنة على مظالم الدول مقاومة وتذمراً، منذ حكم الزياديين في القرن الرابع الهجري وحتى عهد الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين في القرن الرابع عشر الهجري، يظل الكثير من تاريخ ثورة ونضال «الزرانيق في تهامة» غائبا إن لم يكن كله..!
وبعد مرور نصف قرن من ثورة الـ26من سبتمبر الخالدة والتي يحتفل اليمن بيوبيلها الذهبي.. والتي كان لثورة الزرانيق دور كبير في التمهيد لهذه الثورة التي عجزت حتى اليوم عن إنصاف أبناء الزرانيق الذين اقتيدوا إلى سجون حجة، ولا يزال مصير المئات منهم مجهولا ولم يعرف أحد ما فعل بهم حتى الآن ! كما تغيب الكثير من أحداث وتفاصيل هذه الثورة أو الحركة ونضال ومواقف أبنائها وأدوارهم المختلفة، والتي عملت المدونة الرسمية على تغييبها، سواء من خلال التركيز على تاريخ مركز الدولة وعواصمها، أو كما يقال فالتاريخ لا يكتبه إلا المنتصر..
ليبقى تاريخ هذه الثورة الوطنية «الزرانيق» يفتقر للكثير من الدراسات البحثية والعلمية المنهجية والمتفحصة،! والتي تكاد تنعدم ! لولا دراسة يتيمة للباحث اليمني عبد الودود مقشر الموسومة بـ «الزرانيق في الحكم العثماني»، بالإضافة إلى بعض الكتابات والتناولات والإشارات العابرة لعدد من الباحثين والتي تمتلكها حسب البعض الكثير من الثغرات لغياب مئات النصوص والشواهد التهامية التي تؤرخ لثورة الزرانيق، واعتمادها على نصوص ورواة المنتصر في هذه المعركةً، التي عدت حركتهم الثورية تمرداً ودعوة للخروج والتفرقة والانفصال، وألحقت بأحرارهم تهمة العمالة والخيانة ،بينما هي حركة ثورية ووطنيه ضد الإقطاع وضد الإمامة ومواقفهم دفاعية ومطالبهم حقوقية ومشروعة تدعو للمواطنة وتنشد العدالة..

 

يقول الباحث والكاتب علوان الجيلاني في حديثه لصحيفة الجمهورية، إن تاريخ قبائل الزرانيق ضد الإمامة كبير، إلا أن الكثير منه منسي، إن لم يكن جميعه، متحدثا عن تهميش تعرضت له قبائل الزرانيق، وثورتها ضد الاستبداد.
وأكد الباحث الجيلاني، أن ثورة الزرانيق لم تحضر لا في تاريخ الثورات اليمنية، ولا في المناهج الدراسية، وحتى المحافل الثقافية والسياسية، رغم أنها ثورة إنسانية عظيمة، وذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية، معتبرا هذا التغييب بمثابة جريمة أخرى بحق هذه القبائل العظيمة.
وأشار إلى أن هناك أكثر من 100 من أفراد قبيلة الزرانيق، أخذوا إلى سجن حجة في عهد الإمامة، وظل مصيرهم مجهولا حتى اليوم.
وتحدث عن الامتداد الجغرافي الذي تستلقي عليه قبائل الزرانيق، لافتا إلى أنها تنتشر في مديريتي بيت الفقيه والدريهمي وحتى المنصورية، كما تمتد من الخميس شمالا بالقرب من منطقة عبس وحتى الحسينية جنوبا وتجاورها من الجنوب الاشاعر الشهيرة التي تشمل زبيد حيس والجراحي والخوخة والتحيتا وزبيد، إضافة إلى قبائل أخرى تمتد إلى جيزان.
ولفت الجيلاني إلى أن وجود تفاصيل كثيرة تغيب منها تمرد قبيلة العطاوية في الزيدية في نفس الفترة التي تمردت فيها قبيلة الزرانيق، وفي نهاية حرب الزرانيق تم نزع الأسلحة من جميع أبناء تهامة فيما ظلت الأدبيات التاريخية تقول إن تهامة لم تقاوم السعوديين سنة 1934 ميلادية، والحقيقة أنه عندما دخل السعوديون تهامة كانت قد تمت سحب الأسلحة من تهامة.
واستدل بنص تاريخي يذكرة المؤرخ الوشلي يذكر فيه أن أحد رجال نظام آل حميد الدين، ويدعى الظمين، قام بجمع السلاح من أبناء تهامة، وبالتالي تجريدهم من أي قدرة على الدفاع عن أراضيهم، وهي الحادثة التي تم تهميشها.
وتحدث عن قيام طائرات الإنجليز بقصف وادي مور بتهامة، بداية الحرب العالمية الأولى، في العام 1914، بخلاف ما أوردته الروايات التاريخية الرسمية، والتي أشارت إلى أن أول قصف بالطائرات الإنجليزية في اليمن الشمالي كان سنة 1927، حيث قصفت طائرات الانجليز مناطق في ذمار وسط اليمن.
وتحدث الباحث الجيلاني، عن توثيق شاعر اليمن ومؤرخها الراحل عبدالله البردوني، لجانب ضئيل من بطولات وتاريخ الزرانيق، إلا أنه أشار أن البردوني اعتمد على بعض القصائد والزوامل المروية عن جيوش الإمام، بينما لم يتطرق إلى مئات النصوص التي كتبها شعراء تهامة الشعبيون والتي أرخت للثورة الزرانيق مثل الشاعر البكار وغيره وقصائد كثيرة مثل قصيدة :

 

هب اليوم في أم بلد على سفوح أمجله
قُم حيد وأتفرجْ مِن فعل هذه أمجهله
جهلة كُلهُم عَفَجْ في شًبًه وعويله
وهي قصيدة تؤرخ للاصطدام الأول بين جيوش سيف الإسلام أحمد والزرانيق – بحسب الباحث الجيلاني – إضافة إلى قصيدة أخرى تقول في مطلعها «ما هوذه الماطر العبًار.. سيله قلب المرد» والتي تمثل مدى إثخان سيف الإسلام أحمد في قبيلة الزرانيق، وقصيدة «برق لاح من زبيد يتنعشل بلا مطر» وتؤرخ أيضا لهزيمة الزرانيق وميلان الكفة ورجحانها لصالح سيف الإسلام أحمد في هذه الثورة، كما تؤرخ لدور المناضلين أمثال أحمد فتيني جنيد والشريف هريره، وشلاع جروب، وغيرهم من أبطال تهامة الذين واجهوا هذه الحرب وقاوموا مقاومة الأبطال.

التعليقات 0:

تعليقك على الخبر