لمحات من تاريخ الدموي السلالي.. مذبحة أسرى همدان على يد "الإمام" صلاح الدين المهدي
أخبار وتقارير / 2021-11-03 06:40:32 / منتدى معد كرب القومي - خاصعندما ضعفت الدولة الرسولية، التي أعادت لليمن الطبيعي وحدته وقدمت إنجازات حضارية وعلمية، تطاولت الصغار السلالية المعتقدة بنسبها "الهاشمي" فأخذت تنفخ نار الفتن في أرجاء البلاد وتقود التمردات هنا وهناك.
وفي النصف الثاني من القرن الثامن الهجري (14 ميلادي) تمكن "الإمام" محمد صلاح الدين بن المهدي علي أن يخلف والده على بعض مناطق شمال اليمن، عبر إثارة الفتن بين القبائل اليمنية واستقطاب المتمردين على الدولة الرسولية، وحاول مد نفوذه إلى صنعاء بالاستيلاء عليها من متمردين آخرين من أسرته، ولما عجز عن اقتحامها لجأ، كعادة هؤلاء حتى اللحظة، إلى الخداع والغدر، فتزوج والدة إدريس بن عبدالله (أمير صنعاء)، وفور وصول إدريس لمقابلة زوج أمه "الإمام" صلاح الدين قام الأخير بالقبض عليه ثم سار بجيشه إلى صنعاء في أواخر القرن الثامن الهجري، ليمارس وظيفة القتل المحببة للفكر المتطرف باسم الإمامة بشقيها الديني والسياسي.
العنجهية السلالية في إذلال القبائل اليمنية ووجهائها وجعلها في خانة الخدم المطيعين، أدت إلى انتفاضات قبلية، كان من بينها انتفاضة قبيلة همدان وأقيالها وأذوائها.
همدان أحد أكبر القبائل اليمنية القحطانية، وما زالت مديرية تابعة لمحافظة صنعاء تسمى اليوم بـ "همدان"، وتحظى هذه القبيلة بمكانة متميزة في فكر الولاية السلالية، حيث يعتقد مؤرخون أنها أسلمت جميعا وفي يوم واحد على يد الصحابي علي بن أبي طالب عندما بعثه النبي إلى اليمن خلفا للصحابي خالد بن الوليد، ويعد المنتسبون إليها، وأبرزهم الحارث الهمداني، من أكثر مناصري الخليفة علي في حروبه وخاصة بمعركة صفين مع الخليفة معاوية بي أبي سفيان.
المكانة الفكرية والتاريخية للقبيلة لم تشفع لها أمام استعلاء الانتفاخ السلالي، في عهد "الإمام" صلاح الدين بن المهدي علي، فنالت من تعامله وسلاليته الفجة الظلم والحيف، فما كان من رجالها إلا أن يرفضوا الظلم والضيم فثاروا على "الإمام" الغاشم.
جهز هذا "الإمام" جيشا كبيرا غزا به همدان وأسر 3 آلاف من رجالها فيهم أقيال من آل الضحاك، وآل الصياح، وآل حنبص، وآل معيض، وآل شهاب، وآل الرماح، وأراد إعدام الأسرى، وأبلغ مشائخ ووجهاء همدان بذلك، فسارعوا لرجائه بالعفو عن الأسرى.
إعمالا لسريرته الخبيثة وتعطشه لإذلال اليمنيين، وعد بالصفح مقابل تنفيذ شرط اعتقد أنه تعجيزي لقبيلة همدان، يقضي بتسليمه 100 ثور أسود، فنفذوا له شرطه المريض إنقاذا لأهلهم الأسرى، بيد أن طبيعة الغدر وتورم الاستعلاء والاستهتار بأبناء قحطان وسبأ وحمير، جعلاه ينكث الوعد والاتفاق وبصورة تستعذب الإمعان في إهانة اليمنيين وقبائلهم.
أمر "الإمام" المجرم، كسابقيه ولاحقيه، بأخذ الأسرى جميعا وإعدامهم على مرأى ومسمع الوسطاء، ثم جمع رؤوسهم ووضعها في ساحة جمع المحاصيل الزراعية ( الجرن ) ووجه زبانيته بسحق تلك الرؤوس، وبعدها أمر بوضع أسنان الضحايا الهمدانيين في أكياس وتعليقها في ساحة ظروان لكى تكون عبرة لمن يحاول التمرد أو الخروج على ولاية الخرافة السلالية.
هكذا يتعاطى أئمة الشر على مدى تاريخهم في اليمن مع أبناء هذا البلد وقبائله، وما زالوا إلى اليوم مع سيطرة أدعياء الاصطفاء الإلهي الجدد، الحوثيين، ينعشون موائدهم الساقطة بدماء وجماجم اليمنيين.
ومثلما سفاح قصتنا "الإمام" صلاح الدين بن المهدي بسقوطه من على بغلة وجرها له ما أدى إلى إصابات قاتلة توفي على أثرها، سيكون للمسخ الجديد الحوثي وأعوانه ذات المصير المخزي
التعليقات 0:
تعليقك على الخبر