الأقيال هوية وتاريخ، لا بندقية للإيجار.
منتدى معد كرب القومي
يحيى الأحمدي
في إحدى المحاضرات، سألني طلبة الإعلام ما تقول في الأقيال؟
قلت: الأقيال حقيقة وجود وانتماء ذهبي تجسده الأفعال لا الأقوال، والأقيال في حالة الانبعاث الفكري الذي تشهده البلاد حاليا هو مصطلح، يعني العودة إلى الجمع بعد الشتات، واليقظة بعد الغفلة التي جعلت من أبناء الملوك والتبابعة عبيدا وخدما لدى المهاجرين غير الشرعيين إلى أرض الجنتين.
الأقيال قديما هم الملوك الذين أسسوا حضارة من أعظم حضارات البشرية، وهذا ليس ادعاء ولا يجادل فيه عاقل، ومن حق أي قيل أن يعتز بتاريخه وأصله، وكما يقول أشقاؤنا المصريون نحن الفراعنة ولم ينكر عليهم أحد، فكذلك يحق لليمني أن يقول نحن الملوك.
استدعاء هذا الانتماء، في هذا الظرف لا يعني التعالي على أحد، ولا السخرية من أحد، ومن منح الولاء لليمن واعتز بانتمائه، فهو منا له ما للأقيال وعليه ما عليهم، والأقيال هي اللافتة التي ستجمع اليمنيين بكل أفكارهم حول المشروع الوطني الذي لا يُظلم فيه أحد.
الأقيال قيمة، وهوية وانتماء وليست دار فتوى أو مجلس عشائر، أو نقابة مهنية، أو تكتل سياسي، أو جماعة دينية، بل فكرة سامية، أكبر من الأحزاب، والطوائف، والجماعات، وأبعد من العنصرية المقيتة.
غير أن إخضاع هذا المعنى الأوسع والأشمل والأسمى للفتاوى، أو اتخاذه عصا في وجه الآخرين، أو مطبخ للبيانات، وحشره في قضايا جزئية، وصراعات، سيجعل منه كيانا طارئا، ومنبرا قصيرا يقفز عليه كل مدعي أو صاحب منفعة ذاتية. إن لم يتحوّل إلى بندقية للإيجار أو إلى عصابة منحرفة تسيئ لكل ما له علاقة بالهويّة والتاريخ اليمني العريق.
لا نزال في مرحلة التنوير والتعريف بجوهر الانتماء الضارب جذوره في أعماق التاريخ، انتماء يتجاوز كل الطارئين، ويحشد اليمنيين حول فكرة جامعة، وهوية وطنية واحدة، بعيدة عن التقزم وتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ..
التعليقات 0:
تعليقك على المقال