لا شيء يخيف الهاشميين سوى الأقيال.
منتدى معد كرب القومي
محمد العليمي
لا شيء يخيف الهاشميين في اليمن مثل استعادة روح القومية الحميرية، لأنهم يدركون أن مشروعا مثل هذا قد لا يهيئ لهم مستقبلا آخر للعودة إلى الحكم فيما لو فشلوا الآن.
بالنسبة للهاشميين كانت ثنائية "الزيدية والشافعية" هي وجه الصراع القديم الجديد، وهي تفضل لو أن مستوى الصراع بقي ضمن هذه الثنائية، لأنها تقدم نفسها للعالم كوريثة للمناطق الزيدية وكحاكم فقد أرضه التاريخية، وكمعادل موضوعي أمام مصطلح "الشافعية".
تقاتلنا ـ نحن اليمنيين ـ لقرون وفق هذه الثنائية التي أرادها الهاشميون.
الصراع الحالي مع الهاشميين لا يقوم وفق ثنائية "الزيدية والشافعية" بل يقوم على ثنائية "الهاشمية والحميرية: وهذا فضاء آخر سيجعل كل المواطنين في مناطق الحوثي يدينون بالولاء لفكرة الحميرية على نقيض الفكرة الزيدية والشافعية معا، وسيصطف أبناء المناطق جميعا خلف الراية الحميرية، متناسين هذه الانتماءات الصغيرة.
اليمني الذي سيتحرر من عقدة تفوق الآخر سيحكم اليمن من أقصاها إلى أقصاها.
لو أن جيلنا امتلك ثقافة حميرية كاملة عملت عليها النخب السياسية والاجتماعية منذ مرحلة ما بعد ثورة سبتمبر لما كان الهاشميون اليوم يحكمون مناطق عدة من اليمن.
تخيلوا كيف أننا سقطنا في فخ الهاشميين منذ زمن طويل، لازمتنا هذه اللعنة لمئات السنين، حتى أن المناطق الشمالية من اليمن كنجران وعسير وما حولها، ظلت مناطق حرة حتى مر رجل يدعى الإدريسي، كان في طريقه من المغرب إلى مكة لأداء فريضة الحج، لكن اليمنيين اشترطوا عليه أن يعود من الحج إلى أرضهم، لم تمر سنوات عدة حتى أصبح حفيد الإدريسي حاكما في هذه المنطقة وأسس الدولة الإدريسية.
هذه عقدة سيتخلص منها اليمني متى ما آمن بتراثه الفكري والثقافي والحضاري، ومتى ما آمن أن القومية الحميرية هي كلمة الخلاص من هذه اللعنة الهاشمية التي لاحقتنا منذ جاء الهادي الرسي إلى صعدة.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال