حرب الهوية (1)
منتدى معد كرب القومي
ساتطرق تحت هذا العنوان في موضوعين للحرب التي شنتها السلالة الهاشمية ضد الهوية القومية اليمنية أساليبها وإبعادها السياسية ، وآمل أن يساهم كل يمني يعتز بهويته في نقل هذا لكل من يستطيع إيصاله للمساهمة في احياء هويتنا القومية .
✍️ عباد محمد العنسي
لم تكن الحرب القذرة التي راح ضحيتها الملايين من أبناء الشعب اليمني التي شنتها السلالة الكهنوتية الهاشمية على الشعب اليمني طيلة أكثر من 1250عام هي الحرب التي شكلت تهديد وجودي للشعب اليمني ، فالشعوب لاتنتهي مهما كانت تضحياتها من أبنائها .
بل إن الحرب القذرة والأشد قذارة هي تلك الحرب التي شنتها السلالة الكهنوتية الهاشمية على الهوية القومية اليمنية وهي التي شكلت تهديد وجودي للشعب اليمني كشعب له هويته الظاربة بجذورها بعمق الحياة الإنسانية على كوكب الأرض.
اذا اردت ان تهيمن على اي شعب ماعليك سوى ان تمحو هوية هذا الشعب واستبدالها بهوية تمكنك من الهيمنة على عقول الشعب وتسيرها وفق ما يخدم اجندتك السياسية وجعل اجندتك مهيمنة على عقول أبناء الشعب وهذا ما قامت به السلالة الهاشمية في اليمن
تعتبر هذه الحرب من قذر الحروب في تاريخ الحياة الإنسانية والذى يقع على عاتقنا جميعا مجابهتها اليوم بكل قوة من أجل حماية الأجيال القادمة وذلك من خلال إعادة إحياء الهوية القومية اليمنية في الذاكرة الفردية والجمعية لأبناء الشعب اليمني .
نعم لقد كانت ولا تزال الحرب الهاشمية ضد الهوية القومية للشعب اليمني هي أسواء واخطر وأقذر حرب واجهها الشعب اليمني ، بل اخذت الان أشكال مختلفة من قبل الحركة الكهنوتية الهاشمية بحلتها الحوثية الفارسية .
تكمن خطورة هذه الحرب انها خفية لايدرك أبعادها وخطورتها الى لمفكرون من أبناء هذا الشعب ، وقد غابت مواجهتها للاسف عن كثير من المثقفين من أبناء الشعب اليمني منذ قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م ، ولا ندري هل غابت أم غيبت ؟
لكنني أجزم انها غيبت من قبل اللوبي السياسي لهذه السلالة الذي ظل يوقدها من تحت الرماد ، من خلال تغلغله داخل مؤسسات الدولة وخاصة التعليمية والثقافية.
الحرب ضد الهوية القومية اليمنية تمثلت في عدة أشكال أهمها تقسيم المجتمع اليمني إلى زيود وشوافع ، وترسيخ هذا التقسيم في الذاكرة الجمعية لأبناء الشعب الواحد من خلال زرع الخلافات وفق هذا ابتصنيف ، حتى يرسخ هذا التقسيم في الذاكرة الجمعية وتمحى الهوية القومية الموحدة للشعب من الذاكرة الجمعية لأبناء الشعب .
من هو هذا زيد حتى تكون هوية نصف أبناء اليمن باسمه ؟
ومن هو هذا الشافعي الذي أصبح النصف الثاني من أبناء اليمني هويتهم باسمه ؟.
الحقيقة أن كلا من زيد والشافعي هما من السلالة الكهنوتيه الهاشمية ، اي أن الهاشمية السياسية عملت على استبدال الهوية القومية اليمنية بهوية طائفية هاشمية.
هذا العمل الذي قامت به السلالة الهاشمية يشبه ذالك العمل الذي حاول القيام به الاحتلال الفرنسي في استبدال الهوية القومية العربية للشعب الجزائري ، لكن الفرق أن ما حاول القيام به الاستعمار الفرنسي هو عمل ظاهر لذلك كانت مقاومته عنيفة من الشعب الجزائري ، لكن الحرب الهاشمية ضد الهوية القومية اليمنية لم تكن ظاهرة وكانت متسترة بعباية الدين .
لقد عمل هذا التصنيف على تغييب هوية الإنسان اليمني الفطرية وهي الهوية القومية اليمنية ، من الذاكرة الفردية والجمعية للشعب اليمني ، فهوية الإنسان تنسب لآبائه وأجداده وهوية الشعب تنسب للاب الاول الذي يلتقي أبناء الشعب عنده وهو قحطان وليس لزيد أو الشافعي .
قحطان ، الذي شكلت ذريته شعب له لغة تميزه عن بقية الشعوب وله دولة يعرف بها أمام شعوب الدنيا وله إرث حضاري يعتز ويتفاخر به أما كل الشعوب ويخلده في تاريخ الحياة الإنسانية ، وليس زيد أو الشافعي .
السؤال الهام هنا ماهو بعد السياسي لتغيير هوية الشعب إلى الهوية الطائفية الدينية والتي حملت اسم الزيدية والشافعية ؟
الزيدية والشافعية هي فكر طائفي له أبعاد سياسية وله رؤى متعلقة بالطقوس والشعائر الدينية ، ما يهمنا هو البعد السياسي للفكر الزيدي والشافعي.
هناك بعدين سياسيين هما اخطر مافي الفكر الزيدي والشافعي وهما وراء تقسيم الشعب اليمني من قبل الهاشمية السياسية إلى زبدية وشافعية وهما :
اولا :
البعد السياسي الاول في الفكر الزيدي والشافعي ،يتمثل في إرساء القداسة والعبودية للسلالة الهاشمية من قبل الشعب اليمني .
نعم الفكر الطائفي الشافعي و الزيدي لم يكن سوى غطاء فكري لشرعنة الهاشمية السياسية
والحقيقة أن الفكر السياسي الزيدي والشافعي هو للشافعي ونقل للفكر الزيدي( الهدوي ) ويتمثل بالدعوة الى حصر الإمامة في البطنين أي في سلالة علي بن ابي طالب ، وهذه الدعوة هي القاعدة الفكرية التي تقوم عليها الهاشمية السياسية والتي تم إرسائها في عقل الإنسان اليمني لذلك تجد السلالة الهاشمية لها أنصار عند ظهورها من جديد بعد التخلص منها من أبناء الشعب اليمني لان القاعده الفكره لاتزال عالقة في تلك العقول .
مع أن هناك مفكرين تحول فكرهم إلى فكر ديني طائفي كما هي الحنفية والحنابلة الى ان هذه النقطة لم تكن بارزة في الفكر الحنبلي والحنفي ولذلك استبعد هذا الفكر في المناهج التعليمية وتركز على الفكر الشافعي والزيدي.
وهذه الدعوة في الزيدية والشافعية هي دعوة عنصرية بل تعتبر من ابشع الدعوات العنصرية التي عرفتها البشرية،.
ولكي يكون لها قبول لدى عامة أبناء المجتمع فقد غلف هذه الدعوة على أنها أمر من الله أمر الله بها رسوله لإبلاغ الناس بأن علي هو خليفته من بعده ، بحديث يعرف بغدير هم وعندما لم يحدث ذلك بعد وفاة الرسول ولتبرير ذلك قال الشافعي يجوز تولي الافضل في حال عدم وجود المفضول ، فالمفضول هنا هو علي ، والافضل هم من قبله وجميعهم من قريش .
هل يعقل أن الله لم يكن قادر على تنفيذ أمره بأن يكون علي خليفة من بعد رسوله وهو الذي اذا قال للشيء كن فيكون انهم يطعنون في قدرة الله بهذا الفكر الظال !؟؟ وبدون اي حياء.
تساؤل مهم هنا وهو هل يمكن أن يكون الدين هوية ؟
لم يكن الدين يوما هوية للإنسان ولن يكون فالهوية القومية للإنسان هي فطرية وثابته ولايمكن أن تتغير ، فهوية الإنسان اليمني تظل ثابته حتى وإن هاجر من وطنه قبل آلاف السنين حتى وإن أصبحت له لغة أخرى كما هم الامازيغ الذين لايزالون يعتزون ويتافاخرون بجذورهم اليمنية القحطانية ، بينما الدين هو حالة متغيره وليس حالة ثابته قد تكون اليوم مسيحي وغدا تسلم تصبح مسلم وعندها ينتهي أي ارتباط لك بالمسيحية والعكس صحيح.
المسيحية كدين لم تكن يوما هوية لاي شعب من شعوب اوربا التي اعتنقت المسيحية فكل شعب له هويته القومية.
وكذلك الاسلام اتبعته عدد من الشعوب لكنه لم يغير هويتها فالتركي له هويته التي يعتزبها ويعليها على ماسواها مهما كان انتمائة الديني ، والباكستاني له هويته التي يعتز بها ، ونحن كشعب عملت السلالة الهاشمية إلى تغيير هويته بفكر طائفي باسم زيد والشافعي وكان زيد والشافعي هما رسل الله للشعب اليمني إن كان الدين هوية .
بعد تطرقنا للبعد السياسي للفكر الزيدي والشافعي والذي عمل على إرساء القداسة والعبودية لهذه السلالة لدى الشعب اليمني .
تعالوا لنرى هذه النقطة في الهوية القومية اليمنية اي في الفكر السياسي للهوية القومية اليمنية لنعرف لماذا عملوا على محاولة محوها فالفكر السياسي في الهوية القومية اليمنية يدعوا الى الحرية والعدالة والمساواة والشورى ( الديمقراطية ) .
لن نذهب بعيدا في إثبات ذلك وسوف نثبتها من كلام الله وليس من قالوا عن فلان عن أبيه عن جده .
فتطرق الله للفكر السياسي في الهوية القومية اليمنية جاء من خلال تطرقه للحياة السياسية في مملكة سباء وهي أول حضارة في تاريخ الحياة الإنسانية في دورتها الثانية التي بدأت بعد الطوفان وجاء ذلك بقوله تعالى : قَالَتۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمَلَؤُا۟ أَفۡتُونِی فِیۤ أَمۡرِی مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمۡرًا حَتَّىٰ تَشۡهَدُونِ ( 32) النمل.
هذا المنهج الديمقراطي الشوروي جاءت الدعوة له بعد آلاف السنين من قبل الفلاسفة اليونانيين واسموه بالديمقراطية ، ومن هنا نجد اليونانيين يعتزون بهويتهم وتفاخرون بها لان هذا الفكر دعاء له أجدادهم ويضعون أنفسهم ارقى شعوب العالم لانهم مصدر الفكر الذي يعمل على جعل الحياة الإنسانية حياة سعيده .
بينما نحن نقراء هذا الفكر- الذي أقامته ملكة سباء ووثقه الله ودعا الناس لأتباعه بقوله تعالى : وٱلَّذِینَ ٱسۡتَجَابُوا۟ لِرَبِّهِمۡ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَیۡنَهُمۡ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ ( 38) الشورى - ونمر عليه مرور الكرام وكأنه شيء لامعنى له .
نعم هذا الفكر سبق الفكر اليوناني الذي دعى له الفلاسفة اليونان لان دعوتهم له جاءت بعد الرسالة السماوية الثانية التي حملها عيسى بنما تم إقامته عمليلا من قبل مللكة سباء والعمر الزمني لدولة سبأ الذي امتد لأكثر من سبعة الف عام ، ما استقرار الحياة السياسية طيلة تلك الفترة الزمنيه الا لانها كانت قائمة على الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية
فمن أحق بالافتخار أنه مصدر الفكر الحضاري لإقامة حياة سعيده نحن ابناء الشعب اليمني أم اليونان ، ومن يحب أن يعتز بهويته القومية ايما اعتزاز ويتفاخر بها نحن أم اليونان .
طبعا هذا النص لايدعوا إلى الشورى فقط وانما يدعوا للحرية والمساواة لان الشورى لايمكن أن يتحقق مالم تكون الحرية والمساواة قائمة ولايمكن أن تتحقق الحرية والمساواة إلى بتحقق العدالة اي أن أجدادنا دعوا وعملوا على إدارة حياتهم وفق أربعة مباديء وهي الحرية والعدالة والمساواة والشورى .
هذه المباديء هي التي توصل لها العالم اخيرا وطبقتها اوربا وامريكا وغيرها من البلدان بعد عصر النهضة الأوربية وحققت لشعوبها حياة سياسية مستقره وبلغت أعلى درجات التطور المعرفي والعلمي في مختلف المجالات ، ويتافاخرون ويتباهون على العالم بما توصلوا له ، رغم أننا كشعب يمني توصلنا لذلك وطبقناه قبل كل شعوب العالم قبل أكثر من سبعة آلاف عام .
وما تخلفنا سوى نتيجة للحرب الكهنوتية السلالية على الهوية القومية اليمنية ولم تعش اليمن في ظلام الجهل والفقر والمرض والتخلف في التجارة والصناعة الا خلال ال 1250 عام منذ أن قدمت اليها السلالة الكهنوتية الهاشمية ، وعندما كان الشعب يتخلص منها يعود إلى النهوض والتطور كما في الدوله الرسوليه والدوله الصلحية والعامرية حتى في ظل الاستعمار التركي كان الشعب اليمني يعيش نهضة علمية واقتصادية ويعود للجهل والفقر والمرض بعودة هيمنة السلالة الكهنوتية الهاشمية .
ثانيا :
البعد السياسي الثاني في الفكر الزيدي والشافعي ويتمثل في إرساء أن بني هاشم بشكل خاص وقريش بشكل عام هم خير من أبناء الشعب اليمني بل خير من كل البشر
زيد والشافعي بفكرهم هذا في الولاية جعلوا من هذه السلالة الكهنوتية هي خير من كل البشر.
ويحاولوا إثبات ذلك بحديث أن رسول الله قال إنه خير من خيار طبعا لايمكن أن يكون هذا كلام رسول أو نبي .
اولا : لأن هذا المنطق هو منطق شيطاني مع ذلك فحجة ابليس أنه خير من الإنسان هي من منطلق الاختلاف في المادة التي خلق منها ابليس لان ابليس تحجج بأنه مادة خلقه هي النار بينما مادة خلق الانسان هي الطين ، ولذلك فكل البشر سواء ، والتميز بين البشر هو بالعمل .
من منطلق أن التميز بين البشر هو بالفعل الذي يجعله متميز عن غيره كفرد وكمجتمع .
ماهو تاريخ هذه السلالة لتكون هي خير من بقية خلق الله !
ماذا قدمت للإنسانية من 1400 عام لم تقدم للإنسانية سوى القتل والدمار والحروب والتفنن في الدجل والكذب حتى أصبح الكذب هو أساس دينهم في سبيل تحقيق الحق الإلهي المزعوم.
ثانيا : أن قال رسول الله ذلك فقد عصى أمر الله له الذي أمره أن يقول للناس أنه بشرا مثلهم وان مايمزه هو مايوحى إليه ليبلغ الناس به فقط .بقوله تعالى ( قل إنما أنا بشر مثلكم )
تعالوا لنرى منهم خير حسب كلام الله نحن ابناء هذا الشعب اليمني أم هذه السلالة يقول تعالى : أَهُمۡ خَیۡرٌ أَمۡ قَوۡمُ تُبَّعࣲ (٣٧ ) الدخان ، طبعا الكلام هذا هو رد على قريش بمن فيهم بني هاشم وتفاخرهم انهم خير من كل الناس وتفاخرهم هو على رسوله فكان الرد من الله بأننا نحن قوم تبع اليمنيون خيرا منهم فاي تكريم واي اعتزاز يجب عليك ايها اليمني أن تكون من قوم تبع ام تكون تابع زيد أو الشافعي ان تكون هويتك التي تعتز بها وتعليها تنسب للتابعه والتي تعرف بالهوية اليمنية وأن تكون من قوم زيد والشافعي الذين جعلت منهم هوية لك ، وجعلوا منك عبدا لبني هاشم
وفعلا قوم تبع هم خير بما قدموا للعالم من إرث حضاري في كل مجالات الحياة وهم خير لرسول الله فهم من اووه ونصروا وهم من اخضعوا قريش له ، وهم من حملوا رسالة الله إلى كل الدنيا ، هم خير بفعلهم وليس بأشكالهم ولا حتى بانتسابهم الى رسل الله وانبيائة من نوح وهود وووووووو الخ.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال