منتدى معد كرب القومي
د. ياسر الشرعبي
مصطلح (تجنيد الأطفال) حين يطلق أو يسمع يجعلنا في اليمن نستدعي أمورًا كثيرة، يأتي في مقدمتها المواثيق والأعراف والقوانين الإنسانية والدولية والمنظمات المتخصصة في هذا المجال، لنضعها أمامنا في محاكمة صورية لمسنيها وتقصيرهم عن حماية أطفالنا من الانتهاكات الحوثية؟ ولماذا يصمتون وهم يرون ويسمعون ويشاهدون أعداد الأطفال الذين جندهم الحوثي، وقتلوا أو أسروا وأعيد تأهيلهم وتسليمهم إلى أسرهم بالتنسيق مع الصليب الأحمر؟ ويستدعي مصطلح (تجنيد الأطفال) مشاهد أطفال اليمن وهم يستدرجون إلى المعسكرات الصيفية والدورات وأسرهم تقف في طوابير المساعدات الإنسانية تنتظر المخصص لها من المنظمات ليمر عليهم من لا إنسانية لديهم من مشرفي الحوثي ويطلبون منهم أحد أطفالهم للتجنيد والمشاركة في الجبهات كشرط للمساعدة واستمرارها، مستغلين حاجتهم وفقرهم. يستدعي مصطلح (تجنيد الأطفال) الجماعات الإرهابية كلها واشتراكها في انتهاك المواثيق الدولية، واستغلالها الطفولة وتجنيد الأطفال، وتقديمهم وقودًا لمعاركهم وعملياتهم الإرهابية، واتفاقهم على تعبئتهم بالحقد والكراهية، وخداعهم بالشعارات الكاذبة، وإيهامهم بقتال الكفار، في ظل غياب قيم الإنسانية لديهم، وهو ما عرفت به ميليشيا الحوثي في اليمن وأخواتها من الرضاعة الإيرانية من الجماعات الإرهابية. يستدعي مصطلح (تجنيد الأطفال) تباهي الجماعات الإرهابية بقتلاها من الأطفال المجندين، ونشر صورهم، وإجبار أهاليهم على الاحتفاء بمقتلهم، وبث الزغاريد، منتهكين كل حقوق الإنسان، وفي ظنهم أن الشعب سينسى تلك الممارسات.
يستدعي مصطلح (تجنيد الأطفال) المشاهد الجماعية لصور الأطفال المجندين الذين قتلوا في معارك ميليشيا الحوثي، وانتهى بهم الأمر على جدران المؤسسات وفي الشوارع للمتاجرة، وافتتاح المقابر الجماعية والتباهي بها، وكلها شواهد على انتهاك الحوثيين لحقوق الأطفال وعدم الالتزام بالمواثيق الدولية. يستدعي مصطلح (تجنيد الأطفال) صور المدارس التي دمرها الحوثي وأغلقها ليغلق باب الوعي ويفتح طريقًا إجباريا إلى المعسكرات لاستقبال الأطفال وتدريبهم على الأسلحة ليصبحوا أداة تهديد للمجتمع. الحوثي يجند الأطفال ويتباهى بذلك، لكن التساؤل: لماذا يصمت العالم وفي مقدمتها المنظمات الإنسانية العالمية؟
التعليقات 0:
تعليقك على المقال