تفاصيل المقال

معركتك الخاسرة..ليست معركة القدس

معركتك الخاسرة..ليست معركة القدس

عبد السلام محمد

عبد السلام محمد

 

‏يدرك الحوثي وجماعته أن بقاء سلطتهم على صنعاء غير مستمرة، وستسقط في أي وقت مع الظروف المحيطة بحلفائهم الإيرانيين، الذين فقدوا نفوذهم إلى الآن في معقلين أهم من اليمن، هما بيروت ودمشق.

 

ففي سوريا ولبنان يتمركز المحور الإيراني تحت ما يعرف بمحور المقاومة، فيما جماعة الحوثي بالنسبة لإيران جبهة مساعدة للمحور، وسقوطها تحصيل حاصل.

 

لكن رغم ذلك سيواصل الحوثي النكران، ولن يختار الطريق الأسلم ، الاعتذار للشعب وتسليم السلطة في العاصمة صنعاء للحكومة المعترف بها دوليا، وحل الحركة المسلحة، وتأسيس حزب سياسي، مع القبول بعدالة انتقالية تجبر الضحابا.

 

الحوثي يراهن على متغيرات لمنع سقوطه بالقوة ولن توفر هذه المتغيرات في ظرف عام من الآن، حيث سنشهد تفكك الحشد الشيعي في العراق وضرب المفاعلات النووية الإيرانية.

 

بين فينة وأخرى يحاول الحوثي استفزاز الخارج بضرب السفن المدنية والعسكرية في ممرات الملاحة الدولية، بهدف تلقي ضربات، آخرها ضرب محطات الطاقة في العاصمة صنعاء، وكل ذلك في سبيل التسويق أن عدوه أمريكا، لإبطاء سقوطه، وحتى تكون الأضرار كبيرة، ركز الحوثي على تحويل الموانىء ومخازن الوقود ومحطات الطاقة الكهربائية إلى مخازن للسلاح وقواعد للصواريخ ليتم استهدافها.

 

على الحوثي أن يدرك أن العالم يناقش ما بعد سلطته، فلماذا يزيد في الكلفة وهو حتما آيل للسقوط؟ 

 

هل أنت أذكى من إيران عندما كانت تقول أن سقوط نظام الأسد يعني سيطرة الإرهابيين؟ وجعلت من ملف سوريا ملفا معقدا لا يتوقع أن يتم حله، ورغم ذلك ذهبت كل التعقيدات بسقوط نظام الأسد تحت أقدام السوريين!

 

فتحويل انقلابك وظلمك واضطهادك للناس إلى معركة القدس الوهمية، لن يمر بسلام على الشعب اليمني، فهم يشعرون أن بقاءك هو بقاء الفوضى والتدمير، وتحويل اليمن إلى ساحة معارك بين الكبار واستدعاء للاحتلال !

التعليقات 0:

تعليقك على المقال