أقيالنا أين أنتم؟
منتدى معد كرب القومي
د. لمياء الكندي
مضت علينا أسابيع إن لم نقل شهورا ثلاثة أو يزيد والمساحة الثقافية والفكرية للأقيال شبه غائبة ولا أقول مغيبة لأنهم أكبر من أن تلهيهم ظروف أو تشغلهم سلطة أو يسكتهم حزب أو يغلبهم تحدٍّ خارج مشروعهم الوطني الكبير.لا مبرر لخلو الساحة الثقافية والفكرية لتيار الأقيال غير فقدانهم الجزئي بالشعور بقضيتهم حاشاهم وهم المدافعون عن حرم الثقافة والثورة والاستقلال والحرية.وهم الرعيل الجمهوري الأول الذين تصدوا لحركة التمرد الإمامية ووقفوا ببسالة أمام شيطان كهنوتها الأعظم.أقيالنا... إكليلاتنا...نحن أمام مسؤولية جماعية لنفض غبار ما يزيد عن ألف عام من القهر السلالي الذي ربت على أكتاف اليمنيين وتحرير عقولنا وبيوتنا ومساجدنا ومدارسنا من تسلط الخرافة الإمامية عليها.نحتاج لكل شاعر وكل ناقد وكل كاتب وكل خطيب وكل جندي وكل عامل وكل حاضر وكل غائب وكل شاهد ومؤيد منكم ومنكن لنصارع غلمان طهران وعبيد قم وسدنة آل بيتهم الخرافي بالفكر والنشاط الثقافي والديني والسياسي والعسكري.أين هي منتديات الأقيال وأين حراكهم الفكري؟ لماذا بتنا نشاهد فقدان حيوية النشاط في الأندية والمؤسسات والكيانات والمبادرات الشبابية التي تراجعت جهودها في توعية الشعب تجاه عدوه السلالي بامتداده الإيراني.ولصالح من تم قطع الدعم للعناصر والكيانات الشبابية الفكرية والوصول بأصحابها إلى حالة من الإحباط بغية الوصول بالفكر القومي اليمني إلى حالة من الركود ثم التململ ثم الغوص في نوم عميق ليؤول بهم المطاف إلى النسيان.أقيالنا اكليلاتنا: إن كل فكرة تمر بمراحل حتى تتحقق وهي التعريف والتكوين والتنفيذ وتظل الجامعات هي المنطلق لنجاح الأفكار في المشاريع النهضوية التنموية فأين جامعاتنا منها وأين الحراك القومي فيها.. لماذا انحرفنا عن قضيتنا الكبرى في حربنا مع قوى الهكنوت والشر، للنصرف إلى دائرة مفرغة من الصراع والتنافس والنقد الديني والشخصي والحزبي الضيق للغوص في جدل بيزنطي يفسد ولا يصلح.أين نحن من حركة النقد والبناء والتنوير القومي في جامعة إقليم سبأ وجامعة حضرموت وتعز وعدن وغيرها.أين منتدياتنا القومية في تركيا ومصر وماليزيا وسنغافورة؟ أين أنشطة المؤسسات الثقافية والفكرية الرسمية وغير الرسمية في سبيل الانتصار للقضية.أين الإنتاج الفني والأدبيةوالفلكلور الشعبي الكثيف والمتتابع المجسد للفكر والهوية الوطنية، أين الضغط على المؤسسات الاعلامية الرسمية والحزبية في تبني الخطاب القومي وإقامة البرامج والانشطة الفكرية الثقافية لإعداد البنية التحتية لقيام الدولة القومية في اليمن.أين نحن وقد أقبلت الإجازة الصيفية فشحذ لها عدوكم الخرافي إعلامه وفقهاءه وكهنته وشيوخه وشبابه لينسفوا من عقول أطفالنا هويتنا الحضارية الكبيرة، ويزرعوا بذور الولاء السلالي والارتهان لمشاريع التدمير الفارسية، وليعمروا في بنيان الجهل والخرافة على صرح تاريخكم وحضارتكم العريقة ما شاءوا، فأين أنتم والعدو يجرف الهوية الثقافية ويمارس الإبادة الفكرية في المجتمع تحت سيطرته بآلياته الإعلامية وكهنته السلالية وأبواقه العنصرية من دورات ثقافية إلى مراكز صيفية الى إحياء فعاليات طائفية. أين صوتنا في الإذاعات، أين حضورنا في القنوات، أين مقالاتنا في الصحف، أين موقعنا من مراكز الأبحاث وصناعة القرار.نحن لسنا حالة عابرة ولا مجرد ردة فعل طائشة أو مجرد حملة الكترونية على تويتر أو الفيس.نحن لسنا الحزب ولا القبيلة، لسنا القرية ولا المدينة، نحن كل هؤلاء، نحن اليمن الكبير بكل انتمائه بكل أحزابه وقادته ورجاله ونسائه، وبكل مدنه وتاريخه وثوراته.. نحن باختصار الثورة والجمهورية. اقيالنا أين أنتم؟
التعليقات 0:
تعليقك على المقال