تفاصيل المقال

الكيـان الهـــــــاشــــمي وازمـة الــــهويــــه

الكيـان الهـــــــاشــــمي وازمـة الــــهويــــه

منتدى معد كرب القومي

منتدى معد كرب القومي

الكيـان الهـــــــاشــــمي وازمـة الــــهويــــه ،

الــمـحــــــــــــــرر السيـاسي

لقد ثبت منذ القديم أن الأرض تحمل هوية من يستقر عليها، أو يعيش عليها، فنقول هذه بلاد العرب لأنه يستقر عليها ويسكن ويعيش عليها أبناء العرب ، كما نقول هذه بلاد فارس، أو بلاد الإغريق، وهكذا …الخ، فكل بقعة من بقاع الأرض حملت هوية شعب أو أمة وجدت واستقرت عليها وطورت هويتها وثقافتها على سطحها عبر حقب تاريخية متلاحقة دون إنقطاع بحيث أصبحت تحمل رموز هويتها الثقافية والاجتماعية والسياسية مع مرور الزمن. ان اقتلاع
هوية ما عن سطح بقعة معينة من الأرض بأسم الهويه الايمانيه ، يتضمن فعلاً اجرامياً لا أخلاقياً ولا إنسانياً عبر التاريخ، لأن ارتباط الإنسان بالأرض وبالوطن الذي نمت وترعرعت فيه وعليه هويته وشخصيته تعدُ علاقة من أقوى العلاقات التي يجري نسجها بين الإنسان والمكان، وتأخذ طابعاً قدسياً سرمدياً يجسد مفهوم الوطن والمواطنة، بكل ما يعنيه هاذان المصطلحان من معنى، فمن هنا يشتركان في اسم واحد يجسد هذه العلاقة الإندماجية بين الإنسان والمكان، فنقول فرنسا والفرنسيون، وإيطاليا والإيطاليون، وكذلك نقول اليمن واليمنيون … الخ.

من هنا يتبلور الصراع في اليمن على الأرض وهويتها، منذ بدأت الحركة الهاشميه الاحتلاليه مع قدوم يحيى الرسي ومن بعده الائمه وحتى يومنا هذا تحيك الحركه الهاشميه خيوط أهدافها الجهنمية في صياغة هوية قومية للهاشميون على اختلاف انتماءاتهم في عملية جراحية لا أخلاقية، تراوحت وسائلها ما بين الترهيب والترغيب الديني ، لتخلق حالة من التمايز بينها وبين اليمنيين اصاحب الارض ، مبنية على أسس من الاختلاف وزرع بذور الكراهية ضد كل ماهو يمني لتكوين هوية ملتبسة وناقصة ومتناقضة مع ذاتها لسلاله هاشميه لا يربطها تراث أو ثقافة أو هوية باليمن سوى الإدعاء الديني بالحق الالهي ، واشتراكها في أنها مختلفة مع اليمنيين ، وتسود عندها روح الكراهية لهم والتميز عنهم ، حتى يسهل أولاً عملية طمس الهويه اليمنيه واستبدالها بالهويه الهاشميه (الايمانيه) من خلال القيام بعملية تجميعها وتركيبها، في قالب اجتماعي وسياسي وثقافي وسلطوي معقد ، بعيداً عن أسس التطور العادي والطبيعي لأي مجموعة بشرية تفاعلت فيما بينها فوق بقعة من الأرض وتكونت هويتها وهوية تلك البقعة من الأرض عبر حقب متلاحقة من الزمن.

اليوم وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على عدوان الحركه الهاشميه وحلفائها الايرانيين على اليمن الأرض والشعب والهوية فلا زال (الكيان الهاشمي ) يعاني من أزمة الهوية لأنه لم يستطع أن يفك العلاقة المقدسة والسرمدية التي ارتبط بها اليمنيون بأرض اليمن ، أو يقضي على هويتهم وتطلعاتهم الوطنية والقومية، فاليمنيون لا يعانون من أزمة الهوية كما أن أرض اليمن لا تعاني من أزمة الهوية أو الانتماء، ولذا تدرك الحركة الهاشميه أن أزمة الهوية لكيانها قائمة ومستمرة ومتواصلة وباقية، ما بقي اليمنييون فوق أرضهم أو حتى فوق جزء منها، من هنا نفهم أسباب مواصلة الكيان الهاشمي لسياساته الجهنمية وغير العقلانية تجاه اليمن الأرض والإنسان والهوية، في محاولة يائسة لفك هذه العلاقة التي أعطت الإنسان اليمني هويته، كما أعطت الأرض اليمنيه هويتها الثابتة،

التعليقات 0:

تعليقك على المقال