سفينة صافر وكهرباء الحديدة .. استهانة الحوثي بتهامة !!
منتدى معد كرب القومي
يحيى الثلايا
لأصوات تتعالى من تهامة خلال هذا الصيف الساخن كاشفة عن مواجع مهولة يواجهها أهلنا في مدينة الحديدة والمديريات التهامية الواقعة تحت سيطرة الميلشيات الحوثية، بينما هي لا تبدي تجاههم أي مسؤولية أو أدنى شعور يدفعها للقيام بواجبها كسلطة أمر واقع.
الميلشيات الإمامية تقوم فكرا وسلوكا وتاريخا على العنصرية في كل جوانبها، لكن بشاعة عنصريتها تجاه تهامة هي الأنكى والأكثر سفورا يبلغ حد الاستهتار الوقح، تهامة أرض مستباحة وميدان فيد في نظرهم قديما وحديثا ولا يستحق أهلها حتى مراعاة مشاعرهم.
إيرادات ميناء الحديدة تتجاوز مئات المليارات ودخل إليها خلال الشهرين الماضية أكثر من عشرين باخرة نفطية، وحل مشكلة الكهرباء طيلة هذا الصيف التهامي لن يكلف العصابة الحوثية أكثر من عائدات تجنيها من باخرة واحدة.
لكنها تستهين بأبناء تهامة بشكل بشع، بدلًا من المعالجات ذهبت لاستحداث مصدر جبايات جديد فرضته على أبناء تهامة، أنشأت ما سمته (صندوق دعم كهرباء الحديدة)، توفرت فعلا موارد مهولة من المال التهامي، وبعد ذلك هربت هذه الأموال الى صنعاء.
ليس هناك حصار ولا عجز مالي، لكنه استخفاف عنصري.
لماذا لا تواجهون حل أزمة الكهرباء في الحديدة حتى بالوقود المخزن منذ بداية الحرب في خزان سفينة صافر؟!
في خزان صافر العائم أكثر من مليون برميل نفط، السفينة هذه ترسو على مرمى حجر من مدينة الحديدة، الخزان متهالك بلا صيانة وقد ينفجر في أي لحظة وفي حالة تسرب النفط من الخزان يصرخ كل العالم أنه سيخلف أكبر كارثة بيئية في تاريخ البحر الأحمر والمنطقة.
لكن الحوثيون يستهترون بكل شيء في تهامة، جعلوا من الخزان قنبلة تهديد تبتز العالم "وتعامسوا" عن كل الدعوات الدولية لإنقاذه، لا مشكلة لديهم ابدا أن تحترق تهامة وتتلوث بحرا وبرا حتى لو فني آخر تهامي!!.
الغضب والاحتجاج الذي يتعالى من تهامة يستحق الالتفات له فهناك بشر يشويهم هذا الصيف اللاهب، بينما في سفينة صافر الرابضة أمام أعين الناس حل جذري لكهرباء تهامة لهذا الموسم ومواسم كثيرة قادمة.
للمجتمع الدولي: هل تستحق تهامة نظرة إنسانية تحل بها مشكلتين بخطوة واحدة، مواجهة خطر سفينة صافر الكارثي، وإسعاف الناس بمخزونها وقودا لمحطات الخديدة.
أما للحوثيين فسوف نخاطبهم اضطرارا بلهجة الجباية التي يجيدونها:
اسرقوا مخزون سفينة صافر، واجعلوه لمحطات الكهرباء التي تديرونها أو يمتلكها هواميركم، ووفروا الكهرباء بيعا للمواطن التهامي، ثم زايدوا أمام للعالم أنكم تخلصتم من تهديد وكارثة التلوث الوشيكة.
كل ذلك سيحقق لكم موارد إضافية مغرية.
وليس عيبا ولا جريمة والله أبدا إن كان ذلك سيخفف حرارة الصيف عن أبناء تهامة.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال