تفاصيل المقال

كيف حول الهاشميون اليمن من مجتمع أكبر حضارة إنسانية في التاريخ إلى مجتمع السادة والرعية..!

كيف حول الهاشميون اليمن من مجتمع أكبر حضارة إنسانية في التاريخ إلى مجتمع السادة والرعية..!

منتدى معد كرب القومي

منتدى معد كرب القومي

*مصطفى محمود

من المعايير التي اعتمدها الإماميون في اليمن ، التمييز بين الناس ، هو معيار النسب ، فهناك وفق هذا المعيار مجموعتين من الأنساب ، مجموعة النسب الرفيع التي تشمل أنساب المتوردين الهاشميون ، ( الذين ينتسبون لما يسمى بآل البيت)، ومجموعة النسب الوضيع ويقصدون بها اليمنين الذين يطلق عليهم مصطلح (القبائل ) أو (العوام). وتنقسم مجموعة اليمنيين ، وفق معايير السلالين إلى خمس مجموعات اجتماعية (القضاه ، المشائخ ، الفقهاء ، القبائل ، المزين ، المهمشين (الأخدام) .. الخطورة والكارثيه أن السلطة الإماميه الكهنوتيه ضبطت سلوك المجتمع اليمني على إيقاع هذه العنصريه ، بحيث أصبح ، وجود الإنسان اليمني فوق أرضه محدد بنسبه وطبقته ، فيضبط اليمني سلوكه وأفعاله ومماراساته اليومية والمعيشية وفق نسبه وطبقته ، فمن ينتسب للهاشمين يمارس تفوقه وأفضليته ، على اليمنين بشكل عام ، حتي على كبار القوم ، فلا يقبل بمصاهرة اليمني حتى وأن كان مكافئاً له في نواحي أخرى ( مع أنه لا مجال للمقارنة بين أصحاب الأرض أحفاد الملوك والتبابعة من سكنوا القصور العوالي وبين رعاع قريش من سكنوا القفار والبراري)، كما أن الهاشمي يحضى ، أيضاً بامتيازات أخرى مشابهة لامتيازات الإقطاعيين في العصور الغابره ، مع مرور الزمن تطبع المجتمع اليمني مع هذا النظام العنصري ، و أصبحت العنصرية الهاشمية ، المفروضة من سلطات الأئمة الهاشميين ، ثقافه اجتماعيه ، وأصبح أغلب اليمنيين مقتنعين بدونيتهم ، متقبلين وراضين ، بما فرضته عليهم السلالة الهاشمية من ثقافة عنصرية، والتي تحولت مع مرور الزمن إلى عادات وتقاليد ، يقبلونها اليمنيون ، تجاه أفراد السلالة الهاشمية، مثل مناداة المتورد (الهاشمي) بلقب ( السيد، أو سيدي ، وللهاشمية الشريفة أو ستي ) وتقبيل يديهما وركبتيهم والتذلل لهما وما إلى ذلك من الدونيه.وعلى الرغم من أن الكثير من هذه السلوكيات تبدو طوعية ( أي أن الفرد غير مجبر على ممارستها خصوصاً في العهد الجمهوري )، إلا أن ثقافة المجتمع وأرثه العبودي المتستر بثوب الدين تجعل هذه السلوكيات أقرب ما يكون الى الإلزام ، فلا يمكن للفرد التخلص منها بدون أن يتعارض مع أنساق هذه الثقافة وأعرافها الاجتماعية ، وبالتالي لا يجب الاستهانة بهذا الأمر وعتباره أمراً شكلياً على أساس أنه غير مرتبط بإطر قانونية أو شرعية ، فما دامت هذه الظاهرة موجودة ومتغلغلة في منظومة العادات والتقاليد اليمنيه ، تفعل فعلها في مجتمعنا فهي بالتالي تمثل إستمراراً لثقافة التمييز العنصري وإستكمالاً للإرث الإمامي السلالي العبودي الذي تحييه جماعة الحوثي السلالية بشتى الوسائل وتعيده للواجهة من جديد وبقوة ، الأمر الذي يدعونا إلى العمل بجد للقضاء على هذه الظاهرة الشائنة والمسيئة لسمعة اليمن الذي اقامت على أرضه أعظم حضارة إنسانية في التاريخ ، وتحقر قيمنا الانسانية العظيمة. وحتى نكون جزاءً حقيقياً من العالم المعاصر ونلتحق بركب التطور العلمي العالمي.

التعليقات 0:

تعليقك على المقال