الحاجة الملحة لتحطيم الأصنام ومراجعة التاريخ.
محمد العليمي
القيل محمد العليمي
المراجعات التي تتم حول شخصية علي بن أبي طالب كما يفعل مروان الغفوري في كتابه "على مقام الصبا" مهمة وضرورية، على الأقل إن أردنا تخفيف وطأة الحروب على حاضرنا ومستقبلنا.
سوف يكون التاريخ ممتنا فيما لو أضافت المجتمعات والمرويات التاريخية الكثير من الأحداث الأسطورية لشخصية أبي زيد الهلالي أو سيف بن ذي يزن، لأنها شخصيات ليست لها أي استحقاقات سياسية، وبعد موتهم لم تقم حرب واحدة من أجل أحقية سلالتهم في الحكم كما كان يعتقد علي بن أبي طالب وذريته، ناهيك عن أن شخصية أبي زيد الهلالي محض خيال كبرت مع القرون بإضافات الرواة كما يعتقد الكثيرون.
أما شخصية علي بن أبي طالب فعلى النقيض، نحن بحاجة لتفكيك تلك الأسطورة ليس على سبيل نص يدحض نصاً، وإن كان ذلك مهماً، بل على سبيل إعادة تقييم الشخصية ككل مع المنظومة الأخلاقية والقيمية الإسلامية، ونزع الهراء الذي بني حول تلك الشخصية لقرون.
لا يمكن فهم المتناقضات داخل شخصية علي، فحين حاول منع أصحابه في معركة صفين من سبي النساء واغتنام أموال جيش معاوية الطرف المنهزم، انشق الخوارج وقالوا كيف أحللت لنا دماءهم ولم تحل لنا أموالهم، ففاوضهم علي على العودة إلى جيشه قائلا لهم: أُحلُّ لكم دماءهم وأموالهم على أن تُبقوا سيوفكم إلى جانبي !
أيُّهم علي بن أبي طالب؟ هل هو الرجل الذي قرر العمل بمبادئ وأخلاق الحروب في أول حرب أهلية بعد الإسلام! أم أنه ذلك القائد السياسي الانتهازي والمتلاعب والميكافيللي الذي أحل لأصحابه دماء وأموال إخوتهم من المسلمين بعد أن نهاهم عنها.
شخصية علي كما كانت سببا في قرب انتهاء الدولة الإسلامية الناشئة حديثا، هي كذلك سبب لمعاناة طويلة للشعوب والمجتمعات على مدى التاريخ الإسلامي.
في صنعاء قد يتم هدم ثلاثة أسواق أثرية بواقع خمسمائة منزل أثري، وإقامة مزارات دينية شيعية على غرار مدينة النجف العراقية، لأن الحوثيين قالوا إن تلك الأراضي كانت أوقافا لعلي بن أبي طالب.
سيرة علي ليست سيرة أبي زيد الهلالي الذي أمتعنا في الليالي الطوال، بل هي سيرة رجل أسطوري بقي سببا لشقاء أمة لألف وأربعمائة عام.
التنكيل الذي يبديه الهاشميون في حكمهم الماضي والحاضر هو صورة واضحة عن شخصية علي في التعامل مع الخصوم، وإن كان لينين قد قال في القرن العشرين إن الغاية تبرر الوسيلة فإن الهاشميين جميعا بدءا من علي بن أبي طالب قد مارسوها عمليا قبل ذلك بقرون.
نعم لهدم هذا الصنم الذي بناه الهاشميون ليجعلوه مطيتهم في الوصول إلى الحكم، أيا كان شكل هذا الوصول.
المهم أنهم أبناء علي وعلى الأمة أن تمنحهم كل شيء، لأنهم تلك النطفة المقدسة كما هي ممتلئة في كتبكم.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال