تفاصيل المقال

"الجدلية التاريخية لحركة الأقيال.."

"الجدلية التاريخية لحركة الأقيال.."

ابو اشيد مشرح

ابو اشيد مشرح

 

 

ابو اشيد مشرح

 

دخل اليمنيون الإسلام رغبة لا رهبة مجرد أن عرفوا عن خبر بعثة النبي محمد وعن الرسالة الجديدة جائت الوفود اليمانية الى مكة لتعلن اسلامها وهي على ماهي عليه من آبهة الملك وقوة الجاة والسلطان فالملك الأشعث بن قيس وفد على النبي مع قومه وعليهم حلة الملك عاتبه النبي فخلع رداء الملك بين يدي رسول الله عندما اشار له بذلك وكان تعالي الشخصية اليمانية وافضليتها حاضراً حين ضرب رجال الأشعث أعرابي من قريش وسأل الأشعث في فقال "اتتكافؤ دماوؤنا" يقصد بذلك ملوك اليمن واعراب قريش..
وفي نفس الفترة وفد الملك الكندي وائل بن حجر فعظمة النبي وفرش له ردائه جاء معلن اسلامة وقومة وعند عودتهم الى ديارهم ارسل النبي معهم معاوية ابن ابي سفيان ليعلمهم الدين وفي طريقهم..
سأل معاوية الأمير الكندي.. أن يشاركة في راحلته فرد عليه قائلاً "لست من ارداف الملوك" ثم سأله أن يعطيه نعله فرد أيضا " انتعل ظل الناقة"….!!
فأفحم معاوية ولم يعترض..

 

انما نبرز هذا الحدثين لنوضح ماكان لليمانية القحطانية من مآثر وتميز ومفاخر على العدنانية لا احد ينكرها او يتجاهلها جاء الإسلام فأبطلها واقر اهل اليمن بذلك ورحبوا بالمساواة.

 

"" الجدلية التاريخية لحركة الأقيال """

 

1-المرحلة الأولى في أرض قريش

 

إن حركة القومية اليمنيةـ أقيال ـ ليست وليدة اللحظة، هذه الحراك الفكري المتمرد النزق بعض الشيء…!؛
تمتد جذورة الى فجر التأريخ الإسلامي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حين أجتمع المسلمون على أمرهم في سقيفة بني ساعدة وماحصل فيها من إنقلاب من قبل قريش وإصرارهم على إستبعاد الأنصار اليمنيين من الأمر بل و تنكروا لدورهم ووضعوهم خارج حساباتهم السياسية وتم إستثناء زعيم الأنصار وسيدهم سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه وكان من المرشحين لخلافة أمر المسلمين وتم قتله بعد رفضه مبايعة أحد من من قريش
فقال في ذلك:(("" والله لا ابايع قرشياً أبداً.))
" فكانت هذه الكلمة سبب مقتله كأول عملية اغتيال سياسي في الإسلام..

 

وأشيع خبر مق تله بطريقة درامية جداً تذكر أنه(( كان يتبول واقفاً فأتاه سهم من أحد مردة الجن-))….!!
حسب رواية قريش
وسعد كان من السباقين في الإسلام ونصرة الرسول الكريم

 

مروراً بالفترة الزمنية المعاصرة لخلافة أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب أي الطور الأول لإرساء قواعد الإمبراطورية العربية الإسلامية التي ستبتلع الآفاق وتؤسس للعهد الجديد للدولة المحمدية..

 

حينها كان عماد هذه الدولة الجديدة الفتية هم الأقلية القرشية التي هاجرت مع الرسول من مكة وهم من المستضعفين ومسلموا بعد الفتح والأكثرية اليمانية من الأنصار والقبائل اليمنية الوافدة لنصرة الدين الجديد وحمل لواء الرسالة…
فكان اليمنيون بأغلبيتهم هم ركيزة الجيش الإسلامي وقوامة وعتادة بهم أنتصر الدين في أضعف مراحلة، فقد قوية شوكة المسلمين بإنضواء العنصر اليماني العسكري بطبيعته الحربية وشكل رافداً قوياً للفتوحات الإسلامية وخاض غمار المعارك الحربية بقدرة وتمكين..

 

وأندغم اليمانيون وهم أصحاب حضارة وملك منسجمين بل وتماهو في غمار الدولة الجديدة بكل رغبة وحب ايمان منهم بالدين الجديد وزهد عما سواه وغضوا الطرف عن ممارسة

 

وتظهر بوادر النزوع اليمني وهذا التذمر من إقصاء الشخصية اليمنية وتهميشها مقابل هيمنة العنصر القرشي على التربع في الهيكل الإداري حتى في هرم القيادة العسكرية للجيش الإسلامي وحرمان العنصر اليمني من المناصب القيادة التي يستحقها عن أحقية قيادية وكفاءة حربية..
فهذا الفارس اليماني المخضرم عمرو بن معدي كرب الزبيدي يفصح عن هذا النفور والإحساس بالظلم بعيد معركة القادسية في العهد الفاروقي حينما تم تجاهل فارس بحجمه مقابل شخصية حديثة العهد بالحرب والفروسية مثل سعد بن ابي وقاص ليكون على هرم إمارة الجيش في القادسية وهو متمارض في خيمته بينما عمرو بن معدي كرب هو الذي أخذ زمام الأمور في الميدان وكان نقطة التحول في المعركة ليتحول الميدان من الإنتكاسة الى نصر مبين..

 

فقال ممتعضاً في ذلك:

 

أخوض بباب القادسية معلماً
وسعد بن أبي وقاص علي أمير

 

ولم يقف عند ذلك الحد بل وصل الحد الى تعميم هذه النفور من قريش كلها وسياستها في الإستأثار بالأمر والأرزاق ويقصد هنا عرقية الإمارات والمفاضلة في توزيع الغنائم…!!
حين قال:

 

نعطى السوية في طــــــعن له نفد
ولا نساوى اذا تعطى الدنانير
وإن نمت يـــــوماً دون سيـــدهم
قالت قريش الا تلك المقادير

 

وعلى الرغم من مركزية الحكم التي برز فيها للظاهر التعصب العرقي للشخصية القرشية وتجاهل الشخصيةاليمنيه على حسابها.

 

توضيح مهم

 

هذا العرض التاريخي لسلسلة من الأحداث التي ستكون شاهداً على مأساة اليمن واليمنيين وعقدة قريش التاريخية تجاههم…

 

ليس بقصد الإساءة إلى مرحلة زمنية معينة من التاريخ الإسلامي ولايقصد التشوية برمز من رموز الدين من أي الفرق المتصارعة سياسياً ومذهبياً..
ولا يقصد منه أيضا إثارت الأحقاد والضغائن وبعثها من تلك الحقب التاريخية الماضية ..
بل القصد هنا توضيح حجم وسلسلة المعاناة التي تجرعها اليمنيون وماقدموه من تنازلات في كل المراحل حرصاً على الدين وتمسكاً به وتحملوا نتائج أخطاء قريش الفادحة..!!

 

لقد تحول الإسلام بالنسبة لقريش من رسالة إنسانية عالمية الى نظرية سياسية- عرقية- لتثبيت سلطة- قريش- عبر إقطاعيات متعاقبة لسلالات محدده.. تنتمي اليهم

 

حيث تجاوزت مراحل الإجتهاد والإختلاف الفقــــــهي وتصارعت فيما بينها سياسياً وعسكرياً بدايةً منذ الصراع البيني بين البيتين القرشيين (السفياني-الطالبي) الذي أسس لمرحلة دموية من التاريخ الأسلامي يعاني منها الموروث الديني حتى اليوم..

 

نال اليمنيون نصيباً كبيراً من المعاناة نتيجة تخصيص وتطييف الإســــــــلام في تلك المرحلة التي أنقسم بها المسلمون الى جماعات وعشائر مذهبية متناحرة فيما بينها أُرتكبت فيها أبشع المجازر وازهقت الأرواح وسالت أنهار من الدماء وكان اليمنيون وقود هذه الحرب كغيرهم من المسلمين….!!

 

وندخل الى الفترة الزمنية الأكثر حساسية بالنسبة..
وهي ظهور الهادوية الزيدية التي تنسب نفسها الى الذرية العلوية الهاشمية جاءت الى اليمن كجماعة شردها الصراع القرشي ونكل بها وأمعن فيها القتل والإظطهاد فلجأو الى قبائل اليمن وجبالها فآواهم اليمنيون وأطعموهم واحسنو ضيافتهم…..!!
فعندما أمنوا على أنفسهم ووجدوا من الفراغ مايؤهل لإستدعاء عقدتهم الطائفية ونزوعهم للسلطة والتسلط وإستراداد حقهم المسلوب من ابناء عمومتهم" حسب زعمهم…
شرعوا في إنشاء مدارسهم الفكرية التي تدعوا الى إقامة إمبراطورية الآل تحت مسمى "الولاية" وتحولوا تدريجياً حتى قذفت بهم الظروف الى سدت الحكم وتسنت لهم السيطرة والإستحواذ على مقدرات وثروات أرض سبأ وحمير وفرضوا أنفسهم على المجتمع اليمني قسراً….

 

تلاقت طموحاتهم المذهبية مع الأطماع الإستراتيجية للصفوية الفارسية التي تحالفت معهم وشكلوا تحالفاً-جيواستراتيجي-مذهبياً على الطريقة الجارودية مكنهم من فرض السيطرة على اليمن لقرون متتالية خضعت فيها اليمن لحكم سلالاتهم الإمامية المتعاقبة فكشرت أنيابها وخاضت حروباً ضد اليمنيين أنفسهم أصحاب الأرض و أذلتـــــهم وأستعدتهم دون غيرهم

 

ولازالت حتى اليوم تمتـــهن وتتسيد على أحفاد الملوك والأقيال والمكاربة الأذواء وتفرض الوصاية عليــــهم بأسم الله والسماء عبر خرافات آل البيت وتسخرهم كعبيد لها ولمشروعها السلالي العنصري.
قاصدين تحويل أقدم حضارات التاريخ الى ولاية من ولايات اقطاعية " آل البيت " الهاشمية..
رغم بعدهم التاريخي والجغرافي عن اليمن أرضا وإنسانا وغرابتهم عن موروثها الحضاري الفكري..فكيف اصبحوا اصحاب الحق في هذه المكان الجغرافي ذات العمق الحضاري…!!

 

رغم تعافي كثير من الأقطار العربية من هذا المرض الخبيث حتى مسقط رأس الأسلام ومهده الأول..!!
والنقطة الجغرافية التي يفترض أن تكون موطن اجداد سلالتهم رفضتهم بل ولفظتهم الى غبار التاريخ..

 

بينما لازالت أضافر هذه السلالة الخبيثة تنهش في جسد اليمن واليمنيين حتى اللحظة..

 

ولازال هذا التحالف الهادوي الصفوي ضد أقــــــيال اليمن قائماً الى اليوم ويشكل خطراً ليس على الهوية اليمنية فحسب انما على الهوية العربية بشكل عام.

التعليقات 0:

تعليقك على المقال