مغامرات العائلة
أحمد ردمان
د. أحمد ردمان
حينما يتم دفع الغير للسير في طريق الخطر لحساب رغبات الدافع الذي يعيش في مأمن من ذاك الخطر؛ فإنه لا يتوقف عن المغامرات كونها لا تجلب عليه الضرر ولا تصيبه عواقبها، وحينها يتلذذ بنجاح بعض المغامرات ويوظفها لصالحه، بينما لا يرتدع من فشل البعض الآخر كونه يعيش بعيدا عن نارها.
لقد قام السلاليون باستخدام هذه المنهجية لتحقيق مآربهم بدماء اليمنيين، إذ شحنوا الجانب الجهادي في الشخصية اليمنية وفقا لرؤية سلالية، فاندفع الكثير من اليمنيين إلى ساحة المعارك مع إخوانهم ظنا منهم أنهم في صراع مقدس خاصة في ظل التغرير السلالي بمصطلحات العدوان والدفاع عن الأرض ومقاومة مشاريع القوى المهيمنة، وغير ذلك من الاساليب التي تفنن الكهنة في تسويقها.
لقد انطلقت السلالة ترمي بسهامها في كل اتجاه دون اعتبار لمآلات ما تقوم به، إذ كيف لها أن تحسب لدماء غيرها حسابا أو كيف لها أن تلقي لغير وطنها بالا أو كيف لها أن تعير لأموال الشعب اليمني اهتماما، فهي تغامر باتخاذ القرار الطائش دون أن نتحمل تبعاته لعلمها أنه لن يطالها شره ولن يحرق ثيابها شرره.
تلك معادلة فلسفية لقراءة الصراع من طرف عيال الرسي، لكن الحقيقة التي يجب أن يعرفها السلاليون أن الوضع قد اختلف بفعل الوعي الجمهوري المتنامي في أوساط اليمنيين، وبالتالي فإن مغامراتها هذه المرة لن تسلم من شرها، كون المجهر الجمهوري أضحى دقيقا في تشخيص أسباب الداء، وأصبح يعرف الأقواس التي تنطلق منها سهام العائلة، ولم يعد يجدي تمترسها خلف غيرها أو تخفيها عن الأعين الراصدة لأساليب بغيها.
لقد أصبحت الكنى السلالية منبوذة لدى اليمنيين، وأضحت التهمة هي الأصل، وعلى كل متهم بالانتساب الكهنوتي أن يبرأ ساحته لتثبت براءته.
إن بداية الطريق نحو معاقبة السلالة على مغامراتها القديمة الحديثة يتمثل في الوعي بألاعيبها، والرصد لتحركاتها، والعزيمة على اجتثاث أورامها، وهذا ما هو ملحوظ في ثقافة اليمنيين المتجددة، والتي نضجت على جمر الأحداث المتوالية التي أشعلت نيرها سلالة الدجل، وأذكى شررها الغزاة الساسانيون
التعليقات 0:
تعليقك على المقال