تفاصيل المقال

خط المسند.. سفِير الحضارة والهوية اليمنية

خط المسند.. سفِير الحضارة والهوية اليمنية

بلقيس

بلقيس

 

 

بلقيس

 

حراك وتفاعل يمني لإحياء خط المُسند بالتزامن مع اليوم العالمي للّغة الأم، كدفاع شعبي ضد التحريف والتزييف ونهب موروث هذا البلد العريق.

 

يستحق خط المُسند اليمني أن يُطلق عليه لقب السفِير، الذي حمل بين ثنايا حروفه إرث اليمنيين وتراثهم وثقافتهم، وقدمها لكل العالم.

 

حيث لم يقتصر استخدام المُسند على اليمنيين فقط، بل يمكن القول إن أبجدية المُسند اليمني تعد نظام الكتابة الأوحـد والأول في شبه الجزيرة العربية، اشتق منه عدد من الخطوط التي استخدمت في لغات داخلية وخارجية قديما.

 

-بداية ظهور خط المسند

 

وعن بداية ظهور خط المسند، يقول الباحث في التاريخ اليمني، خالد الفرح: "إن بداية ظهور خط المسند كانت في القرن الثاني عشر قبل الميلاد".

 

وأضاف الفرح، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أنه "تم معرفة الحضارة اليمنية القديمة، وما وصلت إليه من الرّقي والتقدم، بواسطة خط المسند والذي لولاه لما تم معرفتها البتة".

 

ويوضح الفرح أن "خط المسند نقل لنا الحضارات اليمنية الكثيرة للدول التي وجدت في التاريخ اليمني، كسبأ ومعين وقتبان وأوسان".

 

ويبيّن أن "خط المسند تم نقله إلى خارج اليمن بواسطة قبيلة كندة اليمنية، والمهاجرين اليمنيين الذين ارتحلوا إلى مصر وبلاد الرافدين وفلسطين".

 

ويفيد الفرح أن "تواجد خط المسند في أي مكان يدل على امتداد الحضارة اليمنية، كتواجد الوكيل التجاري اليمني في مصر، والذي دوّنه الخط المسند هناك باسم ليث بن زيد".

 

ويشير الفرح إلى أن "خط المسند دوّن الفتوحات العسكرية التي كانت تقوم بها الدول اليمنية لمختلف البلدان، كدولة التبابعة، ابتداء من الملك شمر يهرعش وانتهاء بأسعد الكامل، وكذلك مرحلة ذو نواس الحميري، وهي المرحلة التي تسمى بمرحلة التتابعة".

 

وبخصوص الكيفية التي تم بها فك شفرات لغة خط المسند، وأبرز من قام بذلك من اليمنيين، يقول الفرح: "إن خط المسند كان معروفا لدى معظم اليمنيين إلى القرن الرابع الهجري، كما أن الهمداني في كتابه الإكليل تحدث أن خط المسند كان يتناول تاريخ الدول وانتصاراتها العسكرية، والأمور السياسية كذلك".

 

ويفيد الفرح أن "الهمداني يعتبر أول من لفت انتباه اليمنيين إلى أهمية خط المسند، باعتباره حاملا للحضارات اليمنية المتتابعة".

 

-نقش عبَدان

 

من جهته، يقول الباحث في التاريخ اليمني القديم، أبو صالح العوذلي: "إن نقش عبَدان يعد من أكبر النقوش المسندية التي وجدت في الجزيرة العربية، وبعد النفش المصري المتواجد في معبد مأرب".

 

ويوضح العوذلي أن "نقش عبدان يتحدث عن قيل يمني وأبنائه في فترة اضطراب مملكة سبأ وريدان وحضرموت، والذي كان له الدور في إعادة الأمور إلى نصابها".

 

ويبيّن العوذلي أن "نقش عبَدان قام بدراسته مجموعة من المستشرقين اليمنيين، ومنهم الدكتور محمد عبدالقادر باحبيش".

 

ويلفت إلى أن "النقش تحدث عن التفاصيل لإنهاء تلك الفتنة، وحالة التمرد الذي كان يهدد الدولة اليمنية حينها، كما تحدث عن كيفية عودة الأمور لطبيعتها، وبناء المنازل التي هُدمت، وزراعة الأشجار كالبن وغيرها".

 

وبشأن اهتمام المنظومة التعليمية بخط المسند، يوضح العوذلي أنه لا "يوجد أي اهتمام في اليمن بدراسة النقوش المسندية".

 

وقال إن "دراسة هذه النقوش تحتوي على أشياء كبيرة وهامة في الاقتصاد والقانون، كالقوانين الحقوقية في مجال الملكية والشخصية والحياة، وكذلك حقوق المرأة كذلك".

 

ويضيف أن "النقوش تضمنت قوانين تحرِّم وأد المرأة، كما أنها تضمنت القوانين السياسية والحُكم الفيدرالي حينها، وكذلك قوانين التجارة أيضا".

 

ويرى أنه "يجب الاهتمام بدراسة النقوش المسندية، كونها تضمّنت قوانين تنظّم كل شؤون الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والحقوقية والعسكرية، والتي من بينها الخطط الحربية التي بيّنتها هذه النقوش".

التعليقات 0:

تعليقك على المقال