تفاصيل المقال

اكذوبة جمعة رجب

اكذوبة جمعة رجب

علي قاسم البكالي

علي قاسم البكالي

القيل علي قاسم البكالي

 

ابتدع السلاليون في اليمن ما يسمى بجمعة مدعين أنها الجمعة التي أسلم فيها اليمنيون وهو مجرد افتراء دأبوا عليه منذ القرن السابع الهجري بعد أن ظنوا أن اليمن صارت خالصة لهم.
وهم في هذه الأكذوبة منقسمون إلى فريقين:
السلاليون الذين يسمون انفسهم شوافع (سنة) يدعون أن جمعة رجب خاصة بمعاذ بن جبل وأن اليمنيين أسلموا على يده في أول جمعة لوصوله اليمن!
والسلاليون الذين يسمون أنفسهم أزيود (شيعة) يدعون أنها جمعة علي بن ابي طالب وأن اليمنيين أسلموا على يديه.

 

أكذوبة جمعة رجب غير موجودة في أي من المراجع التاريخية أو الحديثية طوال القرون الستة الأولى للهجرة النبوية، أول من ذكرها وأشاد بها هو ابن المجاور المتوفى سنة 690 ç في تاريخه حيث وصف اجتماع الناس في جامع الجند في أول جمعة من رجب وأن الجامع يضيء بالكرامات حتى يشهد الناس الأعاجيب- وهذه طبعا من خرافات الصوفية- مدعيا أن الصلاة في جامع الجند في ذلك اليوم تعدل عمرة أو حجة.

 

خروج معاذ لليمن كان في رمضان بعد غزوة تبوك سنة ٩ للهجرة بعد مقدم وفد حمير وطلبهم من النبي(ص ) أن يرسل معهم من يعلمهم الإسلام، ولنفترض أن المسافة من المدينة لليمن شهر مشيا على الأقدام إذا سيكون وصولهم في أواخر شوال، فأين رجب من شوال؟

 

أما علي بن أبي طالب فلم يصل إلى أي من مدن اليمن وأقصى ما وصله أطراف نجران حينما لحق بخالد لتقسيم الغنائم في العام ١١ للهجرة قبيل حجة الوداع، وأختلف مع الصحابة والقصة مشهورة، وهو لم يدخل حتى نجران لأنه - كما في الرواية- وجد خالد وجيشه والغنائم في الطريق عائدين من نجران.

 

أسلم كثير من اليمنيين قبل مقدم معاذ إلى اليمن بدليل أن الوفد الحميري طلبوا من الرسول معلما لتعليمهم الدين وليس الدخول فيه لأنهم صاروا مسلمين، والنبي ص أؤسل رسائل ل ٣٦ قيل من أقيال وملوك وعباهلة اليمن جميعم أسلموا دون تردد، وأغلبهم ذهب لمقابلة النبي ص مع اعيان قبيلته، بينما أسلمت قبائل يمنية كثيرة ووفدت على النبي بزعيمها كمراد التي وفدت بقيادة قيس بن مكشوح، وأرحب التي وفدت بقيادة قيس الأرحبي وأبي موسى الأشعري وقومه من تهامة وأهل حضرموت مع وائل بن حجر وزرعة بن سيف وغيرهم.

 

القصة مختلقة ومكذوبة وترمز لدى السلالية لأمر يخفونه وهو إما لجمعة دخول يحي الرسي صنعاء واحتلاله لها واعلانه مذهبه الشيعي السلالي بمساعدة الوالي العباسي أبو العتاهية، أو ترمز للتحالف السلالي الذي تم بين الصوفية والهادوية بعد انهيار الصليحيين.

التعليقات 0:

تعليقك على المقال