الأقيال.. خلاصة التاريخ وضوء المستقبل
باسل جباري
القيل باسل جباري
في فترات إنحطاط الشعوب تظهر الحركات الفكرية وهي نتيجة طبيعية للبحث عن مسببات الإنحطاط. وقت كبير من الحرب كان فرصه لليمنيين للقراءة تاريخهم، دُهش اليمنيون عندما وجدو تطوراً في الماضي وتخلفاً في الحاضر عندما دخلوا على أجداهم وكأنهم من عاد من التاريخ لا العكس، لقد رأى اليمني الحضارة والدولة في الماضي ورأى المليشيات والعتره في الحاضر !
سبع سنوات كانت كافية ليفهم اليمنيين أبعاد الحرب ومسبباتها ويدركوا البعد التاريخي ويفهموا الخريطة السياسية قديماً وحديثاً، جميع من عادوا من قراءة هذا التاريخ وصلوا إلى قناعات فاجتمعوا عليها وكان عاملهم المشترك هي هويتهم اليمنية، عادوا ببعض القناعات والمصطلحات والحقائق والاستنتاجات التي أدت إلى بناء هيكل فكري وحراك شعبي عارم يسمى ( أقيال ).
وتفسير ما يجري حاليا، أنه قراءة للتاريخ ليس لأنه قديم بل لأنه أفضل وعملية أشبه بعملية استنساخ وإعادة ضبط وترتيب للبيت اليمني، كما لا يذكر الأقيال التاريخ من باب الفخر ولو جاء على سبيله فلا فخر في الحياة أكبر من أن تكون قيلاُ يماني،
الموضوع ليس هكذا اطلاقا إنما يثبتون لأنفسهم وللناس أن الانسان اليمني يستحق الأفضل ويذكرون تاريخهم ليس كقصص وحكاوي إنما يسردونها كسيرة مشرفه ورصيد حافل بالبناء والتنمية وهذه أعمدة الحضارة فمثل ما بنى الانسان اليمني حضارة في الماضي فهو قدير على بناءها في المستقبل ومن هنا ندرك أن هدف هذا الحراك هو إقامة دولة حديثة متقدمة ويظهر لنا أيضا أنه التيار المضاد للكهنوت والهاشمية السياسية الذي تستحضر تاريخها على شكل معارك بالسيف وثارات لناس صاروا تراباً تتناقله الريح.
تتدحرج الفكرة ككرة ثلج تكبر بمن معها أو من يقف في طريقها، تنمو وتستمر ويصعب السيطرة عليها أو تصنيفها. تدور المواضيع الفكرية فترتفع الأصوات ويدور الناس حول الفكرة الحقيقية فيكونوا إعصار فكري يدك كل هذا الخراب ويبدأ بتكوين جهات تنفذ مطالبه وتلبي طموحاته وهذا مايعرف اصطلاحاً ب (الدولة). وهي الهدف الذي يسعى الاقيال لنحقيقه
يضيف كل منهم شيء فتبداء نقاشات وأحاديث منقوله وآراء تتقولب إلى مواقف لها أهداف وتُختصر هذه الأهداف في رموز وشعارات وأعلام وهذا ما تصل إليه أي حركة فكرية، كما حدث في ال٢٦ من سبتمبر اختار اليمنيين الطير الجمهوري وهو رمز تاريخي أساساً واختصروا فيه آلاف المبادىء العظيمة ورمزوا به إلى الدولة والمساواة والتنمية والكرامة والسيادة .
يستخدم الأقيال اليوم رمز الوعل وهو رمز للدولة اليمنية القديمة وليس رمز ديني كي يتخذه الأقزام منصة وباب للتكفير فمايزال الوعل معلقاً في أركان البيوت وزواياها إلى اليوم. فلا يعبد اليمنين الطير الجمهوري ولا يعبد اللبنانيين شجرة الأرز ولا السوريين النجوم كما لايعبد الإيرانيين الله الذي في علمهم.
عاشت رموزنا الجمهورية والقومية الذي نأخذها فخراً وعزاً وشهادة للعالمين أنا كنا ومازلنا كبار أقيال أصحاب حضاره وأرض وإرث إنساني عظيم واننا قادرون على استعادة فكرنا ورموزنا وأرضنا ومكانتنا بين الأمم.
لو قال ممن أنتَ؟ قل والدي
ذو الحصن أخوالي وعولُ الجبل
البردوني
التعليقات 0:
تعليقك على المقال