البردوني يراكم... الجيلاني ورواية الميت عن الميت
منتدى معد كرب القومي
جمال أنعم
ليحصن نفسه من الشكوك، يحدد علوان الجيلاني موقعا خاصا من البردوني، ليُقَوّلَهُ ما يريد ويضعه حيث شاء.
فهو الأدرى والأعرف؛ كهف الأسرار وصندوق الخفايا والعالِم بشعره ونثره وبالمنشور منه والمخطوط والمخروش والمربوط. كتب علوان الجيلاني سردية طويلة نشرت قبل أيام في صحيفة "رأي اليوم"، يحاول فيها ذر البارود على العيون فيما يخص ديواني البردوني الضائعين.
هذا التسابق على تفّيُد البردوني واحتكاره من بعض من اقتربوا منه، يستبطن عماه مدعاة لاستغلاله وتقييده وقوده في حياته وموته، وتحديد خياراته ومعاركه واعداءه والوصاية على تراثه وامتلاك حق السدانة.
بالعودة للمادة السردية للجيلاني نلحظ جهده في وصف الحركة واللون وقياسه المسافات والاتجاهات ومبالغته في سرد تفاصيل زائدة لتأكيد القرب والالتصاق والمصداقية والنزاهة. بحسب علوان؛ تمنى أن لو كان صوّرَ الديوانين، وهذا يعني أنه لا يملك دليلا ماديا على أن ما تم طبعه مؤخرا هو نفس المخطوطتين (المثيرتين للجدل) بما احتوتا عليه من قصائد، وهو يريدنا أن نعتمد روايته ونسلم بما يقوله دون شك.
هي رواية ميت عن أموات لكن من تراه أبلغ الرئيس السابق (صالح) كي يتصل بالعفيف مهددا بإغلاق المؤسسة؟
ولماذا صعب على صالح بعدها أخذ الديوانين من الشاطبي إن كان قلقا؟
وما كان بوسعه أن يرفض أو يمانع وما كان الأمر يحتاج مخبرين وزيادة تشويق والاستدعاء المباغت من العفيف!
وكيف ارتدى علوان ملابسه وهرول مسرعا لشارع القيادة واستقل تاكسيا وطلب أن يقله الى شارع مجاهد بأقصى سرعة الخ.. “؟
وكيف كانت القيادة ترفض طبع كتبه وشعره، ويشاع انها وجهت وزير الثقافة السابق "خالد الرويشان" أن لا يقترب من البردوني، في حين تطبع الهيئة العامة للكتاب أعماله الكاملة في 2001 في ظل رئاسةً الرويشان، ثم تعيد طبعها أيام تقلده الوزارة في 2004، وفي حين كان البردوني يكتب لصحيفتي الثورة و 26 سبتمبر (الرسميتين) اسبوعيا وبانتظام ضمن التزاماته العملية المعتادة..!!
لابد من شيطنة الرئيس السابق (صالح) هنا لامتداح سماحة الحوثيين وحماستهم مؤخرا للبردوني، واذ ينزع علوان الثقة عن المنتقدين والشكاكين ويتهم دوافعهم ويسَفّه موقفهم؛ يخلع على خلية الإصدار ثقته كاملة.
"أخيراً تصدت الهيئة العامة اليمنية للكتاب بصنعاء– يرأسها عبد الرحمن مراد وهو شاعر وكاتب معروف- مع مجموعة أدباء موثوق بهم، أشرفت على مقابلة النسخ (المخطوطة) وتصحيح مادتها، ووثقت ذلك بشكل جيد"..
حسنا هو تحدي لنزع الثقة والنبش في العفن مرتين..!
من ضمن "مجموعة الأدباء الموثوق بهم"، شاعر كان قد رثى البردوني بقصيدة مسروقة في أربعينيته، وكتبت حينها في الثقافية مقالة عنه والقصيدة مثبتة في الكتاب الصادر عن اتحاد الأدباء والكتاب. اما بقية الخلية فهم يعملون ضمن مطابخ الحوثيين وهذا لا يخفى على أحد.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال