الهاشميون واستراتيجية الارض المحروقه
منتدى معد كرب القومي
بروف / مروان الغفوري
نقل الصحفي المحترم فارس الحميري عن مصادر محلية في مديرية الجوبة حقيقتين: الأولى لا تزال مناطق واسعة في قبضة قوات الجيش،
الثانية يهاجم الهاشميون تلك المناطق، السكنية منها، بالصواريخ العشوائية. اليوم أطلقوا صواريخهم على منطقة العمودية العامرة بالسكان وقوضوا المنازل على رؤوس أهلها وقتلوا على الأقل ١٢ مدنيا غير معني بالحرب. تماما كما فعلت قوات الأسد/ حزب الله/ الحرس الثوري في سوريا: الأرض المحروقة، وفي النهاية سيفر المقاتلون خوفا على حياة من بقي من السكان. ميدان المعركة مباح كله أمام الهاشميين رضوان الله عليهم، لا أخلاق حرب، ولا قواعد اشتباك، هناك مدفعية وأرض، وهذه كل المعادلة. هذه الجائحة اللعينة رضوان الله عليها ستنتصر، لكنها ستبقى إلى الأبد جائحة لعينة، وسيبقى الهاشميون هاشميين ولو تغطوا بألف علم، ولو نقشت صباياهم حروف المسند على الخصور والسيقان. القرى التي تحترق منذ ٢٠٠٤ قرية تلو الأخرى هي قرى يمنية، وحملة المدافع والصواريخ هاشميون.
كتبت مثل هذا الكلام قبل سقوط عمران، ولم يكن آمنا آنذاك أن تستخدم تلك اللغة. قبل قليل أردت أن أكتب رسالة إلى العزيز محمد السامعي ووجدت أن آخر حوار لنا على فيس بوك يعود إلى عام حصار صنعاء. كان يقول: حسن زيد وبناته عاملين حفلة على مقالك الأخير. ويقول أن هناك تناغما عجيبا بين ما هو حوثي وما هو هاشمي، وفرحة هاشمية مهيبة بالزحف الحوثي. وقلت له، وكانت آخر رسالة: إن سقطت صنعاء فلا بد أن نفكر بخيارات أخرى. مضت السنون وما من خيارات سوى الحقيقة هذه: تمايزوا أيها الناس ليعرف اليمني أنه يمني، والهاشمي أنه هاشمي. فلم يحدث قط أن نكل باليمنيين وشردهم أحد كما فعل الهاشميون رضوان الله عليهم. تأخرنا كثيرا قبل أن نجد اللغة المناسبة والصلبة التي ستساعدنا في فهم القصة كما هي، وهكذا فقد تركنا الفاشية تتعاظم وكان ممكنا أن نئدها في جحرها لو أننا اكتشفنا هذه اللغة باكرا.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال