تفاصيل المقال

مـــاهي الهـوية اليــمنيه ؟!

مـــاهي الهـوية اليــمنيه ؟!

منتدى معد كرب القومي

منتدى معد كرب القومي
  • بقلم يحيى الجماعي

مهما كانت سوداوية الاوضاع التي تعيشها بلادنا فأن من يتمعن جيداًً سيبصر عبر الدخان والضباب والعتمة، ثمة شمس وقمر ونجوم كثيرة شرعت بالتدريج تتلألأ، وهي تطمئننا على إن ليلنا في طريقه الى الانجلاء وان المستقبل القريب يبشر حقاً بيمن جديد.. يمن الهوية القوميه !
إن تجربة سنوات الحرب أقنعتنا جميعاً ان الانتماءات الطائفية والمناطقيه والحزبيه وحدها لاتجلب إلاّ الاحتراب والخراب، وان (الانتماء لليمن ولهويته التاريخية والثقافية والانسانية) هو القاسم المشترك الوحيد الممكن لجميع اليمنيين لتجاوز فروقهم الطائفية والحزبيه والمناطقية والمعتقدية.
فهذه الحرب والدمار والخراب هي آخر أنفاس الحقد السلالي المتراكم منذ أجيال طويلة. هذه الحرب اللعينة بكل كوارثها ووحشيتها، كانت ضرورية للتخلص من قيح الاجرام والحقد الكهنوتي السلالي الذي كان يسمم البدن اليمني خلال الف عام منذ الحقبه الرسيه الاولى امروراً بسبعون اماما وصولاً الى تغلل داخل مفاصل الدوله الجمهوريه وكافة مفاصل الحياة انتجت في النهايه جماعة الحوثيه السلالي الاجراميه الطائفيه

أسس الهوية اليمنيه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من المعلوم ان جميع أوطان الارض .قامت بفضل عاملين متكاملين : أولهما، توفر الواقع الجغرافي ـ التاريخي، وثانيهما، توفر الارادة الثقافية ـ السياسية :
1ـ الواقع الجغرافي ـ التاريخي: حيث ان غالبية الاوطان تكونت لوجود حدود جغرافية وبيئية طبيعية تعزلها وتميزها عن باقي الاوطان المحيطة.
. فاليمن (بلاد السعيده ) اسم واقعي يعبر عن الشرط المادي الجغرافي البيئي الذي اجتمع بفضله اليمنيين منذ فجر التاريخ وتعايشوا وبنوا دولتهم وثقافتهم وروحهم المشتركة خلال آلاف الاعوام.
2ـ الارادة الثقافية ـ السياسية: لا يكفي للمرء أن يرث الاموال من أهله لكي يكون غنياً، بل عليه أيضاً أن يمتلك الوعي الكافي للاستفادة منها. إذن إرادة الشعب ووعي نخبه المؤثرة تلعب دوراً حاسماً في الاستفادة من الشرط الواقعي لوجود الامة. ان المشروع الناجح هو الذي يجتمع فيه (الواقع مع الارادة التي تستفيد من هذا الواقع).
إذن مشكلة اليمن ، تتمثل بالجهل الثقافي ـ السياسي للنخب اليمنيه بواقع الهوية القوميه الموروث وعدم الاستفادة منه. فجميع الاحزاب ظلت منذ أكثر من نصف قرن وحتى اليوم مشغولة بمشاريع خارجية ،عروبيه واسلاميه واشتراكيه منافية تماماً للوحدة الوطنية والهويه القوميه" ان الهوية اليمنيه مثل كل الهويات القوميه في العالم عرضة لسوء التفسير والتطرف والتعصب. فهناك من يعتقد بأن الهوية اليمنيه لا يمكنها أن تقوم إلاّ من خلال تغذية العداء والتعصب ضد الشعوب والجماعات المختلفة. والاحزاب لهذا يتوجب توضيح الالتزامات التالية:
1ـ الهوية اليمنيه انسانية ومسالمة: أي انها غير عدوانية ، لا يمكنها أبداً أن تقوم على أساس (العداء والتحريض) ضد شعب آخر. فمن الخطأ الاعتزاز باليمن من أجل تبرير الحقد وتأجيج العداء ضد الشعب الفلاني مهما كان: (الايراني أو السعودي أو الاماراتي او القطري او الامريكي، مثلاً). يمكن تبرير العداء لأنظمة وأحزاب وأفكار، لكن من الخطأ تبرير العداء للشعوب والجماعات الدينية مهما اختلفنا مع حكوماتها أو قياداتها.
2ـ الهوية اليمنيه تنوعية: لأن قوتها وحياتها تكمن في تقبلها واستيعابها للهويات المحلية المؤمنه باليمن وطن واليمنيين مواطنيين متساوون في الحقوق والواجبات ،
3ـ الهوية اليمنيه منفتحة على الخارج: أي انها غير مغلقة على ذاتها بل منفتحة على الهويات الاقليمية المحيطة بها. يتوجب التذكير بأننا قد تعودنا على الشعور بالتناقض بين الانتماء للهوية اليمنيه والهوية و العربية. ان هذه الاشكالية تعود الى الفكرة السيئة التي أشاعها العروبيون باعتبار الانتماء الى (الامة العربية) يجب أن يلغي الانتماء الى اليمن ، لأن (الروح القطرية) مناقضة لـ (الروح القومية)!! بينما الحقيقة تقول اننا يمكننا بكل عقلانية أن نمنح هويتنا اليمنيه أبعاداً لهويات محيطة عديدة. ان اليمن مثل أي بلد في العالم يمكنه أن ينتمي لهويته الوطنية وبنفس الوقت الى هويات كبرى مكملة: العربية والشرق الاوسطية والاسلامية والبحر الاحمريه والانسانية. فمثلاً، إن الاعتزاز بالهوية الفرنسية أو الالمانية لم يتعارض مع الانتماء الى الهوية الاوربية الكبرى. وان الاعتزاز بالهوية الارجنتينية لم يتعارض مع الانتماء الى الهوية الامريكية اللاتينية الكبرى. ان الاعتزاز بالهوية الاثيوبية أو المصرية لم يتعارض مع الانتماء الى الهوية الافريقية. اذن يحق لنا القول ان الهوية القوميه اليمنيه ، يجب ان لا تتعارض مع الهويات الكبرى المحيطة باليمن : العربية والشرق أوسطية والبحر الاحمريه

الهوية اليمنيه والماضي!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونعني بالماضي، هو(التاريخ). وهذه المشكلة تتمثل بعدم اتفاق الجماعات اليمنيه المختلفة على تاريخ وطني مشترك. فالهاشميون يؤكدون على الحقبه المحمديه لتعزيز الهويه السلاليه داخل اليمن ودمروا كل اثار الحقب السابقة.للاسلام من تاريخ اليمن ، والاحزاب والجماعات كلاً، يكرس ايدولوجيته في المجتمع لفرضها هويه بديله عن الهويه اليمنيه ،

كل هذه الانقسامات ازاء الماضي التاريخي بين الجماعات اليمنيه المختلفة شكلت العامل الحاسم في اضعاف الهوية اليمنيه وتقسيم اليمنيين سياسياً وروحياً. نعم ان الاتفاق على الماضي اليمني هو أساس الاتفاق على الحاضر، ثم على المستقبل طبعاً. لحسن الحظ ان المشكلة في طريقها الى الحل البطيء، بعد ان بدأ مفهوم الهوية اليمنيه يفرض نفسه ويكسب اعتراف غالبية اليمنيين ، وهنالك موجة تنمو مع الزمن من الناشطين والمؤرخين والباحثين اليمنيين الذين يعيدون كتابة التاريخ بروح يمنيه انسانية متحررة من التبعيه الطائفية
والحزبيه والمناطقيه

التعليقات 0:

تعليقك على المقال