تفاصيل الخبر

رأس السنة اليمنية..

رأس السنة اليمنية..

أخبار وتقارير / 2022-04-15 22:57:39 / منتدى معد كرب القومي - خاص

 

*موسى قاسم

 

إحياء رأس السنة اليمنية 2138 حميرية، الموافق الـ 14 من أبريل، كما حدده اليمنيون منذ القرن الثاني قبل الميلاد؛ هدفه إعادة الارتباط الحضاري لليمنيين، بعد قطيعة طويلة أنستهم ماضيهم التليد وحضارتهم الضاربة التي شكّلت رقماً مهماً في حضارات الأمم القديمة.

 

إعادة الارتباط الحضاري لليمنيين لا يقتصر على الإحتفاء بالمناسبة القومية وحسب، بل إعادة إحياء روح العمل التي كان عليها اليمنيون القدماء، لاسيما في المجال الزراعي. إذ كان اليمنيون يقدسون العمل الزراعي ويسخّرون كل إمكاناتهم في سبيل ذلك، ما جعلهم يكتفون ذاتيا مما يزرعون ويصدرون شتى المنتجات الزراعية إلى الحضارات الأخرى.

 

على سبيل المثال، كانت الحبوب المحصول الزراعي الأول في اليمن القديم، والمصدر الرئيسي لغذاء اليمنيين. وقد اشتملت محاصيل الحبوب قديما على القمح والذرة والشعير والدخن، وورد ذكرها في النقوش المسندية بـأسماء متعددة (حُ بُ ب)، (طَ حَ ن)، (دَ ق ق)، وهي نفس مسميات اليوم، حبوب، طحين، دقيق. هذا المحصول تلاشى إلى حد كبير في الوقت الراهن، وأصبحت اليمن تستورد سنويا ملايين الأطنان المترية من الحبوب، وأصبح الغذاء الرئيسي لليمنيين معرَّضاً لمهددات عديدة بعدما كان مكتفيا ذاتيا في ماضيه التليد.

 

التمور أيضاً، كانت المحصول الزراعي الثاني بعد الحبوب، إذ كان اليمن القديم موطناً لزراعة أجود أنواع التمور، ذات القيمة الغذائية العالية، لذلك اهتم اليمنيون بزراعة النخيل (ن خ ل) وتنميتها والاعتناء بها، وجاءت تسميتها في النقوش المسندية بـ (ت م ر)، فيما ورد ذكر عصير التمر بـ (م ز ر). والواضح أن منتوجات التمور تضاءلت إلى حد كبير في الوقت الحاضر، وما هو متوافر منها بجودة رديئة، وأصبح السوق اليمني مستوردا للتمور لاسيما من دول الجوار!

 

الخلاصة أن اليمن بات يستورد الحبوب بأصنافها، والتمور بأنواعها، والسبب الرئيس تخلي الإنسان اليمني عن ثقافة العمل وقُدسيته، وبروز ثقافة سلالية طبقية دخيلة، قللت من ثقافة العمل والإنتاج واعتبرتها منقصة للعاملين فيها، الأمر الذي تسبب في عزوف كثير من اليمنيين عن مواصلة حضارتهم الزراعية.

 

وكانت النتيجة تضاؤل مساحة الأرض المزروعة بشكل كبير عن الماضي، وأصبحت -بحسب المؤرخة وعالمة الآثار أسمهان الجرو- لا تتعدى الـ 20% من الأرض الصالحة للزراعة، فيما كانت الأرض المزروعة في اليمن القديم تزيد عن 80% من الأرض الصالحة للزراعة، وهذا ما يتوجب على الحكومات القادمة استعادة حضارة اليمن الزراعية، والعمل على استصلاح الأراضي وزراعتها، وبناء السدود المغذية لها للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغذاء والتصدير إلى الخارج.

 

#رأس_السنه_اليمنية

التعليقات 0:

تعليقك على الخبر