اليمن.. وحدة التاريخ والمصير القواسم المشتركة..
خالد صالح اليافعي
اخي المواطن يفترض تجمعنا القواسم المشتركة التاريخية الحضارية والنضالية ، في وطن اصيل بحضاراته التي تمتد لالاف السنيين ولكنه حديث في تجربة ثورية نضالية كان عليها ان تتعامل مع تاريخ مثقل بمشاريع طائفية مذهبية إمامية ومنظومات قبلية سلطانية ومشيخاتيه وعهود استعمارية وبلد في غاية الحساسية لم يعرف دولة واحدة منذ قرون طويلة تتمنع اجزاءه هيمنة بعضها البعض لا تستقيم فيها دولة قائمة على الغلبة ، جاءت التجربة النضالية الحديثة وفي جعبتها اهداف وغايات تصيغ بها عهدا جديدا قائما على المشتركات اقامت به عهدا جمهوريا في الشمال وعهدا جمهوريا في الجنوب في حركة نضالية إيلولية تشرينية من بطنها انجبت فكرة الوحدة ضمن حزمة اهداف ثورية تنتظر من الجمهوريتين ترجمتها وصولا لتحقيق تكامل ثوري يؤهلها تخطوا خطوة التاريخ في صناعة وحدة لليمن طوعية لا سابق لها قائمة على المشتركات التاريخية والنضالية ينعم فيها شعب اليمن بمكاسب ايلول وتشرين في جو وطني صحي تسوده العدالة والتشارك والمواطنة المتساوية . لسبب ما او هدف عالق او موروث مترسب لم يعالج في حينه ظهرت التباينات ، فبدت لنا الوحدة مثقلة بهذا التباين كانت وراء الخلافات والصراعات التي عصفت بها من يوم اعلانها وصولا لحرب شاملة في عامها الرابع خلقت نتائجها وحدة جديدة بوجهة نظر غالب ومغلوب ولدت مشاعر ضيم وحقد ورفض وكراهية ، تركت التداعيات بدون معالجة فتراكمت الاحقاد ، وبينما كان الوطن ينتظر حلا لهذه المشكلة كان الوقت متاحا امامه ليعاد الاعتبار للحركة الوطنية التاريخية سبتمبر واكتوبر والنظام الجمهوري والوحدة وتجاوز التداعيات ، يتفاجئ اليمانون بظهور المشروع الإمامي وتنظيمات دينية مختلفة إخوان وسلف وقاعدة وداعش وصراعات سلطة بين مراكز النفوذ وانتفاضات في الجنوب وحروب وانتفاضات في الشمال وسقوط الدولة في صنعاء وظهور الحكم الإمامي المذهبي يسقط المحافظة تلو الاخرى لنقف اليوم امام هذا المشهد اليمني الحزين . ونحن على يقين ان هذا البلد بلد مشتركات عبرت عنها حركة النضال التاريخي المشترك وعلى المشتركات صاغت لهذا البلد مشروع الوطن الواحد لا يستقيم الا بالعمل بها ، هل تعي اخي المواطن كارثية ان تتماهى او توالي طرفا طائفيا تمزيقيا مذهبيا كان اماميا حوثيا او غيره طائفيا ومناطقيا قبليا على وطن مثل اليمن بالغ الحساسية لا يستقيم حاله الا على المشتركات ؟
التعليقات 0:
تعليقك على المقال