مواجهة الكهنوت.. عندما يتحول الموت إلى مطلب ومغنم!
عبد السلام القيسي
لا أحد يواجه الكهنوت في عمقه الدموي الا ويكون قد استنفذ كل حكمته وصبره وأناه وحلمه وتجاوزه الأذى، وسكوته، وأحرق فيوز عقله وهو يكفي نفسه وأهله شر هذه الجماعة،
تصل تحت حكمه لما مفاده: القبر حديقة غناء ووطن كريم، ومكسب كبير؛ فتواجهه لتموت لا لتنتصر..
هكذا فعلت حيمة تعز وفعلت كل قرية داستها حوافر الجماعة، وفعل كل فرد بطل! قيفة، رداع، عمران، وال عواض، السناوي، و...و...!
الكهنوت يسلبك كرامتك، تقع تحت سياطه لحظة لحظة، لا يترك لك ولو شعوراً مزيفاً بالحرية، والرجولة..
أمام الناس والبلاد ينزع عنك رجولتك، وهذا الذي جعل قبائل كثيرة تقاومه في عمقه لأجل الموت فقط.. وهو ما حدث اليوم في عمران.
هو الموت يصير شهياً بحلاوة العسل، من الحياة على شاكلة الكهنوت، الموت ولا شيء سواه، يتحول إلى مطلب ومغنم.
خبزة، أو قيفة، وقبلهما بلدان كثيرة خرجن بوجه الاستهتار برجولتهم، يلعنونكم جميعاً، وقاتلن ويقاتلن انتصاراً للشرف الأخير.
ألا يعيش المرء وقد فقد احتياطيه من الشرف.
هذا ما فعله ياسر العواضي، فعلها وغادر مهزوماً منتصراً بذات الوقت ومات مكبوداً بمصيره وقد فعلها وحاول من أن يموت مداساً بالكهنوت، في عمق بلاده، فلا يمكن للقبيلي أن يحتمل الهوان ببلاده..
أطلق سعيد الحربي شيخ الحيمة رصاصته الأولى بوجه الكهنوت وهو يدرك مصيره، لن يبقى، وإن بقى، لن يحفظ ماله وأملاكه.
غادر بلاده مخلفاً منازله التي حولتها المليشيا إلى ركام وأرضه ومزارعه وكل هذا انتصاراً لكرامة نفسه.
فقط، لم يقبل أن يهان في بلاده، ولأجل كرامته تخلى عن كل شيء، فهذه هي الحرية، حرية تذكرنا بالمرويات في كتب الحوادث السحيقة.
حين للرجال شهية الموت لأجل خمار وللقبائل معنى التخلي لأجل ناقة، فكيف لو أنك باختبار من أجل كرامتك.
إنه الاختبار الحقيقي لك ولشرف روحك.
فلا تنتظروا النصر من هؤلاء كون انتصارهم هو موتهم، ولا شيء آخر.
التعليقات 0:
تعليقك على المقال