تفاصيل المقال

خطورة الوثيقة الفكرية الثقافية الزيدية

خطورة الوثيقة الفكرية الثقافية الزيدية

فتحي أبو النصر

فتحي أبو النصر

السؤال الكبير كيف مرت على الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الوثيقة الفكرية للحوثيين ؟!

أين كانت النخبة وكيف استطاع الحوثيون الوصول إلى مرادهم قلب نظام الحكم الجمهوري من خلالها واجتياح العاصمة التاريخية لليمنيين ؟

 

إن علينا جميعا أن ندرك خطورة الوثيقة الفكرية الثقافية للحوثيين والعمل بمسؤولية لتجاوز الانقسامات وتحقيق الوحدة الوطنية. يجب أن نعمل جميعًا من أجل يمن واحد يتسع لجميع أبنائه، ويضمن لهم حقوقهم وواجباتهم، ويعمل على تحقيق النهضة والتقدم. يجب أن تكون الوحدة الوطنية هدفنا الأسمى، والعمل على تحقيقها يجب أن يكون مسؤولية الجميع.

 

تعتبر الوثيقة الفكرية الثقافية للحوثيين التي أسموها الوثيقة الفكرية الزيدية ،واحدة من أكثر الأدوات تأثيرًطا في تشكيل الهوية الثقافية والفكرية للحركة. تعكس هذه الوثيقة رؤى وتوجهات الحوثيين تجاه المجتمع والدولة، وتبرز خطورتها في نشر وتكريس أفكار تعمق الانقسامات المذهبية والقبلية بين أبناء اليمن. في ظل الظروف الحالية التي يعيشها اليمن، من المهم جدًا العمل بمسؤولية لتجاوز هذه الانقسامات وتحقيق الوحدة الوطنية.

 

الوثيقة الفكرية الثقافية للحوثيين ليست مجرد مجموعة من الأفكار والتوجهات، بل هي أداة تستخدمها الحركة لتوجيه أفرادها وتعزيز هيمنتها على المناطق التي تسيطر عليها. تعتمد هذه الوثيقة على نشر الفكر الطائفي والقبلي، مما يؤدي إلى زيادة التوترات والانقسامات داخل المجتمع اليمني.

 

التأثيرات السلبية للوثيقة على المجتمع اليمني:

 

1. تعميق الانقسامات المذهبية والقبلية: تعمل الوثيقة على تعزيز الشعور بالتميز الطائفي والقبلي بين أفراد المجتمع، مما يزيد من حدة التوترات والصراعات.

 

2. إضعاف الهوية الوطنية: تساهم الوثيقة في تهميش الهوية الوطنية الجامعة لصالح هويات فرعية تتناحر فيما بينها، مما يضعف الوحدة الوطنية ويزيد من التشرذم.

 

3. تعزيز ثقافة العنف: تشجع الوثيقة على استخدام العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية، مما يزيد من دورة العنف ويؤدي إلى مزيد من الدمار والخراب.

 

***

 

الحاجة إلى تجاوز الانقسامات والعمل بمسؤولية:

 

من الضروري أن ندرك جميعا أن الوطن المثخن بجراحاته يحتاج إلى التكاتف والمحبة. يجب أن نعمل جميعًا من أجل تجاوز الانقسامات الطائفية والقبلية، والعمل بمسؤولية لتحقيق الوحدة الوطنية. يجب أن نمنح اليمن المحبة البالغة حتى يتمكن من صهرنا داخل بوتقته دون أي تمييز بدلاً من التناحر الوطني الذي لن تستفيد منه سوى مشاريع الدول المتصارعة إقليميًا.

 

***

 

دور الوطنية والبرامجية الحزبية في تحقيق الوحدة:

 

1. تعزيز الحس الوطني: يمكن للبرامجية الحزبية والعمل المدني أن يكونا أدوات فعالة في تعزيز الحس الوطني بين اليمنيين. يجب أن تكون هذه البرامج شفافة وتهدف إلى تحقيق التجانس الوطني.

 

2. إذابة الركامات الجليدية: يمكن للمنظمات والاتحادات والنقابات أن تلعب دورًا هامًا في إذابة الركامات الجليدية المذهبية أو القبلية بين اليمنيين، مما يساعد في تنمية حس التجانس الوطني.

 

3. تعزيز الحقوق والواجبات المشتركة: يجب أن تركز البرامج الوطنية على تعزيز الحقوق والواجبات المشتركة، والعمل على نضالات الهموم الوطنية المشتركة للوصول إلى الحس الوطني الأمثل.

 

***

 

دور الأفراد المستقلين في تحقيق الوحدة الوطنية:

 

الذين يتجاوزون الأطر الحزبية والقبلية، كونهم مستقلين في أفكارهم وبرامجهم الذاتية، يجب أن يعلموا أن ذلك حقهم الطبيعي، ولكن يجب عليهم أيضًا أن يدركوا أنهم ليسوا مميزين عن بقية الشعب أمام قوانين الجمهورية ودستورها. يجب أن يكونوا قدوة في تحقيق الوحدة الوطنية والعمل على تجاوز الانقسامات.

 

***

 

مكافحة العنف والطائفية:

 

العنف كما هو عند القاعديين أو الحوثيين، أو عند بعض مسلحي القبائل الذين يرتكبون تصرفات حمقاء ضد سلطة الدولة، لن يجدي في فرض رؤيتهم على البلاد والعباد. يجب علينا جميعا أن نعمل على تجاوز الماضي العنيف والارتقاء بالحاضر نحو مستقبل حضاري منشود.

 

***

 

تجاوز الاختلافات والعمل نحو النهضة والتقدم:

 

يجب أن تكون اختلافاتنا حضارية وراقية وتعايشية. يجب أن تكون اختلافاتنا برامجية وفكرية وإبداعية خلاقة تدعمنا والبلد في طريق النهضة والتقدم، بدلاً من أن تكون مجرد اختلافات لصراعات غاشمة أو لتصورات مخجلة وطائشة ومأزومة وطنيًا.

 

***

 

دعوة لترك السلاح وتعزيز القانون:

 

يجب التفكير الجدي من قبل أي كيانات مسلحة بترك السلاح، وعلى الدولة تعزيز هذا المسعى بالقوانين الموجبة أو قوة الردع. يجب أيضًا تجريم لغة التكفير من أي أحد ضد أي أحد، والعمل على بناء الإنسان والوطن أولا وأخيرا.

 

الوثيقة التي وقع عليها زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وعدد من علماء الزيدية وأثارت الكثير من الجدل في الأوساط المهتمة ، وذلك لما أكدته من مبادئ لدى الحوثيين وأنصارهم، حيث تقول الوثيقة إن "الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أخوه ووصيه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم الأئمة من أولادهما كالإمام زيد والإمام القاسم بن إبراهيم والإمام الهادي والإمام القاسم العياني والإمام الخ.

 

 

النص الكامل للوثيقة:

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الوثيقة الفكرية والثقافية

 

الحمد لله رب العالمين القائل: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا) وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله. وبعد

 

فإنه في يوم الجمعة الموافق 17/ 3/ 1433ه اجتمعت اللجنة المكلفة لصياغة الاتفاق بين أبناء الزيدية عموماً ومن جملتهم المجاهدون وفي مقدمتهم السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي وبعض علماء الزيدية وأتباعهم وفي مقدمتهم السيد العلامة/ عبد الرحمن حسين شايم والسيد العلامة حسين بن يحيى الحوثي؛ وقد توصلت اللجنة إلى الآتي:

 

أولاً: في مسائل أصول الدين فالذي نعتقده وندين به الإيمان بأن الله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ليس له شبيه ولا ند ولا مثيل عالم بكل شيء قادر على كل شيء الأول والآخر والظاهر والباطن لا تدركه الأبصار –لا في الدنيا ولا في الآخرة- وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، الغني عما سواه لا تجوز عليه الأعضاء والأبعاض والأيدي والأرجل ونحوها من الأدوات ولا تجوز عليه الحركة والسكون والزوال والانتقال ولا يحويه زمان ولا مكان.

 

والإيمان بأنه تع إلى عدل حكيم لا يظلم العباد ولا يرضى بالفساد ولا يكلف ما لا يطاق ولا يجبر على الأفعال بل جعل المكلفين مخيرين (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) الكهف الأية29 لا يعذب أحداً إلا بذنبه (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) الأنعام الآية 164 (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى) النجم الآية 39.

 

والإيمان بأن الله صادق فيما وعد به المؤمنين وفي وعيده للعاصين لا يخلف وعده ولا وعيده كما قال عز من قائل (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ) ق الآية 29 وأن الجنة مأوى لمن أطاعه خالداً مخلداً فيها أبداً وأن النار مستقر ومثوى لمن حكم سبحانه له بها خالداً مخلداً فيها أبداً وأن الشفاعة لا تكون للكافرين ولا للظالمين الفاسقين (أهل الكبائر) بل هي كما قال تعالى: (وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) الأنبياء الآية 28 (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ) غافر الآية 18.

 

والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأعظم الرسل وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكتابه القرآن الكريم الذي اختص الله به هذه الأمة وجعله هدى للمتقين ومعجزة خالدة لا تقبل التحريف ولا التبديل ولا الزيادة ولا النقصان الذي (لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) فصلت الآية 42 ذلك هو قرآننا العظيم ودستورنا وهادينا على مر الأزمنة والعصر.

 

وأن الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أخوه ووصيه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم الأئمة من أولادهما كالإمام زيد والإمام القاسم بن إبراهيم والإمام الهادي والإمام القاسم العياني والإمام القاسم بن محمد ومن نهج نهجهم من الأئمة الهادين.

 

وأن نهج الهداية والنجاة والأمان من الضلال هو التمسك بالثقلين: كتاب الله مصدر الهداية والنور (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) المائدة الآية 16 (فإنه شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، هو الدليل الذي يدل على خير سبيل، وكتاب تفصيل وبيان وتحصيل، والفصل ليس بالهزل، لا تحصى عجائبه، وتبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى، ومنارات الحكمة، والدليل على المعرفة لمن عرف الطريقة... الحديث)

 

والثقل الأصغر عترة رسول الله وهداة الأمة وقرناء الكتاب إلى يوم التناد (إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهم حجج الله في أرضه.

 

وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الظالمين والوقوف في وجه المستكبرين هو من أعظم الواجبات الدينية المفروضة على الناس أجمعين وأن الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله –حسب ما شرعه الله- وعلى رأسهم أئمة الكفر المتمثلين في زماننا هذا في أمريكا وإسرائيل ومن أعانهم ووالاهم ووقف في صفهم في عداوتهم للإسلام والمسلمين واجب ديني فرضه الله على العباد (لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) المجادلة الآية 22.

 

ثانياً: أن تعلم دين الله وتعليمه فرض من فروض الله –منه ما هو فرض عين ومنه ما هو فرض كفاية- لأنه يترتب عليه معرفة الدين والقيام بما أوجب الله على العالمين وأن للعلماء الربانيين العاملين منزلتهم التي أنزلهم الله بها في قوله: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) المجادلة الآية 11 (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) الزمر الآية 9 فيجب احترامهم وتوقيرهم.

 

وما قد يقع من النقد للعلماء لا يقصد به علماء أهل بيت رسول الله وشيعتهم العاملين ولا علومهم وإنما من لا يرى وجوب الجهاد للظالمين ولا يوجب أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر بل يرى السكوت وطاعة من لا تجوز طاعته.

 

وأن الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله واجب على الجميع وقد أوجبه كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقام به أئمة أهل البيت عليهم السلام ولا ينكره إلا جاهل مخالف لأهل البين عليهم السلام.

 

وعلى العموم فإن الجميع متفقون على منهج أهل البيت عليهم السلام في أصولهم وعقائدهم التي مضى عليها الأئمة الهداة من فجر الإسلام إلى زمننا هذا متقدموهم ومتأخروهم وإن كنا نرجح أسلوب المتقدمين مثل الهادي والقاسم لقربه من الأسلوب القرآني والفطرة الربانية.

 

السنة النبوية:

 

وأن موقفنا من السنة هو موقف الإمام الهادي عليه السلام الذي ذكره في مجموعه في كتاب السنة حيث اشترط لصحتها العرض على القرآن وأن تكون في إطار القرآن مرتبطة به لا حاكمة عليه ولا معارضة لنصوصه وأنها مرتبطة بالهداة من آل محمد كأمناء عليها في اعتماد الصحيح من غيره؛ وهذا فيما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن متواتراً، ولا مجمعاً عليه؛ وأما المجمع عليه والمعلوم صدوره عنه صلى الله عليه وآله وسلم من السنة فهو حجة بنفسه كما قال تعالى: (مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) (مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).

 

الاصطفاء:

 

أما مسألة الاصطفاء فالذي نعتقده أن الله سبحانه وتع إلى يصطفي من يشاء من عباده جماعات وأفراداً كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) آل عمران الآية 33 وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم) ونعتقد أن الله سبحانه اصطفى أهل بيت رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فجعلهم هداة للأمة وورثة للكتاب من بعد رسول الله إلى أن تقوم الساعة وأنه يهيئ في كل عصر من يكون مناراً لعباده وقادراً على القيام بأمر الأمة والنهوض بها في كل مجالاتها(إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله) ومنهجيتنا في إثباته وتعيينه هي منهجية أهل البيت عليهم السلام.

 

أصول الفقه:

 

أما أصول الفقه فما كان منه مخالفاً للقرآن الكريم أو بدلاً عن آل محمد فهو مرفوض ومنتقد من الجميع وما كان منه موافقاً للقرآن ويستعان به على فهم النصوص الشرعية في إطار آل محمد مع ملاحظة الدور الكبير للإخلاص لله سبحانه وتع إلى والعمل بأسباب الهداية الإلهية (إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) الأنفال الآية 29 (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت الآية 69 (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) محمد الآية 17 فهو مقبول معتمد لا اعتراض عليه ولا إشكال.

 

الاجتهاد:

 

أما بالنسبة للاجتهاد فما كان منه يؤدي إلى التفرق في الدين والاختلاف في معرفة الله وغيره من أصول الشريعة أو إلى مخالفة نهج الآل الأكرمين أو إلى الإضرار بوحدة المسلمين وتكوين الأمة التي أمر بها رب العالمين: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران الآية 104 أو مخالفة من أمر الله بطاعتهم وجعلهم ولاة للأمة –فهو اجتهاد مرفوض لا نقره ولا نرضاه بل هو مفسدة في الدين.

 

وأما ما كان منع استفراغاً للوسع والطاقة في البحث عن أحكام الدين وشريعة رب العالمين ملتزماً منهجية القرآن الكريم وعلى طريق ونهج أهل البيت الأكرمين لا يؤدي إلى تنازع في هذه الأمة ولا مخالفة لمن أمر الله بطاعتهم وجعلهم ولاة للأمة محكوماً بالضوابط التي وضعها ومشى عليها أئمة الآل عليهم السلام فهو مقبول ومطلوب ومحتاج إليه في معرفة الدين وخصوصاً فيما يستجد من المسائل.

 

علم الكلام:

 

أما ما يقال من النقد على علم الكلام فليس المراد به علم أصول الدين ولا العقائد التي مشى عليها أئمة الآل الطاهرين وإنما المراد التعمق والأسلوب الذي انتهجه الفلاسفة والمعتزلة وغيرهم وفق منهجيتهم وطريقتهم التي هي مغايرة لطريقة ومنهج أهل البيت عليهم السلام.

 

فهذه عقيدتنا ورؤيتنا الموحدة في هذه المسائل يرد إليها ما سواها من الرؤى والمسائل التي قد تشكل من هذا الطرف أو ذاك

 

وفق الله الجميع لما يجبه ويرضاه وجمع شمل الأمة ووحد كلمتها بحق محمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم والله ولي الهداية والتوفيق.

 

والحمد لله رب العالمين

 

حرر بتاريخ 21/ 3/ 1433ه

 

الموافق 13 فبراير 2012م

 

هذه رؤيتنا وعقيدتنا

 

وكتب عبد الملك بدر الدين الحوثي

 

22/ 3/ 1433هجرية

 

حسين يحيى الحوثي وفقه الله

 

عبد الرحمن شايم وفقه الله

 

حسين مجد الدين المؤيدي وفقه الله تعالى

 

علي علي مسعود الرابضي وفقه الله تعالى

 

الحمد لله وحده على صلاح الشأن واتحاد الفكر والكلمة ومن المؤكد أن كلاً من المختلفين لا يريد إلا الحق وعلم الجميع أن الاختلاف هو فيما لا يمس ولا يبعد عن أصول السنة المطهرة ولا القرآن الكريم فيجب أن نستمسك بالمتواتر من فهم الآباء الأقدمين والآل المطهرين وزين العابدين والهادي على الجميع سلام الله ورحمته وبركاته وحرر هذا الفقير إلى رحمة الله محمد محمد المنصور ناظر الوصايا ربيع الأول سنة 1433ه قمرية

 

محمد محمد المنصور

حمود بن عباس المؤيد

التعليقات 0:

تعليقك على المقال