تفاصيل المقال

كيف أُجهضت التغييرات الجذرية؟

كيف أُجهضت التغييرات الجذرية؟

يحيى الثلايا

يحيى الثلايا

 

منذ أشهر يستعد ويجهز نفسه بحماس لإعلان نفسه اليوم إماما، وقبل أكثر من شهر أعلن عن ما أسماه (تغييرات جذرية)، زعم أنها ستطال (السياسات والنظم والقوانين والإجراءات) فضلا عن الفاسدين، وقال إنها ستعلن في خطاب المولد النبوي.

 

كانت الخطة أن يعلن تغيير الدستور وشكل النظام السياسي لدولته، وحل مجلس النواب للمرة الثانية، وإلغاء مجلس الوزراء والاكتفاء بحكومة فخامة المشاط الركن كما هو حال نموذج التجربة الخمينية.

 

وكان جاهزا أيضا لإعادة التقسيم الإداري بدمج محافظات وإلغاء أخرى وكذلك الحال مع مؤسسات مركزية.

 

لكن ما شهدته صنعاء منذ مغرب 25 سبتمبر إلى منتصف ليلة أمس 26 سبتمبر، من انتفاضة يمانية تبتهج بثورة سبتمبر المجيدة أفقده صوابه، وأربك كل حساباته، خروج الشباب والأطفال والنساء والشيوخ ابتهاجا بثورتهم لم يكن في خياله ولا في باله، كما تفاجأ اليوم بأن الحشود ليست بقدر توقعاته ولا بحجم الإنفاق المهول والتحضيرات الواسعة.

 

لذا كان ظهوره في الخطاب مرتبكا وعاثرا ومترددا، لم يكن تغييرات جذرية ولا حتى قشورية، بقي يمارس اللف والدوران، ويبحث عن تلافي فضيحته بكلام إنشائي مطاطي.

 

قال إنه سيقيل حكومة بن حبتور، وستحل مكانها حكومة كفاءات!.

 

أي جبن وارتباك أشد من هذا، هل كانت إقالة بن حبتور تستدعي كل هذه الحشود والترويج المبكر والواسع للتغيير (الجذري)، الحاكم المطلق يرعد ويزبد لأشهر لكي يتمكن من تمرير (انقلاب) على رجل لا يملك من صلاحياته وحياته إلا ما يمنحه مشرف مبنى مجلس الوزراء.

 

أما (حكومة الكفاءات) نعم .. نعرف ويعرف شعبنا جيدا ما هي الكفاءة في الفقه الزيدي والعرف الهاشمي، ويعرف بقايا المؤتمر من هو المقصود بها أيضا.

 

واعترافكم مجددا بالفساد الكامل والكبير الذي وصلت إليه مؤسسة القضاء، هو أيضا اعتراف صارخ بأن الفساد منتج وماركة سلالية، حيث 95% من القضاة والإداريين والفنيين هم من أبناء السلالة منذ عقود، فمن الطبيعي أن يكون أفسد من الفساد ذاته.

 

وإلى أن تستعيد أنفاسك، وتفكر مرة أخرى في فرصة لاستنساخ النظام الخميني، سيكون شعبنا الذي عرفتموه أمس في صنعاء قد اهتدى إلى ضالته، واستعاد دولته وقراره.

 

والعاقبة للمتقين.

التعليقات 0:

تعليقك على المقال