تفاصيل المقال

يوم المسند اليمني "اللغة اليمنية"

يوم المسند اليمني "اللغة اليمنية"

فتحي الكشميمي

فتحي الكشميمي

فتحي الكشميمي

 

إن ارتباطَ الانسانُ بهويتهِ التي ينفردُ بِها عن سِواهُ تتمثلَ بعدةِ عواملٍ وصفاتٍ وخصائصَ كالإرثِ التاريخيُ والحضاريُ والرقعةُ الجغرافيا التي يتشاركَ فيها الانسانُ مع اقرانهِ من بنو جلدتهِ والارومةَ أو الجرثومة العرقيةَ التي يتسَلسَلَ منها أبناءُ المجتمعِ ذاتِه ..

 

وتأتي في مقدمةِ هذهِ العوامل اللغةُ الموحدةُ بين افرادَ الوطنِ الجامعُ لهمْ ، وهي لسانُ التخاطبَ بينهمْ بمفرداتٍ تخصُهم دونَ غيرهِم .

 

يَمنَات او يَمانْت اوِ العربيةُ الجنوبية حاضرةُ تاريخٍ تَليدٍ من نتائجهِ وافرازاتهِ قلمُ المُسْند أو قلم النُصُبِ التذكارية الذي خَطَهُ اليمانيونَ في مراحلِ التاريخِ المُبكرُ مابين القرنُ التاسعَ=العاشر قبلِ الميلاد والذي تطورَ بتتابعِ السُنونَ فأصبحَ بهيئةٍ جماليةٍ فاقَ فيها على جميعِ الأحرفَ والأشكالَ من الحضاراتِ المعاصرةَ لتاريخِ اليمنَ كونهِ سَبقهُم بالنشئة.

 

تسعةَ وعشرونَ حرفٍ بزيادةِ حرفُ السَامِخْ والذي يُنطقُ مابينَ السينَ والصاد كانتْ نَواةُ لسانَ التخاطبُ اليمني، شُكِلتْ ورُسِمَتْ بجماليةٍ هندسيةٍ تُشعِركَ بالرهبةِ من طريقةِ نقشِهمْ وكتابتِهم لأكثرَ من عشرةَ آلافِ نقشٍ مُكتشَفٍ اُؤرِخَ بعضُها للالفِ الأولى قبلِ الميلاد حتى عام 547ميلاديةٍ  على امتدادِ خارطةِ اليمنُ القديم .

 

القوميةُ اليمنيةُ اقْيَال رأتْ أنَ من أوثقِ العواملُ للذاتِ اليمنية إعادةِ إحياءُ هذا الإرثُ الزاخر وبعثُ أحرفِ المُسندُ للحياة ،وتزامنٌ مع اليومُ العالميُ للغةِ العربية في الواحدِ والعِشرونَ من فبراير من كلِ عام .
يَحتفيْ الاقيالٌ بخَطِهمُ العظيمُ الذي يُعدُ إرثَهم المتوارثَ الذي تركهُ الأجدادُ كهويةِ تعريفٍ وجَوازُ سفرٍ يُبحِرَ فيهِ قارئهُ في ساحقاتِ الزمان .
القومية اليمنية اقْيال اخذتْ على عاتِقِهَا هذهِ المهمةُ العظيمة وهيَ إحياءُ الذاتِ اليمنية وتعزيزُ روابطِ الانتماءَ بين الانسانُ اليمنيُ ووطنهِ والتي سَعت الهاشميةُ لخلقِ هُوةٍ كبيرةٌ وجدارٍ عازلٍ بينهُ وبينها من مَوروثٍ دينيٌ خاطئ عَززَ لهُم مَن الإستِلاءِ على مُقوماتهِ كإنسانٍ أولاً، نازعةً منهُ حقوقهِ في العيشِ الكريم مُستَلبةٌ عَقلهُ وتهميِشهُ بسببِ ذلكَ الجِدار.

 

خطُ المُسّندِ يعودُ اليومَ مُكتسْياً عباءةِ المجدُ الخالدَ منتشياً زاهياً على أناملِ الاقيالِ كهمزةَ وصلٍ بينَ اليمنيُ وحضاراتهِ يُدغدغُ الماردُ السبئيُ المكنونُ في أرواحِهِم ليَصحوَ من سباتهِ الطويلُ مزمجراً محطمً تلكَ القيودُ التي كَبلتْ حُريتهُ واردتهُ أسيرً للخرافاتِ الهاشميةُ الإماميةُ السلاليةُ الكهنوتيةُ الآتيةَ من غُبارِ التاريخ ..

 

عِلموْا أطفالَكُم خَطهمُ العظيم وازرعوا بقلوبِهم أنهمْ أحفادُ أمةٍ عظيمةً خلدتْ ذِكرِها بهذا الحرفُ العظيمُ وجعلتهُ شاهِدا على مآثِرِهَا..

التعليقات 0:

تعليقك على المقال